في حقبة زمنية مضت ارتبط موسم الحج بالمنفعة لسكان المناطق التي يصل إليها الحجاج أو يمرون بها، وكان موسم الحج مصدراً لتنفع وتبادل الثقافات في المجالات كافة. و«حَب الحاج» هي كلمة متصلة ينطقها المزارعون غالباً، ويقصدون بها نوعاً من حبوب القمح التي تذوقوها للمرة الأولى مع وفود الحجيج التي كانت تصل من خلال الطرق البرية خصوصاً، ليتزودا بها ويصنعون منها الخبر والفطير، ولكن لم يستطع المزارعون التعرف على النوع اللذيذ المذاق من القمح وذلك لتباعد اللغات وعدم توافر المترجمين في تلك الحقبة، حتى تم محاولة زراعته في الأراضي السعودية لينبت «الذرة» حالياً، وبطرق مختلفة يستنتج منها «حب الحاج». يقول علي أحمد، وهو مزارع، تسعيني شهد على تسمية ذلك النوع من القمح متحدثاً عن طريقة استنتاج ما عُرف ب«حب الحاج»، بالقول: «بعد أن تنبت غصون الذرة يتم قطفها وتيبيسها ل10 أيام، ومن ثم تفت حبوبها بعد أن تقص ويتم تخزينها في براميل من حديد وتحفظ بطريقة معينة ويضغط الشمع على منفذ الهواء حتى يتم التأكد من تخزينها لفصل الشتاء، ليتسنّى لنا طحنها وإعادة المذاق الذي لم ننساه في فطائر رغيف الخبز مع الحجاج تلك السنون الماضية». ومن جهته يقول بائع حبوب القمح سالم عبدالقادر في أحد المحال التجارية في جدة: «يعتبر قمح حبوب الذرة هو الأكثر طلباً والأقل توافراً، ويعتبر الأغلى ثمناً عن بقية حبوب القمح، ويعود السبب إلى ما يعرف منه بالبلدي، الذي زُرع وأسقي على نظر المزارعين أنفسهم بنوعية جيدة من المياه وأعطي وقته الكافي للنضوج والحماية من تطفل الطيور عليه من خلال أساليبهم الزراعية». في حين أثبتت الدراسات العالمية - بحسب وزارة الزراعة الأميركية - أن كل 100غرام من حبوب الذرة (حب الحاج) تحوي على 365 سعرة حرارية، و4.74 من الدهون، و74.26 من الكاربوهيدرات، و7.3 من الألياف، ونسبة 0.64 من السكر، ونسبة 9.42 من البروتينات، بذلك يفضلها الكثير عن الأنواع الأخرى من حبوب القمح لما فيها من فوائد غذائية متنوعة.