طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - علّق قائد ميليشيات «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي على الانتقادات التي وُجهت الى ايران بسبب بثها «اعترافات» للزعيم المعتقل لجماعة «جند الله» عبد الملك ريغي، معتبراً ان الرئيس الأميركي باراك أوباما كان ليعترف بالسرعة ذاتها التي فعل ريغي. وعزا نقدي «اعترافات» ريغي الى قوة الإسلام، قائلاً لطلاب من «الباسيج»: «هذا الشكل الطاهر من الإسلام (المُمارس في إيران) هو من القوة بحيث يمكنه تحطيم ألد أعدائنا». وأضاف: «قاطع الطريق هذا (ريغي) لم يكن شيئاً، وحتى اذا جاء اوباما الذي اعترف ريغي بالتعاون معه، الى إيران، سيعترف بكل أخطائه تحت تأثير هذا الإسلام (الطاهر)». وعلّق نقدي على السرعة التي اعترف ريغي بموجبها، قائلاً: «أعداؤنا يدعون ان إيران استخدمت مخدراً للأعصاب لانتزاع هذه الاعترافات، لكن 48 ساعة ليست كافية لأي مخدر أو حقنة كي يكون لها هذا التأثير». في الوقت ذاته، اعتبر محمد باقر ذو القدر مستشار رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني أن «أجهزة التجسس الأميركية والبريطانية قلقة من المعلومات التي قدمها ريغي في شأن علاقته بها». وقال ان «الأهم من محاكمته وإنزال العقاب العادل بحقه، هو ما لديه من معلومات». جاء ذلك في وقت دعا نواب ايرانيون الى اتخاذ إجراءات قضائية في حق دول ساعدت ريغي. في غضون ذلك، حظرت السلطات الإيرانية صدور مجلة «إيران دوخت» (ابنة إيران) التي تملكها زوجة مهدي كروبي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي، ونجله، «لأنها غير متطابقة مع قانون الصحافة» كما أفادت وكالة الأنباء الطالبية (إيسنا) التي أشارت ايضاً الى ان لجنة مراقبة الصحافة حظرت صحيفة «اعتماد» التابعة لكروبي، «لانتهاكاتها المتكررة قانون الصحافة». جاء ذلك بعد يوم واحد على إطلاق السلطات بكفالة 6 صحافيين وناشطين في المعارضة، كانوا اعتُقلوا بعد تظاهرات المعارضة خلال إحياء ذكرى عاشوراء في 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. والصحافيون المُفرج عنهم هم: ما شاء الله شمس الواعظين وعبد الرضا تاجيك ومحمد جواد مظفر. اما الناشطون فهم علي حكمت وبهرنك تنكابنه والأستاذ الجامعي المتقاعد محمد صادق رباني. لكن محكمة الاستئناف أصدرت حكماً بسجن الصحافية هنغامه شهيدي 6 سنوات، وهي عضو في حزب «اعتماد ملي» التابع لكروبي، ومستشارة للأخير حول شؤون المرأة والقضايا الدولية. وأصدر القضاء أيضاً حكمين بسجن الناشطَيْن الطالبين علي قنطوري 15 سنة، وأوميد منتظري 6 سنوات. إلى ذلك، أفاد موقع «راه سبز» الإصلاحي بأن محققين اتصلوا بعدد كبير من المعارضين المفرج عنهم، ممن صدرت في حقهم أحكام قضائية او ينتظرون ذلك، لإرغامهم على إجراء مقابلات يعربون فيها عن تأييدهم قرارات مرشد الجمهورية علي خامنئي. الى ذلك، انتقد الرئيس السابق محمد خاتمي السياسة الخارجية «المغامرة» التي تنتهجها حكومة الرئيس محمود احمدي نجاد. وقال في خطاب ألقاه أمام طلاب إصلاحيين: «لدينا أعداء كبار قاموا بمحاولات عدة (ضد ايران): الحرب المفروضة (من العراق) والهجمات الإرهابية ومحاولات الانقلاب والآن حتى العقوبات والقيود» الدولية. وأضاف في اشارة الى الملف النووي، انه ازاء هذا الوضع «لسنا في حاجة الى الحضور على الساحة الدولية بسياسة مغامرة. يُفترض ان يملي علينا الحس السياسي والحكمة، ان نتحرك بعقلانية وعدم إعطاء الآخرين ذرائع» للتحرك ضد ايران. واعتبر ان هذه السياسة «تكلف البلاد ثمناً باهظاً»، لافتاً الى انه «من السهل افتعال توترات في العالم، لكن تشجيع أجواء الانفراج اصعب بكثير. ان ذلك يقتضي شجاعة وحكمة، وعلى السلطات اتخاذ مبادرات في هذا الاتجاه».