أكد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، أن المملكة العربية السعودية مستمرة في الاستثمار في جميع مراحل صناعة النفط والغاز حتى مع الانخفاض الحالي في الأسعار، إضافة إلى الاستثمار في المصادر الأخرى للطاقة مثل الطاقة الشمسية. واعتبر النعيمي في كلمته خلال الجلسة الخاصة بالاستثمار في مجال النفط والطاقة، ضمن أعمال الاجتماع الوزاري الأول لوزراء البترول والطاقة لمجموعة العشرين الذي اختتم أعماله في مدينة إسطنبول التركية أمس واستمر يومين، «أن العالم بحاجة إلى الحصول على الطاقة بشكل نظيف ومستمر ومتوافر للجميع في الوقت الحالي والأجيال المقبلة في مختلف أنحاء العالم». وأشار إلى أن من أهم العوامل التي تساعد في تحقيق هذا الهدف هو حركة الأسعار المؤثرة بشكل واضح في الاستثمارات الحالية والمستقبلية، وخصوصاً على المدى الطويل في صناعة مهمة كالنفط. وانخفضت أسعار النفط بمقدار النصف تقريباً على مدى العام الأخير لتصل إلى 48 دولاراً للبرميل بفعل تخمة المعروض، لكن المحللين يرون مؤشرات على أن استراتيجية «أوبك» لكبح نمو الإنتاج العالي المكلفة من طريق السماح للأسعار بالانخفاض بدأت تؤتي ثمارها، إذ يرجح محللون أن تخمة المعروض التي مازالت كبيرة ستتقلص في العام المقبل 2016، إذ من المرجح أن ينكمش المعروض من خارج «أوبك». وزاد معروض «أوبك» في أيلول (سبتمبر) إلى 31.68 مليون برميل يومياً من قراءة معدلة بلغت 31.57 مليون برميل يومياً في آب (أغسطس). وبزيادة المعروض هذا الشهر تكون المنظمة عززت الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل يومياً منذ تحولها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 إلى حماية الحصة السوقية بدلاً من سياستها السابقة التي كانت تقوم على خفض الإنتاج لدعم الأسعار. وقال النعيمي، الذي ترأس وفد المملكة المشارك في الاجتماع الوزاري الأول لوزراء البترول والطاقة لمجموعة العشرين: «إنه منذ السبعينات مرَّت هذه الصناعة بتذبذبات حادة وعالية في الأسعار (ارتفاعاً وانخفاضاً)، ما أثر في الاستثمارات في مجال النفط والطاقة واستمراريتها، وهذا الوضع المتذبذب، ليس لمصلحة الدول المنتجة ولا الدول المستهلكة، وبإمكان دول مجموعة العشرين الإسهام في استقرار السوق». وأضاف: «أن الاستثمار في صناعة النفط والغاز يشمل جميع مراحل الصناعة مثل: الاستكشاف، والإنتاج، والتكرير، والكفاءات البشرية من حيث التعليم، والتدريب، والتأهيل؛ كما أن الاستثمار في التقنية والأبحاث العلمية له أهمية خاصة ولاسيما في عمليات جعل النفط والوقود الأحفوري عموماً أكثر ملاءمة للبيئة، مبيناً أن الاستثمار يجب أن يشمل جميع مصادر الطاقة مثل الطاقة الشمسية وغيرها». وشدد وزير البترول على أهمية الاستثمار في العلوم والأبحاث والتقنية من أجل جعل المصادر الأحفورية للطاقة أكثر نظافة وملاءمة لمتطلبات البيئة، وأكثر سعادة ورخاء للأجيال القادمة. والتقى النعيمي على هامش الاجتماع الذي افتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدداً من وزراء البترول والطاقة، من بينهم وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز، ووزير الطاقة الروسي إلكسندر نوفاك، ووزير الطاقة الإندونيسي سوديرمان سعيد، وناقش معهم العلاقات الثنائية في مجالات النفط، والحفاظ على بيئة نظيفة، باستخدام وسائل التقنية الحديثة، والاستفادة من التقدم التقني والأبحاث العلمية في هذه المجالات. وكان وزراء الطاقة في مجموعة دول العشرين ناقشوا في جلسات اجتماعهم مواضيع عدة من بينها: مصادر الطاقة لدول أفريقيا جنوب الصحراء، وسياسات الطاقة العالمية، والاحتباس الحراري، ومشكلات البيئة، وطرحوا توصيات حول أفضل السبل لتوفير الطاقة للمجتمعات النامية، والاستثمار في مجال الطاقة على ضوء الأوضاع الحالية في السوق النفطية، والطاقة المتجددة، وأهمية استخدام الطاقة وتوفيرها.