اتهمت بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا اليوم (الأحد) قوات الحكومة الليبية المعترف بها دولياً بالسعي إلى تقويض الحوار السياسي المنعقد في المغرب، عبر إطلاق حملة عسكرية جديدة في مدينة بنغازي شرق البلاد. ودانت البعثة في بيان «بشدة التصعيد العسكري الذي وقع أمس في بنغازي إذ يهدف توقيت الضربات الجوية في شكل واضح إلى تقويض الجهود المستمرة لإنهاء الصراع، في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات إلى مرحلة نهائية وحرجة». ودعت البعثة إلى «الوقف الفوري للقتال في أنحاء ليبيا»، وطالبت الأطراف المتحاربة ب «ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس لإعطاء الحوار الجاري في الصخيرات المغربية فرصة للنجاح خلال الساعات المقبلة». وكان الفريق أول ركن خليفة حفتر، قائد القوات الموالية للحكومة المعترف بها والتي تعمل من مدينة البيضاء شرق ليبيا، أعلن أمس انطلاق عملية عسكرية جديدة في بنغازي شرق طرابلس، أطلق عليها اسم «الحتف». وذكرت «وكالة الأنباء الليبية» (وال) الرسمية القريبة من هذه الحكومة ان حفتر «أعطى تعليماته إلى الطيارين، وقادة المحور الغربي بقصف معاقل الجماعات التي تقاتل قواته في بنغازي»، وبينها «جماعة أنصار الشريعة» القريبة من تنظيم «القاعدة»، وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ومجموعات موالية للسلطات غير المعترف بها في طرابلس. وأوضحت الوكالة أن العملية تأتي «تمهيداً لتقدم القوات البرية في الجيش الليبي لحسم المعركة البرية في المدينة» التي تشهد معارك متواصلة بين قوات الحكومة والجماعات المناهضة لها منذ نحو عام ونصف العام. وتعيش ليبيا على وقع فوضى أمنية، ونزاع على السلطة تسببا في انقسام البلاد قبل عام بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دولياً في الشرق، وحكومة وبرلمان موازيان يديران العاصمة بمساندة مجموعات مسلحة بعضها إسلامية تحت مسمى «فجر ليبيا». وتقود بعثة الأممالمتحدة حواراً بين الطرفين تأمل بأن يؤدي إلى التوقيع على اتفاق سلام اليوم، والبدء في تطبيقه خلال فترة شهر أي بحلول 20 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، وهو اتفاق يقوم على تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود مرحلة انتقالية تمتد لعامين. وبلغت المفاوضات بين طرفي النزاع مراحلها الأخيرة، إذ تعمل البعثة الأممية في منتجع الصخيرات في المغرب حيث تجري المحادثات على إعداد نص اتفاق سياسي معدل، بالإضافة إلى اقتراح بأسماء حكومة الوحدة الوطنية الليبية لعرضه على الطرفين تمهيداً للتصويت عليه.