سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القاهرة: عدد من القضاة أوقفوا الانتخابات وأغلقوا مكاتب الاقتراع احتجاجاً على قيام الشرطة بمنع الناخبين من الدخول اعتقال 665 من الاخوان المسلمين عشية المرحلة الثانية
اكد المستشار هشام بسطويسي نائب رئيس محكمة النقض وعضو لجنة مراقبة الانتخابات التي شكلها نادي قضاة مصر ان عددا من القضاة اوقفوا الانتخابات واغلقوا بعض مكاتب الاقتراع وانصرفوا منها في رشيد وكفر الدوار (دلتا النيل) امس احتجاجا على قيام الشرطة بمنع الناخبين من الدخول. وقال بسطويسي لوكالة فرانس برس ان «الشرطة حاصرت اللجان الانتخابية ومنعت الناخبين من الدخول في بور سعيد (شمال) وكفر الدوار ورشيد والمحمودية وكفر شكر وفي دائرتي غربال والدخيلة بالاسكندرية». واكد المستشار عادل شرباش الذي يشرف على احد مكاتب الاقتراع في بلدة السعرانية القريبة من مدينة كفر الدوار (بمحافظة البحيرة على بعد حوالي 100 من شمال القاهرة) ان «سبعة قضاة كانوا يديرون الانتخابات في مركز الاقتراع المقام بمدرسة الصنايع اغلقوا مكاتب وانصرفوا بعدما حرروا محاضر اثبتوا فيها منع الشرطة للناخبين من دخول مكاتب الاقتراع». واضاف لوكالة فرانس برس انه «يستعد هو نفسه مع سبعة قضاة اخرين للانصراف واغلاق مركز الاقتراع المقام بمحطة المياه في نفس البلدة للاسباب نفسها بعد تحرير محاضر لاثبات ما جرى». وقال شرباش «فوجئت بعد مضي قرابة ساعة ونصف من فتح مكاتب الاقتراع بانه لم يأت ناخب واحد وعندما خرجت لاستطلاع الامر فوجئت بان الشرطة تحاصر اللجان وتمنع الناخبين من الدخول وعندما تحدثت مع ضابط شرطة لمحاولة انهاء الحصار طلب مني ان اظل داخل اللجنة والا اتدخل». واضاف «فوجئت كذلك بان كشوف الناخبين التي تم تسليمها لي مغايرة للكشوف التي اجريت على اساسها الانتخابات في الجولة الاولى للمرحلة الثانية يوم الاحد الماضي». وقال بسطويسي ان «ضباطا من مباحث امن الدولة وجهوا سبابا واهانات لبعض القضاة عندما خروجوا من مكاتب الاقتراع لتمكين الناخبين من الدخول وطلبوا منهم ان يبقوا داخل مكاتب الاقتراع». واكد ان «بعض القضاة اتخذوا قرارات بوقف عمليات الاقتراع والغاء الانتخابات في بعض مكاتب الاقتراع في مدينتي رشيد وكفر الدوار بالبحيرة». واوضح بسطويسي انه «تم ابلاغ» وزير العدل رئيس اللجنة العليا للانتخابات محمود ابو الليل بكل هذه التطورات. يذكر ان مرشحين لجماعة الاخوان المسلمين يخوضون الانتخابات في هذه الدوائر. وقال المستشار محمود مكي وهو نائب اخر لرئيس محكمة النقض «للاسف الحكومة كشفت عن نواياها بانها مصرة على افساد تجربة الاصلاح المزعومة رغم ان القضاة كانوا قد صدقوا وعود الحكومة بانها تقوم بتجربة ديموقراطية حقيقية خلال الانتخابات التشريعية». واضاف تبددت كل الوعود التي ابلغنا اياها وزير العدل بان الشرطة ستقوم بحماية العملية الانتخابية». وتابع انه «اضافة إلى الاطواق الامنية التي منعت الناخبين من دخول مراكز الاقتراع فان الحيلة الجديدة التي لجات اليها الحكومة هي تبديل كشوف الناخبين اذ ان القضاة تسلموا كشوفا مغايرة لتلك التي اجريت على اساسها الانتخابات في الجولة الاولى الاحد الماضي». واكد ان «الحكومة رصدت مكاتب الاقتراع التي يوجد بها مرشحون للمعارضة وحذفت منها عددا ، ويتنافس في جولة الاعادة 242 