دان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، «الأحداث المؤسفة» التي يتعرّض لها الحرم القدسي الشريف، محذراً من أن التصعيد في القدس يمكن أن يرتّب عواقب وخيمة على العالم بأسره. وبحث السيسي مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أمس، الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وقضايا الإرهاب، ومشكلة اللاجئين السوريين. وقال السيسي في مؤتمر صحافي مشترك مع توسك أعقب محادثاتهما، أنه يتابع «باهتمام وقلق بالغين» الأحداث «المؤسفة» التي يتعرض لها الحرم القدسي الشريف، و «التي تعدّ بلا شك انتهاكاً خطيراً للمقدسات الإسلامية، التي يتعيّن على المجتمع الدولي أن يدرك تعلّق جموع المسلمين بها»، لافتاً إلى أن تلك الانتهاكات «تنبئ بتصعيد غير مبرر، يمكن أن تترتب عليه عواقب وخيمة على السلام والاستقرار، ليس فقط بالنسبة الى الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، بل المنطقة والعالم بأسره». وأوضح أن الانتهاكات اليومية التي يشهدها المسجد الأقصى، والتي تزايدت وتيرتها في شكل غير مسبوق، تخلق ظروفاً بالغة الدقة، وتؤشر إلى «تقاعس» الحكومة الإسرائيلية عن الاضطلاع بمسؤولياتها، وفقاً لقواعد القانون الدولي التي تفرض عدم المساس بهذه المقدسات، وتوجب توفير كامل الحماية لها ومنع الإضرار بها، والتصدّي لأية محاولات لتغيير طبيعتها. وتابع أن «الأحداث التي نشهدها تُزكي من حالة اليأس التي يعيشها الفلسطينيون، في ظلّ غياب أفق سياسي» يمنحهم الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية، على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدسالشرقية، وبما يتّفق مع الصيغة المتوافق عليها دولياً لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، من خلال حلّ الدولتين ليعيشا في سلام وأمن. وطالب السيسي الحكومة الإسرائيلية بالعمل الجاد على «نزع فتيل هذه الأزمة، والتحلّي بروح المسؤولية ووقف هذه الانتهاكات اليومية للحرم القدسي الشريف، باتخاذ إجراءات فعالة وفورية، منعاً لأسباب هذا التوتر المتصاعد في صورة كاملة، ولنتجنب جميعاً تبعات تفاقم هذا الوضع وخروجه عن السيطرة». وأشار السيسي إلى أنه بحث مع رئيس المجلس الأوروبي «قضايا ملحّة» مثل الأوضاع في الشرق الأوسط عموماً، والأوضاع في ليبيا وسورية ومسائل طارئة ومهمة، مثل أزمة اللاجئين التي تواجهها دول أوروبية حالياً، لافتاً إلى أنهما «اتفقا على أهمية تعزيز الجهود الدولية لتسوية الصراعات القائمة في المنطقة»، التي تعاني دولها من تداعياتها على مدار السنوات الأربع الماضية، ووصلت إلى أوروبا في شكل واضح خلال الأسابيع الماضية. وأضاف السيسي أنه تم التوافق على «ضرورة العمل في شكل مكثّف وأكثر تنسيقاً، من أجل الوصول إلى تسوية لتلك الأزمات والنزاعات، بما يحافظ على كيان الدول ومؤسساتها، ويضع حداً لحالة الفوضى وعدم الاستقرار التي صارت تعاني منها المنطقة»، معرباً عن تقديره ل «اهتمام الشركاء الأوروبيين بمتابعة ما يدور فى مصر»، وتطلّعه إلى «تفهّمهم الحقائق». وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أن «أهم شيء بحثنا فيه كان الهجرة والأزمة الحالية للاجئين التي تؤثر في أوروبا ومصر والمنطقة بأسرها، وأسبابها الجذرية وكيفية إدارتها»، إضافة الى «الإرهاب الذي يؤثر في مصر والاتحاد الأوروبي»، وجدّد إدانته لكل الأعمال الإرهابية أينما حدثت.