لم يفضِ اللقاء الموسّع الذي عقد في أزهر البقاع بدعوة من مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس وحضور ثلاثة خبراء بيئيين موفدين من وزير الزراعة أكرم شهيب مع نواب المنطقة ورؤساء البلديات والمخاتير إضافة إلى ثلاثة خبراء مكلفين من أهالي مجدل عنجر، إلى اتّفاق على بدء تنفيذ خطة شهيب لطمر النفايات في المنطقة العازلة داخل الأراضي اللبنانية بين المصنع وجديدة يابوس. وحضر الاجتماع نواب البقاعين الأوسط والغربي: طوني ابو خاطر، جوزيف معلوف، عاصم عراجي، جمال الجراح، انطوان سعد، أمين وهبة وزياد القادري ومنسّق «تيار المستقبل» في البقاع الأوسط أيوب قزعون ورؤساء بلديات وفعاليات ومخاتير. وتم عرض دراسات وتقارير. وقال المفتي الميس قبل الاجتماع: «لنبدأ بالشرع لا من الشارع، واليوم نجتمع لنعرف مخاطر أو فوائد المطمر، سنتشاور بأسلوب حضاري لأن البلد ما عاد يتحمل وجعاً. صحة المواطن ضرورية ولكن صحة الدولة أيضاً ضرورية». وقال عراجي ل «الحياة» إن «الاجتماع شهد نقاشات مطوّلة تمحورت حول صلاحية الأرض المقترحة للطمر، لكن الآراء بقيت متباعدة ففريق شهيّب أصرّ على أن الأرض صالحة ولا آبار جوفية فيها، وحتّى لو كانت هناك آبار يمكن استخدام تقنية «خلية الطمر» التي تعزل الآبار عن تسرّب بقايا النفايات». فيما أصرّ أهالي المنطقة وخبراؤهم على أن الأرض كلسية وقابلة للتشقّق وبالتالي لتسرّب الملوّثات إلى المياه الجوفية التي تغذي نبع شمسين الذي يروي عشرات القرى في المنطقة. وأكد عراجي أنه «بناء لتكليف من رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لن يكون هناك مطمر بالقوة أو مطمر يضر بأهلنا». وفيما بدا إصرار الخبراء البيئيين في المنطقة على رفضهم إقامة مطمر في خراج بلدتهم كأنه قرار مسبق على رغم الاستفاضة بشرح التقارير العلمية التي تثبت أن الأرض صالحة، دعا الوفد المكلف من شهيب إلى إكمال النقاش بالاجتماع مع الوزيرين المشنوق وشهيب في بيروت إلا أن الجواب كان الرفض أيضاً. وكان الخبير بسام القنطار تحدّث خلال الاجتماع باسم الوفد المكلّف من شهيب عن «موقع يتضمن كل المواصفات البيئية والصحية ويضمن عدم المساس بالمياه الجوفية وهو موقع لا يتضمن أي صخور كلسية مشققة تعمل على تسريب وامتصاص المياه». وقال: «على أهالي مجدل عنجر وعنجر أن لا ينتظروا 18 شهراً ليخلصوا باستنتاج إذا كان المطمر الصحي المقترح هو مطمر موقت أو دائم، بمعنى أنه يمكن بعد شهرين من الآن التلمس بوضوح ما إذا كانت الدولة تمارس خديعة أو أنها تقوم بعملية انتقاء». وفي المقابل عارض الفكرة الخبير رجا نجيم باسم الوفد البيئي المكلف من الأهالي، مؤكدا أن «الموقع كارثي والصخور تخزن المياه لأكثر من سنتين وهي منبع، واللعب بهذه الطبقة بعكس الطبيعة يؤدي إلى الإضرار بها وبالمياه الجوفية التي لم يعد لدينا سواها في السلسة الشرقية ولا يمكن أن نخاطر بالنقاوة وهذه منطقة صخور متواصلة ولا يمكن فصل بعضها عن بعض». وانتقد رئيس بلدية مجدل عنجر سامي العجمي كل مسار عملية اختيار الموقع والتعاطي الرسمي وعدم التنسيق مع المجتمع المحلي. وفي عكار عقد في مبنى بلدية عندقت، مؤتمر صحافي بدعوة من جمعية «التعاون الدولي لحقوق الإنسان» وحضور رؤساء بلديات عدد من البلدات العكارية، ورأى رئيس الجمعية زياد بيطار أن «خطة شهيب غير قانونية لأنها لا تراعي اللامركزية الإدارية والإنماء المتوازن». ونفذَّت حملة «بدنا نحاسب» أمس وقفة احتجاجية أمام معمل الجية الحراري، احتجاجاً على استمرار انقطاع التيار الكهربائي، ولأن نسب التلوث من معامل إنتاج الكهرباء لا تتوافق مع المعايير البئيية تحت شعار «فاتورة مش فاتورتين». وأكدت الحملة أن المعركة المقبلة ستكون أمام معمل الترابة في سبلين ومعمل الذوق وجميع مواقع الفساد . وتزامناً نفّذت الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة (مجموعتا «الشعب يريد» و «جايي التغيير») وقفة لمناسبة إخلاء سبيل جميع الموقوفين خلال التحركات السابقة وللمطالبة بترك هذه المساحة العامة للناس. وكانت حملة «بدنا وطن»، اعتصمت أمام مبنى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في وطى المصيطبة- بيروت، احتجاجا على تردي خدماته. وطالب المعتصمون ب «تصحيح وتطوير أوضاع الصندوق ووضع حد للفساد فيه والمحسوبيات وزيادة التقديمات في مجال الأمومة وزيادة التعويضات وإقرار قانون ضمان الشيخوخة».