لا يعلم معظم أهل مدينة عدن أن هناك يوماً خاصاً تحتفل به المدن العربية كل عام في 15 آذار (مارس) تحت اسم «يوم المدينة العربية»، مع أنه سبقت هذا اليوم حملات حملت شعار «مدن مستدامة... تحضّر مستدام»، منها حملة تنظيف شاطئ «كود النمر» في مديرية البريقة التي تقع فيها أقدم مصفاة للنفط في الخليج والوحيدة في عدن. ويرى محمد سمير، وهو أحد أبناء هذه المدينة اليمنية العريقة، أن هذا الشعار جميل وبراق ولكن «واقعنا في عدن من سيّء إلى أسوأ، لأننا نرى تراجعاً في مستوى الحفاظ على الإنسان والبيئة، بدليل أن التلوث موجود أينما كان والمجاري طافحة والقمامة مكدّسة، مع ما ينتج من ذلك من أمراض وأوبئة. وللأسف تحولت مدينة عدن إلى قرية كبيرة تغيب عنها خدمات كثيرة، ليس أقلها الكهرباء فيلجأ الناس إلى محطات توليد الطاقة القديمة التي تستخدم مولدات كهربائية تعمل بالديزل والبترول وتسبب ضجيج يقلق راحة السكان، ناهيك بالتلوّث القاتل. أما المياه فلا تصل إلى كل البيوت، وإن وصلت فتحضر في منتصف الليل وأحياناً كل 48 ساعة، فبات السكان يعتمدون على الخزانات الكبيرة لحفظ الماء فوق الأسطح أو في الشقق ما يؤدّي إلى ثقل على المباني وتشويه بصري وبيئي لمنظر المدينة. وحدث ولا حرج عن تردي مستوى الخدمات الصحية والتعليمية التي هي الأساس في بناء جيل الغد... والقائمة تطول في عدن إبنة الجبل والبحر». أما منى أحمد فقالت: «كلام جميل نسمعه كل يوم ولكن أحوال المدينة لا تسرّ أبداً والبيئة تتدهور ونرى انتهاكاً على طول الخط البحري الرئيس في عدن وشواطئ أخرى في المدينة رُدِمت لتنفيذ مشاريع سكنية وأبراج تجارية... لماذا حرمان أهالي عدن من المتنفّسات الطبيعية وتجديد هواء المدينة التي تتمتّع بموقع عالمي». وتقول إلهام علي عن الحملات: «إنها شعارات فارغة، فإذا فكّر أي شخص من ذوي الدخل المحدود في تمضية وقت جميل على رمال الشاطئ الذهبية، عليه أن يتحمل منظر القمامة من علب فارغة وأكياس تركها زوار غير آبهين بجمال المدينة ونظافة المكان. وهناك إزعاج الدراجات الصحراوية لمرتادي هذه السواحل المفتوحة والمجانية، ومن المؤسف كم تسببت هذه الدراجات الثقيلة بحوادث مؤلمة وإصابات وصلت أحياناً إلى حد الموت».