صنعاء - أ ف ب - لجأت القوات اليمنية إلى القوة أمس لاستعادة السيطرة على ناقلة نفط استولى عليها قراصنة يوم الأحد قبالة الشواطئ اليمنية، وذلك في عملية استمرت 18 ساعة، وأسفرت عن مقتل ثلاثة من المهاجمين واعتقال 11 منهم. وأعلن ناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية على موقع «26 سبتمبر.نت» الرسمي على الانترنت أن «قوات أمنية نجحت في تحرير ناقلة النفط التي استولى عليها قراصنة صوماليون واعتقلت 11 قرصاناً». وأضاف الناطق أن العملية أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في صفوف القراصنة، وذكر أن الناقلة التي تحمل اسم «قانا» اتجهت بعد الافراج عنها الى مرفأ المكلا في جنوب شرقي البلاد وليس إلى عدن (جنوب)، كما ذكر سابقاً. وبحسب المصدر ذاته، اعتقل سبعة قراصنة أول من أمس (الاحد) وأربعة آخرون فجر أمس (الاثنين) بينهم اثنان مصابان بجروح. كذلك أسفرت العملية عن اصابة خمسة أشخاص من طاقم الناقلة بينهم هندي. ولم يكشف حجم ناقلة النفط اليمنية ولا عدد أفراد طاقمها وجنسياتهم. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تشن فيها القوات اليمنية عملية بهذا الحجم ضد القراصنة الصوماليين. ويبدو كذلك أنها المرة الأولى التي يقترب فيها القراصنة الصوماليون الى هذا الحد من سواحل اليمن، البلد الأفقر في الجزيرة العربية، والذي أنشأ قوة خفر سواحل عام 2002 فقط. وكان مسؤولون يمنيون أعلنوا أول من أمس أن اشتباكات وقعت بين خفر السواحل اليمنيين وقراصنة صوماليين استولوا على ناقلة النفط الفارغة، فيما حررت القوات الحكومية ثلاث سفن تجارية أخرى. وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن «قوات البحرية اشتبكت مع قراصنة وتمكنت من تحرير ثلاث سفن تجارية» لكنها «اضطرت للحصول على دعم مروحيات ضد قراصنة السفينة الرابعة». وأكد مسؤول آخر لوكالة «فرانس برس» أن السفينة التي خطفت قبالة سواحل اليمن «ناقلة نفط عائدة لمصافي عدن». وأضاف أن ناقلة النفط كانت في طريق عودتها بعدما أفرغت حمولتها في مدينة المهرة (شرق) عندما تعرضت إلى الهجوم. وكانت مجموعة من القراصنة الصوماليين أفرجت أول من أمس عن سفينة شحن صغيرة مستأجرة من شركة يمنية لتجهيز السفن مع طاقمها المؤلف من 15 بحاراً، كما عُلم من منظمة «ايكوتيرا انترناشيونال» غير الحكومية في كينيا. وأفادت هذه المنظمة غير الحكومية المدافعة عن البيئة، والتي تتابع عن كثب عمليات القرصنة قبالة الصومال أن السفينة «سي برينسيس 2 وطاقمها المؤلف من 15 بحاراً بينهم ثمانية هنود ويمنيان، أُطلق سراحها وغادرها آخر القراصنة صباح الاثنين». يذكر أن القراصنة استولوا على السفينة في الثالث من كانون الثاني (يناير) الماضي فيما كانت في طريقها وهي محملة شحنة من ألفي طن من الوقود الى جزيرة سقطرة اليمنية. ويحتجز قراصنة صوماليون حالياً 16 سفينة و273 بحاراً في الاجمال، بانتظار التوصل الى نتيجة في المفاوضات لدفع فدية. وبحسب المكتب البحري الدولي، فإن هجمات القراصنة قبالة سواحل الصومال تضاعفت عشر مرات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2009 قياساً الى الفترة ذاتها من عام 2008، لترتفع من ستة الى 61. وخطف القراصنة الصوماليون الذين يبحرون على الطرق التجارية في المحيط الهندي وخليج عدن حوالي 50 سفينة واحتجزوها عام 2008. ورد المجتمع الدولي بإرسال حوالي 20 سفينة حربية لتجوب مياه المنطقة.