لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - استهدفت مقاتلات روسية أمس موقعاً لتنظيم «داعش» في الرقة شمال شرقي سورية، ما أسفر عن مقتل 12 عنصراً مع استمرارها في قصف ريف ادلب وشن غارة في ريف حلب مكان قصف مقاتلات التحالف الدولي - العربي، في وقت أفيد في موسكو باحتمال استمرار الغارات لحوالى أربعة أشهر. وشن «داعش» هجوماً على القوات النظامية في دير الزور في شمال شرقي البلاد. وأوضح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف، أن مقاتلات من طرازات «سوخوي» المختلفة نفذت 18 طلعة خلال الليل وساعات النهار الأولى، وقصفت منشآت تمركز فيها مقاتلون تابعون ل «داعش». وقال أن العمليات أدت إلى تدمير «مركز قيادة ومركز اتصالات لتنظيم «داعش» ومعسكر لمقاتلي «داعش» ومستودعات تحوي الذخائر والمحروقات والعشرات من الآليات العسكرية الخاصة بالمجموعات الإرهابية»، موضحاً أنها «وجهت ضربات دقيقة من ارتفاع 5 آلاف متر. وتسمح أجهزة الملاحة الجوية وتوجيه الضربات من على متن الطائرات بضرب أهداف على الأرض بدقة مطلقة». وأشار إلى أن «الطائرات الروسية أثبتت ذلك لدى قيامها بتدمير مركز قيادة تابع ل «داعش» قرب الرقة». وأضاف كوناشينكوف أن «طائرات «سوخوي» «ضربت معسكراً لمسلحي «داعش» في منطقة معرة النعمان في محافظة إدلب، ودمرت بالكامل مخابئ تحت الأرض وكذلك مخازن للأسلحة والوقود للإرهابيين»، كما دمرت مركز قيادة لمسلحي «داعش» في محافظة حماة إضافة إلى عشرات الآليات العسكرية المزودة بأسلحة نارية من عيار كبير، مع العلم ان «داعش» غير موجود في معرة النعمان وريف ادلب. وفي اللاذقية، قال الجنرال إيغور كليموف، الناطق باسم القوات الجوية الروسية في سورية أن عشر طائرات صهريج روسية انضمت إلى الأسطول الجوي الذي جهزته روسيا على الأراضي السورية وهي تتمركز في قاعدة حميميم على الساحل، موضحاً أن روسيا أرسلت هذا الطراز من الطائرات لتسهيل تزويد الطائرات العسكرية الروسية بالوقود خلال تنفيذ طلعاتها الجوية. كما أشار كليموف إلى «وضع منظومة هندسية تقنية خدماتية للمطارات. وتم بناء في فترة قصيرة عشرات المواقع للبنى التحتية الميدانية، بما في ذلك نقاط لتزويد الآليات بالوقود ومستودعات ومراكز ميدانية للطعام ومعمل خبز»، معتبراً أنه «تمت تهيئة كل الظروف اللازمة لإنجاح مهمة العسكريين الروس في سورية». اللافت أن تقنيات تزويد الوقود في الجو تستخدم كما أشار خبراء لإنجاح مهمات الطيران الاستراتيجي الذي يقطع مسافات كبيرة في الجو، ما دفع بعض الخبراء إلى التساؤل عن أسباب إرساله إلى سورية حيث لا تحتاج الطائرات لقطع مسافات شاسعة، ورجح بعضهم أن تكون موسكو تقوم بتجربة تقنيات عسكرية حديثة في سورية وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على دبابات من طراز «تي90» التي تدخل التجربة الميدانية للمرة الاولى بعدما زودت بها موسكو النظام السوري أخيراً. وأكد المتحدث أن ممثلي وزارتي الدفاع الروسية والأميركية عقدوا اجتماعاً تشاورياً عبر الفيديو بناء على مبادرة من وزارة الدفاع الأميركية، مشيراً إلى أن الطرفين ناقشا «استخدام الطيران فوق أراضي سورية بشكل آمن»، موضحاً أن «النقاش كان بنّاءً واتفقنا على أهمية استمرار التنسيق في هذا الشأن وعقد جولات حوار أخرى خلال الفترة القريبة القادمة». في غضون ذلك، انضمت الإدارة الروحية لشؤون مسلمي روسيا أمس، الى الكنيسة الروسية التي كانت «باركت» العمليات العسكرية في سورية ووصفتها بأنها «حرب مقدسة». إذ أعلن رئيس الإدارة الشيخ راوي عين الدين «دعم مجلس الإفتاء والإدراة الدينية للحملة العسكرية الروسية ضد الارهاب في سورية». ورأى مصدر تحدثت إليه «الحياة» أن موقفي الكنيسة وإدارة شؤون المسلمين «موجهان بالدرجة الأولى الى الداخل الروسي بهدف حشد تأييد أوسع لقرار الرئيس فلاديمير بوتين الانخراط في الحرب السورية بشكل مباشر» خصوصا أن استطلاعاً نشر نتائجه مركز «ليفادا» المرموق لدراسة الرأي العام دل على أن 69 في المئة من الروس يعارضون إرسال قوات روسية الى سورية. وفي الإطار، دخل الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف أمس على خط التعبئة القوية لمصلحة استمرار وتوسيع العمليات العسكرية الروسية في سورية، ووجه نداء إلى بوتين طلب فيه «الموافقة على إرسال وحدات عسكرية من الشيشان إلى سورية لمحاربة داعش». وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) إن موسكو تتوقع استمرار حملتها الجوية في سورية ثلاثة أو أربعة أشهر. وقال أليكسي بوشكوف وهو حليف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإذاعة «أوروبا 1» الفرنسية: «هناك دائماً خطر السقوط في مستنقع يصعب الخروج منه لكننا في موسكو نتحدث عن عملية تستغرق ثلاثة أو أربعة أشهر». وأضاف أنه سيحدث تكثيف للضربات. إلى ذلك، قال «المرصد» إن «معارك عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في مدينة دير الزور ومحيطه، إثر هجوم عنيف للتنظيم على أحياء الصناعة والرصافة والعمال ومناطق أخرى بمدينة دير الزور ومحيط مطار دير الزور العسكري وجنوبه، ترافق مع سماع دوي انفجارين عنيفين يعتقد أنهما ناجمان من تفجير عربتين مفخختين من قبل التنظيم، وسط تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في محيط المطار دون معلومات عن الخسائر البشرية».