عندما تخرجون الى المتنزهات او تسافرون بالسيارات، انظروا من النوافذ الى ما يتراكم في البراري من نفايات، ثم عندما تنزلون الى المتنزهات انظروا حولكم الى النفايات التي تملأ المكان قبحاً وروائح نتنة، هذه القاذورات قد رماها احد قبلكم كونه لا يدرك مدى اثرها على نفسه وعلى بيئته ومجتمعه. منذ بداية الطفرة الحضارية الاستهلاكية في اواخر السبعينيات، فإن برارينا وشطآننا وغاباتنا وودياننا وكهوفنا وكثباننا الرملية الجميلة، تتعرض لاشد انواع التلوث المستمر المتراكم. انك تزور المتنزهات الخارجة عن مسؤولية البلدية تجدها ملوثة، ثم تأتيها بعد مدة فتجدها اكثر تلوثا، ينبغي ان يتوقف هذا العبث ويلزمنا وقفه. هناك العديد من المشاكل والامراض التي اصابت البيئة ولا تزال تصيبها، كتلوث الهواء بعوادم السيارات، التلوث الصناعي، والتلوث الاشعاعي، وتلوث طبقات المياه نتيجة الصرف الصحي الخاطئ، اضافة الى ما نحن في صدده خلال هذه المناسبة، وهو تعود الكثير من الاشخاص على رمي النفايات واعقاب السجائر من المركبات اثناء استخدامهم الطرقات في سلوك خاطئ ومنظر غير حضاري، مخالفاً للتشريعات الإلهية والانظمة القانونية، وغيره ذلك الكثير من مظاهر التلوث. ان هذه المشاكل والامراض البيئية مستفحلة اينما وجد الإنسان على هذه الكرة الأرضية، وبعضها يؤثر في مناطق ليس فيها الإنسان، ومع ان المشاكل البيئية كثيرة ومتشعبة الا ان تلويث البيئة خارج النطاقات العمرانية بمخلفات الاستهلاك والنفايات هو المرض الذي ركزنا في نادي الصافي لاصدقاء البيئة على اجتثاثه. وتنبه الى ذلك قبلنا من تنبه، وخاصة في البلدان المتقدمة، وفي هذه الايام ونحن نفعل اهمية الدور التوعوي بمناسبة يوم البيئة العالمي المصادف للخامس من حزيران (يونيو) الماضي، هذه المناسبة التي تتكرر كل عام، لهدف نبيل هو دق ناقوس الخطر البيئي، وتعليق الجرس للأفراد والجماعات والدول انذاراً بالاخطار البيئية المحتملة. لذلك فإنني انتهز هذه الفرصة لحث رجال الاعلام على مضاعفة الجهود للتوعية الهادفة الى عدم تلويث المناطق الخارجة عن مسؤولية البلديات للمساهمة في تغيير سلوك الفرد عندما يستهلك شيئاً من الضروريات او الكماليات وهو خارج المدينة ان يستشعر المسؤولية الوطنية والحضارية ويحتفظ بنفاياته في كيس ويحتسب الاجر وينقلها ليضعها في اول حاوية مخصصة لذلك والتي يمكن ان تصل لها الخدمات البلدية. كما انني ادعو الجهات البحثية في الجامعات والمراكز العلمية لعمل بحوث ميدانية تناقش مشكلة تلوث البراري وما في حكمها، بهدف ايجاد توصيات لمسؤولي البيئة في الدولة لمعالجة الوضع والقضاء على هذا المرض البيئي المستفحل. اخيراً فإنني اهيب بالشركات والمؤسسات الخاصة والعامة ومن يستطيع من الافراد ان ينظموا حملات بيئية توعوية على غرار ما يقوم به «نادي الصافي لاصدقاء البيئة»، او بأكثر من ذلك ابداعاً وتركيزاً، وليكن شعارنا هو شعار يوم البيئة العالمي لهذا العام «مدن خضراء - لنخطط لمستقبل الأرض»، وفي نادي الصافي لاصدقاء البيئة لنا شعار مساند وهو «لا لتلوث الشواطئ والغابات والصحراء بنفايات الاستهلاك».