مرشحا للفوز ب121 مقعدا في تسع محافظات هي الاسكندرية (شمال) والبحيرة والغربية والقليوبية (دلتا النيل) وبور سعيدوالسويس والاسماعيلية (على قناة السويس) والفيوم وقنا (الصعيد). ويخوض الحزب الوطني الحاكم انتخابات الاعادة على جميع المقاعد التي تجري فيها دور الاعادة اما الاخوان المسلمون فينافسون على 41 مقعدا. ويخوض خمسة من مرشحي حزب التجمع (يسار) جولة الاعادة من بينهم الرئيس السابق للحزب خالد محيي الدين في دائرة كفر شكر (قليوبية) حيث يواجه منافسة قوية من مرشح للاخوان المسلمين. كما يخوض 4 من مرشحي حزب الوفد (ليبرالي) جولة الاعادة. وكانت الجولة الاولى للمرحلة الثانية للانتخابات كرست صعود الاخوان اذ فازوا الاحد الماضي ب13 مقعدا ليكون العدد الاجمالي لنوابهم حتى الآن في مجلس الشعب الجديد 47 مقعدا من اجمالي 227 نائبا تم انتخابهم حتى الآن. الى ذلك قرر رؤساء 13 لجنة بدائرة وادي النطرون بمحافظة البحيرة وقف عمليات التصويت في تلك اللجان في أعقاب اقتحام مؤيدي المرشح المستقل محمد كمال خضر تلك اللجان وتحطيم صناديق التصويت بها. وقال مصدر أمني ان قوات الشرطة تابعت ضبط مثيري الشغب أمام اللجان الانتخابية وصرف التجمعات غير المعنية بادلاء الاصوات لمنع الاخلال بالامن وأكد أن تلك الاجراءات استهدفت انتظام عملية الانتخاب وتأمينها وأن قوات الشرطة تولت حماية رؤساء هذه اللجان والسيطرة على الموقف وضبط العناصر المتورطة، وترتب على ذلك توقف التصويت بتلك اللجان. من جهته أكد القيادي في جماعة الاخوان المسلمين عصام العريان السبت أن الشرطة القت القبض على 665 من أعضاء الجماعة في عشر محافظات. وقال العريان إن الاعتقالات تمت في تسع محافظات تجري فيها الجولة الثانية من المرحلة الثانية للانتخابات التشريعية أمس السبت وهي الاسكندرية والبحيرة والقليوبية والغربية والسويس وبورسعيد والاسماعيلية والفيوم وقنا إضافة إلى محافظة شرم الشيخ التي ستجري فيها الانتخابات خلال المرحلة الأخيرة مطلع الشهر المقبل. وقال الدكتور عاطف الجندي المسؤول الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين بمحافظة القليوبية إنه تم إيقاف انتخابات الاعادة للجولة الثانية للانتخابات البرلمانية في مدينة القناطر الخيرية ،محافظة القليوبية، بعد قيام مرشح الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الحاصل على 16 ألف صوت مقابل 31 ألف صوت لمرشح الجماعة في الجولة الأولى بالإعلان عن طريق مكبرات الصوت مساء الجمعة عن تأجيل الانتخابات بالمدينة، وهو الأمر الذي جعل القضاة الذين ذهبوا إلى اللجان يفاجأون بأنها شبه خالية من الناخبين والموظفين، فتوجهوا إلى الشرطة وأعدوا محضرا بالواقعة . على صعيد آخر ذكر شهود عيان ل «الرياض» أنه سمع صوت طلق ناري بالقرب من مقر حزب التجمع بقرية كفر شكر بمحافظة القليوبية، والتي يخوض فيها خالد محيي الدين زعيم حزب التجمع المعارض الانتخابات، والحاصل على 13 ألف صوت في الجولة الأولى مقابل 25 ألف صوت لمرشح الإخوان تيمور عبد الغني . ووقع تراشق بالحجارة بين أنصار محيي الدين وتيمور أمام مدرسة إعدادية للبنات بالقرية نفسها لكن الشرطة تدخلت على الفور وسيطرت على الموقف، وفي دائرة العرب والضواحي هدد القضاة بإيقاف الانتخابات، كما استخدمت الشرطة بوابات إليكترونية أمام لجان السيدات نتيجة