دخلت الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية امس في حالة طوارئ قصوى تستمر حتى الثامن من آذار (مارس) المقبل بعد يوم واحد من إجراء الانتخابات البرلمانية كإجراء احترازي لضبط امن البلاد. وتشارك كل من وزاراتي الداخلية والدفاع بأكثر من 500 ألف عنصر و14 فرقة عسكرية لحماية الانتخابات في جميع المراحل وصولاً الى المراحل الأخيرة من عملية تشكيل الحكومة الجديدة. وأعلنت غرفة العمليات الخاصة بحفظ أمن بغداد والمحافظات خلال أيام الانتخابات عن إغلاق المدن والمطارات والمنافذ البحرية والبرية وعزل المحافظات بعضها عن بعض عشية السابع من آذار حيث توكل مهمة عزل المحافظات وبعض المدن الى القطعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع فيما تتولى وزارة الداخلية مسؤولية تشكيل طوق امني محكم على المدن والأزقة لضبط الأمن من خلال متابعة ومراقبة مداخل ومخارج تلك المدن والأزقة. وقال مسؤول عمليات امن بغداد في مجلس محافظة بغداد عبدالكريم الذرب في اتصال مع «الحياة» ان «الإجراءات الأمنية ستبلغ اشدها خلال ايام العطل التي حددتها الحكومة العراقية لإفساح المجال أمام الناخبين الذين تقع مراكزهم الانتخابية خارج مناطق سكناهم الموقتة للوصول الى مناطقهم الأم للإدلاء بأصواتهم». وأشار الى ان «تحديد حركة سير المركبات ستكون مرهونة بقيادة عمليات بغداد التي تحدد مسار عملية ضبط الأمن من خلال تقويمها الأوضاع الأمنية للمدن العراقية لا سيما التي تعد من المدن المقلقة أمنياً». وتابع «هذا لا يعني فرض حظر تام للتجول حيث ستضطلع مركبات الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية لا سيما المركبات التابعة للمجالس البلدية بمهمة نقل المواطنين من والى بعض المدن تماشياً مع ظرف المواطن». وأشار الى ان «الخطة الأمنية التي وضعت اعتمدت بالدرجة الأساس على الجهد الاستخباري الذي يؤمنه مسؤولو مديريات المجالس البلدية التابعة لمحافظة بغداد». وأكد مصدر في مديرية شؤون الشرطة المشرفة على عمل الأجهزة الأمنية الخاصة بأمن الانتخابات ان «خطة امن الانتخابات ستتوزع على ثلاثة اطواق امنية تشكل وزارة الدفاع الطوق الأمني الخارجي الثالث في حين تشكل الأجهزة الاستخبارية بمشاركة عناصر الشرطة المحلية الطوق الثاني وشرطة مغاوير الداخلية الطوق الأمني الأول والذي يتحمل مسؤولية تأمين المراكز الانتخابية بمساعدة الكادر النسوي من الشرطيات الى جانب أجهزة المراقبة التي ستنصب في مواقع حساسة لترصد التحركات المشبوهة». وتابع «تم وضع اليد على عدد من النقاط التي تحتضن بعض الجماعات الإرهابية التي تسعى لتنفيذ هجماتها ضد الأبرياء واحكمت تلك النقاط بعد اعتقال العناصر التي تقطنها». وكان وكيل وزارة الداخلية الفريق آيدن عبدالقادر اعلن في تصريحات صحافية ان الأجهزة الأمنية بمختلفها ستدخل مرحلة الإنذار خلال الفترة التي تسبق الانتخابات النيابية حتى تشكيل الحكومة الجديدة. وأكد آيدن، الذي يرأس اللجنة الأمنية المكلفة ملف أمن الانتخابات، ان خطة محكمة وضعت لمعالجة أي محاولة تزوير قد تحدث أثناء عملية نقل صناديق الاقتراع من مراكز الانتخابات الى مراكز العد والفرز. وقال إن «حظر التجول ليلاً سيفرض في بغداد وبقية المحافظات العراقية من الساعة العاشرة مساء وحتى الخامسة صباحاً أيام السادس والسابع والثامن من الشهر المقبل».