استنكرت المملكة العربية السعودية أمس انتهاكات القوات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى المبارك الذي شهد اشتباكات على مدى أيام بين الشرطة ومحتجين فلسطينيين، في وقت اقتحم 67 مستوطناً، غالبيتهم من «شبيبة ليكود»، ساحات المسجد أمس، ورقصوا فيها والتقطوا الصور. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مسؤول سعودي قوله إن «هذا الاعتداء (على الأقصى) سيؤدي الى عواقب وخيمة، ويساهم في تغذية التطرف والعنف». (للمزيد). وأضاف أن التصرفات الإسرائيلية «تنتهك بشكل صارخ حرمة الأديان بالتعدي على أحد أهم المقدسات الإسلامية... ثالث الحرمين الشريفين». وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أبلغ الرئيس محمود عباس بأنه يجري اتصالات مع زعماء العالم في شأن ما يحدث في الأقصى، وبأنه طلب من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير «متابعة اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية القدس ومقدساتها». كما أجرى خادم الحرمين الشريفين اتصالاً هاتفياً الأربعاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإدانة واستنكار التصعيد الإسرائيلي الخطير في الأقصى، مطالباً بتدخل مجلس الأمن لوقف هذه الانتهاكات في الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة. كما أجرى خادم الحرمين اتصالاً هاتفياً برئيس الولايات الماحدة الأميركية عبر خلاله عن إدانته واستنكاره الشديدين للتصعيد الإسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى المبارك والاعتداء السافر على المصلين في باحاته وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية. وأعلن البيت الأبيض من جانبه، أنه يشعر بالقلق الشديد إزاء أحداث العنف في القدس، ودعا الأطراف كافة الى «التحلي بضبط النفس والتوقف عن الأفعال والأقوال الاستفزازية». إلى ذلك، بعثت الحكومة الإسرائيلية برسائل عدة الى الحكومة الأردنية أكدت فيها أنها لا تنوي إحداث أي تغيير في الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، متهمة جهات فلسطينية بالكذب. ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس عن مصادر إسرائيلية قولها إن الرسائل نقلت عبر الإدارة الأميركية، مؤكدة أن تل أبيب لا تنوي توتير العلاقات مع الأردن بما يجبرها على سحب سفيرها مجدداً من تل أبيب. في غضون ذلك، قالت مصادر محلية إن 67 مستوطناً، غالبيتهم من «شبيبة ليكود»، اقتحموا المسجد عبر باب المغاربة، وجالوا في ساحاته بحراسة قوات خاصة إسرائيلية، ورقصوا فيها والتقطوا الصور، وأدوا طقوسهم الدينية، مرددين شعارات ضد العرب، وسط تكبيرات المصلين. واعتصم حوالى 60 فلسطينياً، معظمهم من النساء، عند باب السلسلة، أحد أبواب الأقصى، بعد منعهم من دخول المسجد بحجة «افتعال المشاكل» خلال اقتحامات المستوطنين. وكانت الاشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية بدأت الأحد الماضي بعد إعلان جماعات يهودية نيتها اقتحام الأقصى بشكل جماعي من أجل الصلاة فيه لمناسبة رأس السنة العبرية. وسبق ذلك قرار إسرائيلي باعتبار المرابطين في المسجد جماعة خارجة عن القانون. وأبرزت وسائل الإعلام العبرية مصادقة المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين على طلب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو استخدام القناصة في القدسالمحتلة أيضاً، وذلك بعد أن صادقت الحكومة الأمنية المصغرة على البرنامج الذي وضعته الشرطة «لمواجهة التصعيد الأمني في القدس». ويتطرق برنامج الشرطة إلى فترة الأعياد (الشهر الجاري والمقبل)، ويشمل إجراءات ضد المقدسيين «حتى في مخالفات ليست أمنية»، مثل تسجيل مخالفات مالية على البناء غير المرخص، أو رمي النفايات بعيداً من المكبّات المعدة لها، وضد المدينين لضريبة الدخل أو مؤسسة التأمين الوطني، أو السياقة بلا رخصة وغيرها. كما تم تزويد الشرطة في القدس 20 كلباً لمطاردة راشقي الحجارة، كما تم تجنيد وحدة المستعربين في الجيش لاقتحام صفوف المتظاهرين. وشرعت النيابة العامة في إجراءاتها المشددة حين قدمت للمحاكمة أمس شاباً من حي العيسوية في القدس وثلاثة قاصرين بتهمة قذف حجارة وزجاجات حارقة من محيط الأقصى على سيارات إسرائيلية. وأوضح مركز معلومات وادي حلوة في بيان أن عدد المعتقلين لدى سلطات الاحتلال منذ الأحد الماضي بلغ 60 فلسطينياً، بينهم 26 قاصراً.