للاقبال الكبير من الناخبات على لجان السيدات . وفي دائرة وادي النطرون بمحافظة البحيرة والتي يخوض فيها أحمد الليثي وزير الزراعة الانتخابات ضد مرشح لجماعة الإخوان، تم منع مندوبين عن الإخوان من دخول اللجان، بينما سمح لأنصار الليثي بالدخول. وألقت أجهزة الامن المصرية أمس القبض على 78 من مثيري الشغب وأعمال العنف والبلطجة من أنصار بعض المرشحين في 3 محافظات هي الاسكندريةوالفيوم وبورسعيد، من بين المحافظات التسع التي جرت انتخابات الاعادة للمرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية . وقال مصدر أمني مسؤول ان هذه العناصر سعت إلى إفساد العملية الانتخابية وعدم تمكين الناخبين من الادلاء بأصواتهم في بعض اللجان الانتخابية وممارسة ضغوط عليهم بما يخالف القواعد المنصوص عليها في قانون مباشرة الحقوق السياسية . وأضاف أنه انطلاقا من تحذيرات وزارة الداخلية باتخاذ إجراءات قانونية حازمة في مواجهة محاولات افتعال بعض المرشحين أعمال شغب تخل بانتظام الانتخابات، فقد بادرت قوات الشرطة المعنية بتأمين اللجان الانتخابية بضبط عدد من محترفي إثارة الشغب . وأشار المصدر إلى أنه تم ضبط 18 من مثيري الشغب في الاسكندرية بدائرة غربال من مؤيدي المرشح أسامة سعد جادو «اخوان» بعد أن قاموا برشق القوات بالحجارة أمام مقر لجان مدرسة النهضة النوبية وإصابة أفراد من الشرطة وتهشيم زجاج سيارة تابعة للشرطة . وقال المصدر إنه تم أيضا ضبط عدد 21 من مؤيدي المرشح توكل محمد مسعود بدائرة الدخيلة لقيامهم بإثارة الشغب أمام المقار الانتخابية بالدائرة خاصة بمدرستي بلال بن رباح الثانوية الصناعية بنات، وتعديهم بالضرب على بعض أفراد الشرطة وإحداث إصابة لخمسة منهم نتيجة قذف الحجارة وتهشيم زجاج ثلاث سيارات شرطة . وأضاف أن الإجراءات شملت أيضا ضبط نحو 27 آخرين أمام بعض اللجان في بورسعيد ممن أعدوا لإثارة الشغب واستخدام العنف لترويع الناخبين، وكذا ضبط خمسة عناصر بمركز سنورس دائرة بندر الفيوم وبحوزتهم بعض الأسلحة البيضاء . وقال المصدر الأمني إن بعض العناصر المؤيدة لمرشحين تحت شعارات إسلامية حاولت عرقلة سير العملية الانتخابية بلجنة مدرسة سعيد النجار بدائرة قسم أول طنطا ورشق قوات الشرطة بالحجارة، مما اضطر قوات الامن للتعامل معهم بإطلاق الغازات المسيلة للدموع وضبط 7 منهم، وتباشر النيابة التحقيق مع كافة العناصر التي تم ضبطها في كل الوقائع المشار إليها . وأكد المصدر أن تدخل الشرطة جاء بما لا يخل بحيادها وأن تلك الإجراءات فرضتها بعض المظاهر السلبية التي شابت الجولة الأولى من المرحلة الثانية، وقال ان محاولات البعض تأويل تدخل الشرطة بما يدعم الدعايات والشائعات المغرضة لبعض الاتجاهات المرشحة، لن يحقق مبتغاه في ظل التزام أجهزة الشرطة بالإجراءات القانونية وتحركها بناء على وقائع محددة لإثارة الشغب أو بلاغات يثبت صحتها من عدد من المرشحين أو بناء على طلب مباشر من السادة أعضاء الهيئات القضائية حماية لمباشرتهم إجراءاتهم باللجان . وجرت عمليات الادلاء بالاصوات في جميع اللجان الانتخابية وسط حراسات أمنية مشددة على جميع اللجان الانتخابية مع توفير الحماية الامنية لرؤساء الهيئات القضائية فيما قامت الشرطة بعمليات تأمين مستمرة للمقار الانتخابية من الخارج ومواجهة أي خروج على الشرعية والقانون على الفور.