اعتاد أعضاء «الشورى» على صوت «المطرقة» عندما تعلو أصواتهم، إذ بين مهمات الرئيس، قيادة الجلسة بهدوء حتى لا يخرج النقاش عن الموضوع، فيستعين بالمطرقة مثل كثير من رؤساء البرلمانات العالمية، لتسهيل مهمته. إلا أن المطرقة فقدت وظيفتها لدى رئيس المجلس الحالي الدكتور عبدالله آل الشيخ الذي تجاهلها تماماً ولم يعد يستخدمها، واستبدل بها ابتسامته في وجه العضو المراد سكوته، فملامح وجه الرئيس تكفي عند الأعضاء لمعرفتهم أنه يطلب الهدوء لمناقشة مواد الجلسة. ولم تكن المطرقة هي المتغير الوحيد في المجلس في عهد الدكتور عبدالله آل الشيخ الذي تولى مهام الدورة الخامسة ل «الشورى» بل إنه أيضاً رأب ما يشبه «الصدع» بين مجلس الشورى والصحافيين، الذي أعقب الخلافات التي نشبت بين الطرفين في أواخر الدورة الماضية، ما نتج منه منع صحافيين من دخول المجلس، ومنهم مراسل صحيفة «الحياة»، وارتفعت حدة الخلاف بين الطرفين لحين تولى الدكتور عبدالله آل الشيخ رئاسة المجلس وفتح صفحات بيضاء مع الصحافيين، وأثنى على ما يقدمونه من جهد وعمل، في تصريحاته الصحافية مع أول يوم له في المجلس. وأشار وقتها إلى أنه ضد سياسة منع الصحافيين من دخول المجلس، كما رفع الحظر عن الأسماء التي تم منعها، وثمن الصحافيون تلك المبادرة من رئيس المجلس. ولم يكتف آل الشيخ بذلك بل عيّن متحدثاً رسمياً باسم مجلس الشورى وهو الدكتور محمد المهنا، من أجل التواصل مع الصحافيين وفتح الأبواب المغلقة في الجلسات السرية، ولم تغلق أبواب شرفة المجلس إلا في الجلسات التي يجب أن تكون «سرية». ومن ضمن الأعمال التي قام بها رئيس المجلس آل الشيخ لتوطيد العلاقة مع الصحافيين هو حضور الصحافيين بشكل دوري للمؤتمرات والندوات والمناسبات الخارجية التي يحضرها المجلس من أجل تغطيتها، يتكفل فيها المجلس بمصاريف الصحافي في رحلته كافة، وهي السياسة التي لم يكن يتبعها المجلس في وقت سابق إلا بعد التغييرات في إدارة العلاقات العامة والإعلام. وبعيداً عن علاقة المجلس مع رجال الإعلام والصحافة فإن روح الدعابة لم تغب عن رئيس «الشورى» مع أعضاء المجلس في جلسات عدة، وفي بعض الأحيان يستخدم آل الشيخ «قفشات» بينه وبين الأعضاء تكسر حدة النقاش. وكانت تلك القفشات حاضرة حتى في عهد رئيس المجلس السابق الدكتور صالح بن حميد، إلا أن منسوبها يظل أكبر في الدورة الحالية.