«لا يكفي تغيير نظام سياسي لضمان تطبيق قيم وممارسات إنسانية» بهذه العبارة استقبلت ممثلة جمعية أميركية مناهضة لعقوبة الإعدام في المؤتمر العالمي الرابع لمناهضة عقوبة الإعدام والذي بدأ أعماله في العاصمة السويسرية جنيف أمس الاربعاء. وبعد ستراسبورغ 2001 ومونتريال 2004 وباريس 2007، تستقبل جنيف ولمدة 3 أيام المؤتمر العالمي بمشاركة أكثر من 1700 شخصية سياسية وقانونية وناشطون من المجتمع المدني، وبينهم رئيس الوزراء الاسباني خوسي لويس ساباتيرو والناشطة الحقوقية الايرانية الحائزة جائزة نوبل السلام شيرين عبادي. ويعد الحضور أكثر من 100 جنسية وسط غياب عربي رسمي ومدني عدا بعض المشاركات الفردية من الاردن ولبنان والعراق. علماً أن لا بلد عربياً واحداً ألغى رسمياً هذه العقوبة، وإن كان تنفيذها غالباً ما يبطل بعفو أو حتى بتأجيل غير مسمى الأجل. وحدها بلدان المغرب العربي تونس والمغرب والجزائر ألغت هذه العقوبة «عملياً» لكنها لا تزال سارية في النصوص. وفي سياق مطالبة البلدان العربية والإسلامية بوجوب الغاء هذه العقوبة وإن من باب ديني، رأى وزير العدل الفرنسي الأسبق روبير بادينتير إنه حتى في قضايا الإرهاب، فإن إعدام المتهمين بالإرهاب يؤدي إلى تحويلهم أبطالاً وسط الرأي العام. المؤتمر الذي افتتح أمس في قاعة حقوق الانسان في مبنى الاممالمتحدة وسط جنيف، لم تقتصر فعالياته على القاعات المغلقة، بل تعدتها إلى إقامة معارض رسم و «كاريكاتور» إضافة إلى مسرحيات مبنية على قصص محكومين بالإعدام وعائلاتهم ومشاركة جمعيات لأهالي ضحايا جرائم حكم على منفذيها بالعقوبة القصوى، لكنهم يرفضونها وينشطون ضدها باعتبار أن الجريمة لا تكافح بجريمة أخرى. وبدا في الجلسات الافتتاحية أن بلدين متناقضين كإيرانوالولاياتالمتحدة يلتقيان نسبياً عند تطبيق عقوبة الإعدام فاحتلا حيزاً كبيراً نسبياً من الكلمات الافتتاحية ومن المؤتمر الصحافي الذي تلا. فلا تزال بعض الولايات تعمل بهذه العقوبة بواسطة الحقن لكن، وبحسب بيانكا جيغر سفيرة النوايا الحسنة لدى الاتحاد الاوروبي لا يوجد أي طريقة قد تعتبر إنسانية لتنفيذ هذا القتل. وكانت جاغر شهدت على تنفيذ عقوبة إعدام في ولاية تكساس ضد متهم تبين لاحقاً إنه بريء، لكن المأساة كانت بأن المنفذين حاولوا لأكثر من ساعة البحث عن شريان يحقنون فيه المحكوم بسائل الموت. في المقابل، رأت شيرين عبادي أن الديموقراطية هي الطريق الاول نحو إلغاء العقوبة في بلدها إيران حيث لا تزال العقوبة تنفذ بالقاصرين وبطريقة الشنق أو الرجم حتى الموت أو الرمي من مرتفع. وفيما لم تؤدي الديموقراطية في الولاياتالمتحدة إلى إلغاء هذه العقوبة، دافعت عبادي عن وجهة نظرها بالقول إن المجتمع الإيراني والرأي العام مناهض لممارسة من هذا النوع، وأن الطبقة الحاكمة ورجال الدين هم الذين يتشددون فيها، علماً أن إيران كانت ألغت هذه العقوبة أيام حكم الشاه، واستعادت تطبيقها بعد ثورة الخميني.