أفادت مصادر مطّلعة في الجزائر أن قوات جزائرية خاصة قتلت في أقصى جنوب البلاد، صباح أمس، «أبو حارث الليبي» الرجل الثاني في كتيبة «طارق بن زياد» التي تنشط تحت لواء القيادة الصحراوية ل «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وذكرت المصادر أن «أبو حارث» الذي يحمل الجنسية الليبية، كما هو واضح من كنيته، قُتل مع أحد مرافقيه بعد تخطيهما حدود الجزائر قادمين من مالي. وفي سياق آخر، قال مصدر أمني جزائري ل «الحياة» إن شكوكاً تحوم حول الارتباط الفعلي ب «القاعدة» للجزائريين الأربعة الذين أعلنت مالي توقيفهم مساء أول من أمس. وأفيد أن قيادة الناحية العسكرية السادسة (الجنوب) للجيش الجزائري أعلنت حال استنفار على الحدود مع مالي، في موازاة استياء جزائري غير معلن عقب إعلان بيان لفرع «القاعدة» المغاربي عن صفقة في مقابل إطلاق ديبلوماسيين كنديين وسائحتين أوروبيتين لقاء الإفراج عن 4 عناصر من التنظيم الأرجح أنهم كانوا معتقلين لدى مالي. وأفادت مصادر أن قوة خاصة من الجيش الجزائري قتلت مسلحين إثنين صباح أمس في المكان المسمى «تانان» جنوب غربي مدينة تمنراست (قرابة 2000 كلم جنوب العاصمة)، وتم التعرف على هوية الأول ويدعى «أبو حارث الليبي» الذي يُعدّ الرجل الثاني في كتيبة «طارق بن زياد» التي أسسها عماري صايفي المكنى «البارا» ويتزعّمها حالياً «عبدالحميد أبو زيد» المدعو «حميد السوفي». وقُتل مع «أبو حارث» مسلح ثان لم يتمكن المحققون من تحديد هويته، لكن ملامحه «افريقية». وتشتغل قوات الأمن على محاولة تحديد الوجهة التي كان يقصدها المسلحان، وهل كانا يفران من الاشتباكات التي دارت بين مجموعة أخرى من «القاعدة» وقوة عسكرية مالية في مكان غير بعيد عن الحدود الجزائرية. وشككت مصادر رسمية جزائرية في صحة الرواية التي أعلنتها باماكو بخصوص أربعة أشخاص أوقفتهم مساء أول من أمس، وزعمت أنهم «إرهابيون» من «القاعدة» و يحملون الجنسية الجزائرية. وتعتقد الجزائر أن الأربعة ربما كانوا فقط «مهربين» يتعاملون مع مختار بلمختار المكنى «أبو العباس» الذي ينشط في الموقع ذاته الذي تم فيه الاعتقال. وقلما أعلنت باماكو عن اعتقال عناصر ترتبط بتنظيم «القاعدة» النشط بفرعه الصحراوي على أراضيها، وهو ما يدفع بفرضية محاولة نظام الرئيس أمادو توماني توري إظهار مدى انخراطه الكامل في الحملة التي يدعمها الاتحاد الافريقي في «مكافحة الإرهاب»، في ظل استياء جزائري، غير معلن، بخصوص صفقة تمكن فيها تنظيم «القاعدة» من الإفراج عن أربعة من عناصره يعتقد أنهم كانوا في سجون مالية لقاء الافراج عن الرهائن الغربيين. في غضون ذلك (أ ف ب) ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن محكمة الجنايات في بومرداس (50 كلم الى شرق العاصمة) أصدرت حكماً غيابياً بالاعدام على خمسة لقيامهم بأعمال ارهابية مختلفة. ويلاحق المتهمون الفارون بتهمة تشكيل مجموعة ارهابية مسلحة واقتناء أسلحة والقيام بعمليات قتل وسرقة ومحاولة قتل.