اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الياباني يوكيا أمانو أمس، ان ايران لا تزال غير متعاونة مع الوكالة بشأن ملفها النووي، وقال «ان الوكالة تواصل التحقق من عدم تحويل وجهة استخدام المواد النووية في ايران، لكن لا يمكنني التأكيد على ان جميع المواد النووية تستخدم لاهداف سلمية لأن ايران لم تبد التعاون الضروري». وعلى رغم قول امانو، في خطاب ألقاه في افتتاح اجتماع مجلس المحافظين ال35 للوكالة في فيينا، ان الوكالة عاجزة عن تأكيد ان جميع النشاطات النووية الإيرانية ذات طابع سلمي، فإنه لم يكرر ما ذكره في تقريره الأول حول الملف النووي الإيراني، والصادر في 18 شباط (فبراير) الماضي، حول مخاوف «من احتمال وجود نشاطات سابقة او حالية لإيران غير معلن عنها، لتطوير شحنة نووية لصاروخ». وفي جنيف، علق وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي على خطاب أمانو، مؤكداً ان طهران «تعاونت في شكل كامل مع الوكالة، وهذا التعاون سيتواصل». واشار الى ان المفاوضات متواصلة حول اقتراح تبادل الوقود النووي، مشدداً على «عدم وجود دليل أو سبب لرؤية انحراف في النشاطات النووية السلمية الإيرانية». وأشار أمانو في خطابه، إلى ان اقتراح تبادل الوقود «لا يزال على الطاولة»، وطالب ايران «باتخاذ خطوات صوب التنفيذ الكامل لالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات النووية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتزاماتها الاخرى باعتبار ذلك اولوية قصوى». لكن أمانو دافع عن تقريره، معتبراً انه «حيادي وواضح»، ويستند الى معلومات استخباراتية من مصادر عدة. ورفض اتهامات وجهتها له إيران، بالانحياز، وقال لصحافيين: «تقريري لا يقول ان لدى إيران أو كان لديها، في شكل لا لبس فيه، برنامج تسلح نووي. اريد ان يكون ذلك واضحاً. اخترنا كلماتنا بدقة». جاء ذلك في وقت أفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأن إيران لم تستجب طلب الوكالة الذرية تحسين إجراءات مراقبة إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة، في منشأة ناتانز، والذي بدأ قبل 3 أسابيع. ونقلت الوكالة عن مسؤولين دوليين قولهم ان طهران رفضت طلب مفتشي الوكالة تركيب كاميرات إضافية في المنشأة، لمراقبة عملية التخصيب في شكل كامل. وسُئل أمانو عما اذا أمكن للوكالة مراقبة التخصيب المرتفع لليورانيوم، فأجاب ان إجراء التعديلات الضرورية «يحتاج بعض الوقت». الى ذلك، اشار سلطانية الى ان إيران أعادت مخزونها من اليورانيوم المخصب تحت الأرض، بعدما أخذت منه الكمية التي ستحتاج إلى رفع مستوى تخصيبها الى 20 في المئة. ولفت امانو في خطابه أيضاً، الى ان سورية «لم تتعاون مع الوكالة منذ حزيران (يونيو) 2008، في ما يتعلق بمسائل عالقة مرتبطة بموقع دير الزور» الذي قصفته طائرات إسرائيلية عام 2007، للاشتباه في كونه موقعاً نووياً. وقال: «سيكون من المفيد لو أن إسرائيل تشاطر الوكالة أي معلومات ذات صلة، يمكن أن تمتلكها». وفي طهران انتقد الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي أمس السياسة الخارجية «المغامرة» التي قال ان حكومة محمود احمدي نجاد تنتهجها معتبرا انها تضعف البلاد امام «اعدائها» الكثر. وفي اشارة الى الملف النووي، اضاف خاتمي في خطاب القاه امام طلاب اصلاحيين وبثه موقع منظمته «باران»، انه ازاء هذا الوضع «لسنا في حاجة الى الحضور على الساحة الدولية بسياسة مغامرة. يفترض ان يملي علينا الحس السياسي والحكمة ان نتحرك بعقلانية وعدم اعطاء الاخرين ذرائع» للتحرك ضد ايران. في غضون ذلك، أعرب مسؤول إسرائيلي عن تفاؤله بامتناع الصين عن استخدام حق النقض (الفيتو)، ضد قرار يصدره مجلس الأمن بفرض عقوبات جديدة على إيران. وقال لوكالة «رويترز» ان المحادثات التي أجراها وفد إسرائيلي في بكين الأسبوع الماضي، برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون، جعله يستبعد «استخدام الصين الفيتو».