وجد المدرب الفرنسي لفريق أرسنال الإنكليزي أرسين فينغر نفسه في وضع لا يحسد عليه، بعد الخسارة التي مني بها الفريق اللندني أمس (الثلثاء)، على أرضه أمام أولمبياكوس اليوناني (2-3) في الجولة الثانية من الدور الأول لمسابقة دوري أبطال أوروبا. وأصبح أرسنال في وضع محرج في مجموعته السادسة، إذ مني أمس بهزيمته الثانية، ما جعل فينغر محط انتقادات من كل حدب وصوب نتيجة خياراته الخاطئة، وقراره بإبقاء الحارس التشيخي بيتر تشيك خارج التشكيلة لمصلحة الكولومبي دافيد أوسبينا الذي ارتكب خطأ فادحاً في الشوط الأول وحول الكرة المقبلة من ركلة ركنية في شباكه من طريق الخطأ. وبرر فينغر إبقاء تشيك على مقاعد الاحتياط بسبب «مشكلة لياقة طفيفة» عانى منها بعد مباراة السبت التي فاز بها أرسنال على ليستر سيتي (5-2) في الدوري الممتاز، لكن نجم «المدفعجية» السابق إيان رايت اعتبر بأن المدرب الفرنسي ارتكب «خطأ كبيراً». وقال رايت عبر محطة «بي تي سبورت» البريطانية: «كيف بالإمكان إشراك شخص لا يلعب كثيراً في مباراة لا بديل فيها عن الفوز، كيف بإمكانك أن تضع أوسبينا في المرمى؟ يجب أن يسأل المدرب عن هذا الأمر». وواصل ثاني أفضل هداف في تاريخ «المدفعجية» قوله: «اعتقد بأنه خطأ كبير جداً. لماذا لم يبدأ ببيتر تشيك، هل لأنه يتمتع بالخبرة؟ أو لأننا كنا في حاجة ماسة للفوز بالمباراة؟ أرسنال كان في حاجة للفوز». وتشيك الذي كلف أرسنال 14.9 مليون يورو لضمه من تشلسي، كان التعاقد الوحيد الذي أجراه فينغر خلال فترة الانتقالات الصيفية والتغييرات الكارثية التي أجراها المدرب في دوري أبطال أوروبا أثبتت فشلها بالنسبة إلى النادي اللندني. وفينغر بدأ المسابقة بإجراء ستة تعديلات على تشكيلته، وكانت النتيجة السقوط أمام دينامو زغرب الكرواتي (1-2)، ثم أدخل خمسة تعديلات على مباراة أمس، وكانت النتيجة خروج أولمبياكوس فائزاً من الأراضي الإنكليزية للمرة الأولى بعد 12 هزيمة متتالية. وكانت بداية الأندية الإنكليزية في المسابقة القارية الأم «كارثية»، إذ خسرت في 5 من مبارياتها الست والفوز الوحيد كان لتشلسي في الجولة الأولى ضد ماكابي تل أبيب الإسرائيلي، لكن فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو سقط أيضاً أمس، على أرض بورتو (1-2). ومن المؤكد أن خسارة تشلسي أمام فريق كبير مثل بورتو في معقل الأخير ليس بحجم خسارة أرسنال على أرضه أمام أولمبياكوس، والأسوأ ما زال بانتظار «المدفعجية»، إذ إن المباراتين المقبلتين ستجمعهما ببايرن ميونيخ الألماني الذي يحقق أفضل انطلاقة له في دوري الأبطال بعد فوزه بمباراتيه الأوليين على أولمبياكوس (3-صفر) خارج ملعبه ودينامو زغرب (5-صفر) في «إليانز أرينا». وفي حال فشل أرسنال في الفوز أقله في إحدى هاتين المواجهتين، فسيصبح مهدداً بتوديع المسابقة من الدور الأول للمرة الأولى منذ العام 1998، وذلك لأن النادي اللندني الذي يخوض دور المجموعات للمرة الثامنة عشرة على التوالي، تمكن من التأهل إلى الدور الثاني على أقله في المواسم ال 15 الأخيرة. وعلى رغم هذا السجل المميز، لم يتمكن ارسنال في السنوات الأخيرة من فرض نفسه لاعباً كبيراً في المسابقة القارية الأم، إذ ودع المسابقة من الدور الثاني في المواسم الخمسة الأخيرة، وذلك بعدما وصل إلى نهائي 2006 والدور نصف النهائي العام 2009. ويبدو أن أرسنال معتاد على سياسة التقشف التي قادته للذهاب بعيداً في المسابقة القارية قبل أن يتغير الوضع مع إجراء تعاقدات كبيرة مثل ضم الألماني مسعود أوزيل والتشيلي أليكسيس سانشيز اللذين لم يجنباه الخروج من الدور الثاني الموسم الماضي على يد فريق فينغر السابق موناكو الفرنسي. وسيكون على أرسنال الذي خسر في مباراة الأمس جهود الفرنسي لوران كوسييلني بسبب إصابة عضلية، أن يتناسى سريعاً خيبة أولمبياكوس لأنه مطالب بمواجهة غريمه مانشستر يونايتد المتصدر، الأحد المقبل على أرضه في الدوري الممتاز.