علمت «الحياة» من مصادر سياسية عراقية أن الوفد العسكري الذي زار موسكو، خلال الأيام الماضية، أبلغ المسؤولين في الكرملين استعداد بغداد لتقديم «التسهيلات اللازمة» في الحملة التي تشنها القوات الروسية على «داعش» في سورية. ولم يطلب الوفد توسيع الغارات لتشمل العراق بسبب الممانعة الأميركية. تزامن ذلك مع تقدم القوات العراقية بدعم من «التحالف الدولي» في جبهة الرمادي (عاصمة الأنبار) ونجاحها في السيطرة على الجانب الغربي من المدينة، ما دفع ممثل التحالف جون ألن إلى توقع تحريرها قريباً. وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي ( من تيار الصدر)، اكد أمس أن العراق سيطلب دعما جوياً من روسيا «في حال نجاحها في سورية لأن ضربات التحالف الدولي لم توقف داعش بل زادته توسعاً وقوة». لكن مصدراً حكومياً نفى وجود أي نية لطلب الدعم الجوي الروسي، على رغم تلمس الوفد الذي يزور موسكو أن الكرملين يرغب، لأسباب استراتيجية عسكرية شن غاراته على الجبهتين السورية والعراقية معاً. وقال المصدر إن الوفد أبلغ إلى موسكو استعداد بغداد لتقديم كل المساعدة الممكنة لدعم حملتها في سورية، لكن ذلك «لا يشمل تنفيذ عمليات في العراق في هذه المرحلة بسبب الممانعات الأميركية». وكانت روسيا نشرت أمس صوراً لمسارات صواريخ أطلقتها بارجاتها من بحر قزوين فوق الأراضي الإيرانية والعراقية. وقال القيادي في «اتحاد القوى» السنية ظافر العاني ل «الحياة»: «طلبنا الحصول على تفاصيل عن التحالف الرباعي في البرلمان لنحدد موقفنا منه، فهل هو تحالف عسكري أم تعاون أمني؟». وأضاف: «ليس لدى السنة اعتراض على الدعم الروسي للعراق لمحاربة الإرهاب. ولكن لماذا لا يكون ذلك من خلال التحالف الدولي»، مشيراً إلى أن «تحفظنا عن التحالف الرباعي هو بسبب وجود نظامَي طهران ودمشق في أساسه». إلى ذلك، أعلن القيادي في «الحشد الشعبي» معين الكاظمي أمس بدء العمل في «مركز التنسيق الرباعي»، موضحاً أن العراق «سيطلب من روسيا الدعم الاستخباري والتقنيات العسكرية لضرب داعش بالتنسيق مع الحكومة». ميدانياً، أكدت القوات العراقية إحراز تقدم في حملتها لتحرير الرمادي. واستعادت السيطرة على مناطق واسعة حول المدينة. وقال ضابط برتبة عميد: «تمكنت قواتنا من استعادة مناطق إستراتيجية مهمة مثل زنكورة والبوجليب والعدنانية وأجزاء واسعة من منطقة البوريشة»، غرب الرمادي. وتحدث عن قتل عدد كبير من الإرهابيين وتدمير عدد من آلياتهم «ما ضطره الى الانسحاب». وأكد عضو مجلس محافظة الأنبار عذال عبيد الفهداوي أن «الجيش تمكن، بمساندة طيران التحالف الدولي الذي يلعب دوراً كبيراً في تنفيذ العملية، من استعادة مناطق واسعة شمال وغرب الرمادي». وأشار إلى «تحرير حوالى 20 من محيط المدينة تشكل مناطق تحرك وتواصل بين مسلحي داعش». وتوقع أن «يتم تحرير الرمادي نهاية الشهر الجاري»، مشيراً إلى أن «القوات العراقية تحظى بمساندة من أبناء العشائر». وجاء في بيان لوزارة الداخلية أن «الوزير محمد الغبان بحث مع منسق التحالف الدولي في الحرب ضد عصابات داعش الجنرال جون ألن والسفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز ومسؤولين آخرين في تدريب الشرطة العراقية في مختلف المجالات وعلى امتداد مناطق التماس مع التنظيم في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار»، ودعا الغبان إلى «ضرورة دعم الوزارة وتوسيع مشاركة فريق المدربين الإيطالي». وأشاد ألن «بأداء وزارة الداخلية في استتباب الأمن وإعادة النازحين إلى تكريت والمدن القريبة»، معرباً عن أمله بأن «تنجح هذه التجربة في الأنبار». وتوقع «تحرير كبرى مدن الأنبار (الرمادي) في القريب العاجل»، مشيراً إلى أن «قوات التحالف الدولي تدعم وزارة الداخلية وقواتها لا سيما الشرطة الاتحادية كونها تقوم بدور أساسي ومحوري في عمليات تحرير المدن من عصابات داعش».