بوغوتا - رويترز – يبدو وزير الدفاع السابق خوان مانويل سانتوس المرشح الأوفر حظاً في سباق انتخابات الرئاسة الكولومبية المقررة في أيار (مايو) المقبل، بعد أن منع حكم قضائي الرئيس ألفارو أوريبي من ترشيح نفسه للفوز بفترة رئاسة ثالثة. ويمثل حكم المحكمة الدستورية بمنع إجراء استفتاء بخصوص إعادة ترشيح أوريبي نفسه نهاية لمدة حكمه التي دامت ثماني سنوات نجح خلالها في تحقيق الاستقرار لاقتصاد البلاد وفي جذب المستثمرين. كما أن حكم المحكمة الصادر منح فرصة للطامحين الآخرين لترشيح أنفسهم بعد أن أوضحت استطلاعات الرأي أن أوريبي كان في إمكانه الفوز بسهولة. وشغل سانتوس أيضاً منصب وزير المالية في تشكيل حكومي سابق، وهو على دراية بسياسات البلاد الأمنية المدعومة من الولاياتالمتحدة، التي جعلت أوريبي أكثر رؤساء البلاد شعبية وساعدت كولومبيا على القضاء على العنف والفوضى. وستكون الانتخابات البرلمانية المقررة في 14 آذار (مارس) المقبل اختباراً للأجواء السياسية. وأكد سانتوس ترشحه معلناً أن «ما نحتاج للقيام به اليوم هو العمل لضمان عدم ضياع ميراثه من الأمن والتقدم» في إشارة إلى أوريبي الذي انحسر في عهده أقدم تمرّد في أميركا اللاتينية وتدفقت الاستثمارات الأجنبية في شكل مطرد إلى كولومبيا رابع أكبر منتج للنفط في أميركا اللاتينية. وأشاد كولومبيون كثر بأوريبي بوصفه الرجل الذي نجح في وضع البلاد على المسار السليم، علماً أن متمردي جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) لا يزالون يقاتلون في المناطق النائية، وينصبون كمائن للجيش ويضعون ألغاماً أرضية بدائية. وتمثل عصابات جديدة تشارك في تهريب المخدرات قلقاً متزايداً، علماً أن كولومبيا هي المصدر الأول للكوكايين في العالم. وأعيد انتخاب أوريبي عام 2006 بعد أن أجاز أنصاره تعديلاً دستورياً لرفع القيود عن ترشّح الرؤساء الموجودين في السلطة أنفسهم لولاية ثانية. لكن التحرك لتعديل الدستور مجدداً في مصلحة أوريبي أثار قلقاً من أن يشكّل تهديداً للديموقراطية في البلاد. وقد شابت ولايته الثانية فضائح في شأن انتهاك الجيش لحقوق الإنسان وتنصت وكالة مكافحة التجسس في شكل غير قانوني على خصومه. وتجاوزت شعبية أوريبي 60 في المئة. لكن طريقة معالجة الحكومة لإصلاح الخدمة الصحية أخيراً كلفه سياسياً على ما يبدو، بعد أن أثارت هذه الإجراءات احتجاجات. وستختبر شعبية ائتلاف الرئيس في الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل. كما يخشى أن تؤدي هذه الخطوة إلى انقسامات في هذا التحالف، لا سيما بعد الخلافات التي نشبت بين حزب أوريبي والحزب المحافظ، وهما الحزبان الكبيران في ائتلاف الرئيس، في شأن ما إذا كان عليهما تقديم مرشح رئاسي واحد.