تعهدت الحكومة المصرية أمس «الحياد الكامل» بين المتنافسين على مقاعد البرلمان، في الانتخابات المرتقب انطلاق مرحلتها الأولى منتصف الشهر الجاري، ووعدت بتمرير الاقتراع ب «شفافية ونزاهة»، فيما كثفت الأحزاب السياسية في مصر من اجتماعاتها، للإعداد لحملاتها الانتخابية، وأطلق غالبيتهم برامج دعائية غلب عليها الشعارات العامة لا سيما «دعم الدولة في مواجهة الإرهاب»، و «مكافحة الفقر»، لكن على أرض الواقع كانت لافتات وحملات المرشحين المستقلين الأكثر نشاطاً. وكانت اللجنة العليا للانتخابات بدأت أول من أمس في تلقي طلبات التنازل من قبل المرشحين في محافظات المرحلة الأولى التي تضم «الجيزة» و «الفيوم» و «بني سويف» و «المنيا» و «أسيوط» و «الوادي الجديد» و «سوهاج» و «قنا» و «الأقصر» و «أسوان» و «البحر الأحمر» و «الإسكندرية» و «البحيرة» و «مرسى مطروح». وينطلق الاقتراع فيها بتصويت المصريين المغتربين في 17 الشهر الجاري، بعدما كانت اللجنة أعلنت أن 2573 مرشحاً سيتنافسون على المقاعد المخصصة للنظام الفردي في المرحلة الأولى، فيما ستتنافس 6 قوائم على المقاعد المخصصة للقوائم. وستكون المنافسة في دائرة غرب الدلتا، التي تضم محافظات«الإسكندرية» و «البحيرة» و «مرسى مطروح» الأكثر شراسة، إذ يتنافس على مقاعدها 4 قوائم هي: «حزب النور»، «في حب مصر»، «ائتلاف الجبهة المصرية» و «فرسان مصر»، فيما تنحصر المنافسة على دائرة الصعيد بين قائمتي «كتلة الصحوة الوطنية المستقلة» و «في حب مصر». من جانبه تعهد وزير شؤون مجلس النواب المستشار مجدي العجاتي في مؤتمر صحافي أعقب الاجتماع الأول للحكومة المصرية الجديدة أمس، «الوقوف على الحياد الكامل خلال العملية الانتخابية، وأن يتم تمرير الانتخابات بشفافية ونزاهة سيشهد لها العالم»، مشيراً إلى أنه تم تكليفه ومعه وزيرا الداخلية والعدل ب «التنسيق والمتابعة مع لجنة للانتخابات بخصوص استخراج التصاريح واللجان والإشراف عليها والجداول الانتخابية لتوفير الاحتياجات كافة». وكان وزير الداخلية مجدي عبدالغفار راجع مع مساعديه في اجتماع عقده أول من أمس خطة تأمين المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وتعهد «حماية إرادة الشعب المصري، وتأمين حقه في استكمال الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق (التشريعيات)»، كما وعد ب «بذل كل الجهد ومواجهة كل التحديات لتحقيق إرادة المصريين في تأسيس دولة ديموقراطية»، وأوضح أن سياسة الشرطة «هي تأمين مُجريات العملية الانتخابية بمختلف مراحلها مع الالتزام التام والكامل بالحيدة فضلاً عن توفير المناخ الآمن للمقترعين للإدلاء بأصواتهم بحرية كاملة». ووجه الوزير بإنشاء غرفة عمليات مركزية ولتلقي المعلومات واتخاذ القرارات بما يتفق مع ما يستجد من أحداث أو مواقف طارئة، مشدداً على أهمية التسهيل والتيسير على المواطنين وحسن معاملتهم وتقديم المعاونة اللازمة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة كي يتمكنوا من ممارسة حقهم الدستوري. وأشار إلى أن الشرطة «يقتصر دورها على التأمين الخارجي للمراكز والمقار الانتخابية وعدم التدخل في مسار العملية الانتخابية أو التدخل في فعالياتها بأي شكل من الأشكال أو التواجد داخل المقار واللجان الانتخابية»، وتوعد عبد الغفار بمواجهة في «منتهى الحزم والحسم»، حيال أي محاولة للمساس بمجريات العملية الانتخابية. إلى ذلك التقى قائد الجيش المصري صدقي صبحي قائد القيادة المركزية الأميركية لويد أوستن، حيث بحث ملفات الشراكة والتعاون العسكري والأمني بين البلدين، كذلك الجهود الإقليمية والدولية تجاه الحرب على الإرهاب، وتطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة، وفقاً لبيان عسكري، نقل عن أوستن إعرابه عن تقديره لمصر ودورها المحوري في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكداً دعم بلاده لمصر في حربها ضد الإرهاب وتطلعها نحو الاستقرار والتنمية، فيما أكد صبحي حرص بلاده على تعزيز العلاقات بين البلدين. في غضون ذلك، أفاد مصدر مسؤول في معبر رفح البري بأن السلطات المصرية فتحت المعبر أمس في اتجاه واحد لعودة 480 حاجاً فلسطينياً قادمين من الأراضي السعودية عقب أداء فريضة الحج. وأضاف أن حافلات أقلت الحجاج الفلسطينيين من المطار إلى البوابة الرئيسية للجانب المصري من معبر رفح انتظاراً للسماح لهم بإنهاء إجراءات عودتهم إلى غزة. وأوضح أن المعبر سيغلق فور عودة الدفعة الأولى من الحجاج. وشهدت مدينة العريش حملات أمنية مكثفة ومداهمات لبعض البنايات والأحياء التي يعتقد أن عناصر مسلحة تختبئ فيها. وجابت آليات أمنية شوارع المدينة تعتليها قوات مدججة بالسلاح. وأفيد بأن الأجهزة الأمنية تلقت معلومات عن وجود خلية مُسلحة تتحرك في مدينة العريش، لتنفيذ أعمال تخريبية واغتيالات لبعض الشخصيات الأمنية. وأوضحت مصادر أمنية أنه تم تحديد أفراد تلك الخلية التي تتنقل من مكان إلى آخر كلما تم تضييق الخناق عليها. وتظاهر أمس عشرات من طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» في جامعة القاهرة، وأطلقوا ألعاباً نارية في الهواء أمام بوابة الجامعة الرئيسية، قبل فرارهم إثر تدخل الأمن الإداري لتوقيفهم.