اسلام آباد – أ ف ب، رويترز - كرر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أمس، تأكيده ان الترسانة النووية لبلاده تخضع لحراسة امنية مشددة، رداً على المخاوف التي ابدتها الولاياتالمتحدة اخيراً في شأن تقدم متمردي حركة «طالبان» في انحاء البلاد. وقال: «اريد ان اطمئن العالم الى ان منشآت باكستان النووية في ايدٍ امينة، ولن تقع في أيدي مقاتلي طالبان». وقال: «نملك قيادة قوية ونظام تحكم جيداً بالأسلحة، على غرار الارادة القوية لمحاربة المتمردين، لكننا نحتاج الى تعزيز قدرات الحكومة في بعض المجالات»، مشيراً الى انه سيعرض على القادة الأميركيين خلال زيارته المقبلة لواشنطن والمقررة خلال ايام وجهة نظر بلاده من محاربة الإرهاب والتشدد. في غضون ذلك، اعلن الجيش الباكستاني ان العمليات العسكرية التي تنفذها قواته في بلدة دير في اقليم مالاكند القبلي (شمال غرب) منذ اول من أمس اسفرت عن مقتل بين 30 و40 متمرداً، مؤكداً ان الوضع «تحت السيطرة بالكامل». وأكد ان العمليات لا تتعارض مع سريان الاتفاق الموقّع مع «طالبان» في شأن تطبيق الشريعة في اقليم سوات المجاور، علماً ان الإجراءات العسكرية شملت قصف الجيش مخابئ المتمردين في مادان وكال ومناطق أخرى في دير، وكذلك حظر التجول على عدد من المناطق، وتطويق مناطق لال كيلا وإسلامبورا وكال كوت وغيرها. وأشارت حكومة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي الى ان القوات الباكستانية ترد على هجمات المسلحين الذين طالبتهم بتسليم أسلحتهم. لكن حركة «تطبيق الشريعة» في سوات أعلنت تعليق المحادثات، مطالبة بوقف العملية العسكرية التي تخضع لضغوط اميركية كثيفة من اجل وقف تقدم المتطرفين في المنطقة. وقال امير عزت، الناطق باسم الملا صوفي محمد المؤيد ل «طالبان»: «قرر مجلس شورى تعليق مفاوضات السلام، لكننا ما زلنا ملتزمين اتفاق السلام في سوات» التي لم يستبعد الرئيس زرداري مهاجمتها «لكن جغرافيا المنطقة تحد من قدراتنا، في ظل اكتظاظها بالسكان، ما سيجعل حصيلة الضحايا مرتفعة». وحذر الملا سميع الحق، مدير الجامعة الحقانية في أكورة ختك قرب بيشاور، عاصمة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي والتي تخرّج منها الآلاف من مقاتلي «طالبان» في أفغانستانوباكستان، من خطورة الوضع في مناطق سوات ومالاكند. وقال ل «الحياة» إن «الحكومة تحاول الآن إرضاء أميركا عبر قتل شعبها»، مشدداً على ضرورة مواصلة الجهود التي تهدف إلى ايجاد تفاهم مع المقاتلين الإسلاميين في سوات وغيرها من دون اللجوء إلى استخدام القوة، خصوصاً بعد انسحاب مقاتلي «طالبان» فوراً من بونير وشانغلا. وأضاف: «يجب على الحكومة قبل استخدام القوة التحقيق في حوادث كثيرة، والنظر في احتمال وجود أيادٍ خارجية مثل الهند وغيرها من الدول التي لا تريد خيراً لباكستان في التصعيد الامني الحالي، وأن تفاتح الشعب الباكستاني في كل الأوضاع الراهنة».