زار نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، هنيبعل، السجين السويسري ماكس غولدي، الذي يقضي عقوبة بالسجن لأربعة أشهر في ليبيا، وسَمَح له بالاتصال بوالدته هاتفيا لتهنئتها بعيد ميلادها الذي يصادف اليوم الاثنين. وجاءت زيارة القذافي الابن إلى السجن ك"بادرة إنسانية"، في حين قال رجل الأعمال السويسري أمام الصحافيين أنها "أتت في وقتها". وبدا غولدي، الذي سلم نفسه إلى الشرطة القضائية الليبية الأسبوع الماضي، بعد أن حاصرت السفارة السويسرية الذي لجأ إليها منذ تموز'يوليو الماضي، مرتاحاً وبصحة جيدة، وأعرب لنجل القذافي عن سعادته بلقائه وبمبادرته إلى زيارته. وكما أعرب عن أمله في أن تأخذ العدالة مجراها بشكل طبيعي، داعياً حكومة بلاده إلى ممارسة دورها في الكشف السريع عن كيفية تسرب صور هنيبعل القذافي، بعد اعتقاله من قبل شرطة جنيف، إلى الصحافة. وكانت العلاقات توترت بين سويسرا وليبيا بعد توقيف هنيبعل القذافي وزوجته في جنيف في تموز'يوليو 2008 اثر شكوى تقدم بها اثنان من خدمهما بتهمة سوء المعاملة الصيف الماضي. وكانت محكمة ليبية أصدرت في الشهر عينه حكماً بالسجن على غولدي ورجل أعمال سويسري آخر يدعى رشيد حمداني بتهمة انتهاك قوانين الإقامة في البلاد، حيث أوقفا، ثم أطلق سراحهما على أن يتابعا القضية على الاراضي الليبية لكنهما لجآ إلى السفارة السويسرية في طرابلس. وعادت المحكمة وخففت الشهر الماضي عقوبة السجن بحق غولدي إلى أربعة أشهر بدلا من 16 شهرا بتهمة انتهاك قوانين الإقامة في البلاد، فيما برأت حمداني من تلك التهمة. وسمحت السلطات الليبية لحمداني بمغادرة البلاد، فيما سلمت السفارة السويسرية غولدي الشهر الماضي، لتمضية محكوميته. من جانبه، قال صلاح الزحاف محامي غولدي، في تصريح للصحافيين في السجن اليوم، إن زيارة هنيبعل اليوم لموكله في السجن تعني له الكثير، بخاصة أن هذا اليوم يصادف عيد ميلاد والدته التي تمكن من التحدث إليها وتهنئتها. واستغرب الزحاف في ما وصفه بالجمود في الطرف الأخر، في إشارة ضمنية إلى سويسرا وأوروبا، في حين هناك مرونة كبيرة جدا في الجانب الليبي على جميع الأصعدة سواء منها الإدارية أو السياسية أو القضائية. وقال "لا أدري سبب هذا الجمود هل هو ناجم عن معوقات داخل الجسم السويسري أو معوقات ناتجة عن عوامل أخرى في المجموعة الأوروبية". وتساءل عن مبررات هذه المدة لاستكمال التحقيق على نشر الصور منذ 5 أشهر، في إشارة منه إلى صور هانيبال القذافي. وكانت ليبيا قطعت، نتيجة الأزمة مع سويسرا، صادراتها من النفط إليها، وشددت سياسة منح التأشيرات إلى مواطني الدول الخاضعة لاتفاقية تأشيرات شنغن، ومن بينها سويسرا، وذلك بسبب تشدد الاخيرة في منح تأشيراتها للمواطنين الليبيين. تووجه الزعيم الليبي أخيراً بدعوة للجهاد ضد سويسرا واصفاً إياها بأنها "دولة كافرة تدمر بيوت الله"، ودعا إلى مقاطعتها.