يفتَتح الفيلم التحريكي «الأمير الصغير» للمخرج الأميركي مارك أوسبورن، عن رواية الكاتب أنطوان دو سانت إكزوبيري الشهيرة، الدورة الخامسة عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما، الأربعاء المقبل، على أن تختتم الفعالية في 15 من الشهر الجاري، بالفيلم الوثائقي «سمّاني مالالا» He named me Malala، للأميركي ديفيس غاغانهايم، ويتناول حياة حاملة جائزة نوبل للسلام الشابة الباكستانية ملالا يوسفزاي. ويترأس لجنة التحكيم كل من الكاتب والمخرج الفرنسي من أصل أرجنتيتني سانتياغو أميغورينا والمخرج الأميركي من أصل برازيلي جوناثان نوسيتر، وتضم الكاتب الأميركي مايكل غرينبرغ والناقدة السينمائية النمساوية ألكسندرا زاويا والمخرجة والممثلة التونسية من أصل روسي دوريا سفيتلانا عاشور. ويتضمن برنامج المهرجان 80 فيلماً، «تتسم بتنوع ثقافي واسع» وفق رأي منظمي المهرجان، وهي لمخرجين من 28 جنسية، تتوزع على مسابقتي الأفلام الشرق أوسطية القصيرة والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية، وفئتين خارج المسابقة هما «البانوراما الدولية» و «الساحة العامة»، فيما تغيب مجدداً مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية. ولا يركز المهرجان على العروض الهوليوودية الضخمة، بل يتناول برنامجه هذه السنة قضايا تتعلق بعواقب العولمة. ومن المواضيع التي تتناولها أفلامه «مسائل النازحين» و«الاندماج الاجتماعي» و«عودة النزعات القومية». وإلى جانب هذه الأفلام، يتضمن برنامج المهرجان أنواعاً أخرى، كالأفلام الكلاسيكية الحديثة وأفلام الخيال العلمي والدراما والأفلام التحريكية وغيرها. وتشمل فئة «البانوراما الدولية» 24 فيلماً، وإلى فيلمي الافتتاح والاختتام، سيكون من أبرز عروض هذه الفئة فيلم Dheepan الفرنسي الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان «كان» 2015، وهو من إخراج جاك أوديار، ويروي قصة عنصر سابق في صفوف المتمردين في سري لانكا، يهاجر مع «عائلة» مفبركة إلى فرنسا طلباً للجوء السياسي. وتدور أحداث أفلام أخرى على خلفية قضية اللجوء السياسي أو الهرب من الاضطهاد والملاحقة. أما البيئة، فحصتها الفيلم الوثائقي Racing Extinction للأميركي لوي بسيهويوس (الفائز بأوسكار أفضل فيلم وثائقي عام 2010 عن The Cove)، ويتناول دور الإنسان في اندثار عدد كبير من الأجناس الحية في العالم. وكانت لقطات عملاقة من الفيلم عرضت في آب (أغسطس) الفائت على واجهة ناطحة السحاب الشهيرة «إمباير ستايت بيلدينغ» في نيويورك، في مبادرة تهدف إلى توعية الرأي العام على أخطار اندثار هذه الحيوانات. ويتميز عرض الفيلم في مهرجان بيروت بأنه سيتم في الوقت نفسه داخل صالة Montaigne وخارجها، أي في الفناء الخارجي لمجمع السفارة الفرنسية. وفي مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الوثائقية خمسة أفلام، أحدها لبناني. وتمنح جائزة «ألف» ALEPH لأفضل فيلم في هذه الفئة، ولأفضل مخرج، إضافة الى جائزة لجنة التحكيم الخاصة. فمن مصر، ينافس ضمن هذه الفئة فيلم «الجريدي» لمحمد أحمد السيّد علي، وقد حصل على الجائزة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان القاهرة السينمائي. ومن تركيا فيلم He Bu Tune Bu «كان يا ما كان» الناطق بالكردية، للمخرج كاظم أوز، والفائزة بجوائز في مهرجان إسطنبول وأنقرة السينمائيين. وفي المسابقة أيضاً فيلم «حضور أسمهان الذي لا يُحتمل» للمخرجة الأردنية عزة الحسن، وفيلم «السبّاقات» (Speed Sisters) للمخرجة الكندية من أصل فلسطيني آمبر فارس، و«عجلات الحرب» للبناني رامي قديح. ويشارك 14 فيلماً في مسابقة الأفلام الشرق أوسطية القصيرة، بينها خمسة من لبنان، وتمنح جوائز للأفلام الأول والثاني والثالث الأفضل في هذه الفئة، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة. ومن ضمن الأفلام المشاركة فيلم «الماتور» للمصري- الأميركي أحمد إبراهيم، وفيلم «130 كم للجنة» للمصري خالد خلّة. أما من المغرب العربي، فيشارك في هذه المسابقة فيلمان: «...فتزوج روميو جولييت» للتونسية هند بوجمعة، وقد فاز بالمهر الذهبي لأفضل فيلم قصير في مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2014، و «الطفل والخبز» للمغربي محمد غومان، وهو فائز بالجائزة الثانية في مهرجات باراج للأفلام القصيرة في الهند عام 2014. وكالعادة، يتميز المهرجان بحضور لافت للأفلام الناطقة بالكردية، فمن كردستان العراق أفلام لأربعة مخرجين: «ليل طويل» لكامران بيتاسي، و «خبز» (Nan) لنشوان محمد صالح، و «فقد في الغبار» لسوران إبراهيم، و «صياد سيّئ» لسهيم عمر خليفة. وفي فئة «الساحة العامة» التي تضمّ أفلاماً خارج المسابقة، يشارك 37 فيلماً، يتناول عدد منها قضايا تتعلق بالأطفال الذين يعانون التشرّد والحرب والخطف، فيما تتمحور أفلام أخرى مثلاً على مرض التوحّد، والمثلية، وقضايا السجناء، وسوء معاملة النساء، والتطرف الديني وأوضاع المسيحيين والأيزيديين والأكراد.