واصلت قوات «فجر ليبيا» الموالية للحكومة غير المعترف بها دولياً والتي تسيطر على طرابلس، هجومها أمس، على حيّ فشلوم في وسط العاصمة الليبية وتاجوراء إحدى ضواحيها، اللذين يضمان معسكرات ومواقع تابعة للجيش الليبي الوطني بقيادة الفريق أول خليفة حفتر ومسلحين موالين للحكومة المعترف بها دولياً برئاسة عبد الله الثني. وأفاد سكان بأن اشتباكات اندلعت أمس، وكان بالإمكان سماع دوي إطلاق نار وانفجارات منذ الصباح الباكر في حي فشلوم وفي ضاحية تاجوراء إلى الشرق من طرابلس. وسقطت قذائف على مبان سكنية عدة، لكن لم ترد تقارير فورية عن سقوط قتلى وجرحى. وذكر موقع إخباري ليبي أن الاشتباكات اندلعت في فشلوم بعد أن هاجمت جماعة مسلحة نقطة تفتيش تابعة لشرطة مكافحة المخدرات. ونقل الموقع عن متحدث أمني تابع للمؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته، أن قواته سيطرت على معسكرين تابعين للجيش في تاجوراء بعد أن اندلاع الاشتباكات أول من أمس. وأضاف: «قُتل اثنان من قواتنا في الاشتباكات وأُصيب 5 والاشتباكات تجري حالياً قرب معسكر آخر». وتوجد في فشلوم وتاجوراء جماعات مناهضة للحكومة الموازية لحكومة الثني تشكّل الذراع السياسية لقوات «فجر ليبيا». إلى ذلك، قُتل 21 شخصاً على الأقل معظمهم من القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دولياً في معارك شهدتها ضاحية تاجوراء أول من أمس. وأوضح مصدر عسكري في القوات الموالية لحكومة الثني: «قُتل 14 جندياً من قوات الجيش في معارك اليوم (الجمعة)، فيما قُتل 4 أفراد من ميليشيات فجر ليبيا، إضافة إلى 3 نساء قتلن إثر قصف عشوائي على منطقة تاجوراء». وأضاف أن المعارك اندلعت بعد هجوم شنته كتيبة موالية لحكومة الثني على مقر جهاز مكافحة الجريمة التابع لمجموعات «فجر ليبيا» في تاجوراء «بمساندة الجيش ومدنيين وسلاح الجو». في المقابل، قال رئيس المركز الإعلامي لغرفة العمليات المشتركة التابعة لرئاسة الأركان العامة الموالية لتحالف «فجر ليبيا» محمد الشامي، إن «14 من قوات (الفريق أول خليفة) حفتر قُتلوا، فيما سقط لنا 4 شهداء و5 جرحى». وأكد الشامي أن قوات تحالف «فجر ليبيا» تسيطر «بشكل كامل على تاجوراء ما عدا معسكراً تجري محاصرته بعدما لجأت إليه القوات المهاجمة». ونقلت وكالة الأنباء الليبية الموالية للسلطات الحاكمة في طرابلس، أن «الطيران الحربي التابع للواء حفتر قصف اليوم (الجمعة) معسكر كتيبة الصواريخ في منطقة بئر الأسطى ميلاد في تاجوراء، التابع لرئاسة الأركان». وقال مصدر عسكري آخر في القوات الموالية لحكومة الثني، إن تاجوراء التي تضم حالياً المطار الوحيد لطرابلس والمعروف باسم قاعدة معيتيقة، تشهد «معارك تدور منذ صباح اليوم (الجمعة) بمساندة مقاتلات سلاح الجو الذي انطلق من قاعدة الوطية غرب طرابلس». ديبلوماسياً، أعلنت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا مساء أول من أمس، أنها تلقت ملاحظات طرفي النزاع في ليبيا على مذكرتها لإنهاء النزاع في هذا البلد، وأوضحت أنها تعمل على «تضييق الهوة» بينهما تمهيداً للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال الناطق الرسمي باسم البعثة الدولية سمير غطاس: «تلقينا الملاحظات المكتوبة من الأطراف حول المذكرة الدولية. هناك نقاط خلافية نعمل على تضييق الهوة بخصوصها، لكن هناك أيضاً نقاط التقاء كثيرة بين الأطراف تم الاتفاق بشأنها». وأضاف غطاس من منتجع الصخيرات السياحي جنوب العاصمة المغربية الرباط حيث تعقد المفاوضات لإنهاء الأزمة في ليبيا أن فريق عمل البعثة الدولية «يدرس تلك الملاحظات ويعمل على تجميعها». ولم يلتق طرفا النزاع في ليبيا مباشرة الجمعة، في ثالث يوم من جولة الحوار الرابعة التي يحتضنها المغرب، حيث قدما مقترحاتهما مساء الخميس الماضي. وبعدما وافق الطرفان على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم طرفي النزاع لا يزال الخلاف قائماً حول تركيبة السلطة التشريعية، إذ يقترح المؤتمر الوطني العام إنشاء غرفتين بدل غرفة واحدة تضم الطرفين وبقية المكونات، وفق ما أفاد عضو المؤتمر محمد المعزب. لكن وفد برلمان طبرق المعترف به دولياً يرفض بشكل تام فكرة تقاسم السلطة التشريعية. على صعيد آخر، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن تنظيم «الدولة الإسلامية يريد بوضوح شديد استغلال الفوضى في ليبيا لنشر قسم من رجاله هناك». وتحدث أوباما عن تعزيز مكافحة الإرهاب بالتزامن مع جهد سياسي. كما عبّر الرئيس الأميركي عن رغبته في تشجيع دول الخليج «التي تملك تأثيراً على مختلف الفصائل في ليبيا» على لعب دور بنّاء. وأضاف: «في بعض الحالات أججوا لهيب النزاع العسكري بدلاً من إخماده».