في اليوم الأول لتطبيق قانون جديد يهدف إلى منع المهاجرين من دخول هنغاريا، اعتقلت بودابست كل الذين تسللوا إلى أراضيها أمس، وبلغ عددهم 367 مهاجراً، باشرت في حقهم إجراءات قانونية، كما أعلنت الشرطة أمس. وسيحاكم 316 من هؤلاء بتهمة إلحاق الضرر بالشريط الشائك المقام على الحدود مع صربيا، و51 آخرين لأنهم فقط اجتازوه، في جنحتين عقوباتهما السجن لخمس سنوات وثلاث سنوات على التوالي. وعشية البدء بتطبيق القانون، دخل هنغاريا رقم قياسي من المهاجرين بلغ 9380 شخصاً. وأقفلت بودابست ليل الاثنين - الثلثاء الحدود مع صربيا التي اجتازها القسم الأكبر من أكثر من 200 ألف مهاجر منذ بداية هذا العام. وهي أبرز بلدان العبور في أوروبا الوسطى للمهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا الغربية. وإضافة إلى عقوبات السجن لمن يجتازون الشريط الشائك على امتداد 175 كلم على الحدود، يتيح القانون الجديد الاستعانة بالجيش أيضاً. وأمضى حوالى مئتي مهاجر ليلتهم في خيام نصبت على الجانب الصربي من الحدود. وكان معظم هؤلاء يأملون في إعادة فتح هذا المعبر قبل مواصلة طريقهم إلى كرواتيا. ودخلت المجموعة الأولى من 181 مهاجراً إلى كرواتيا (العضو في الاتحاد الأوروبي) التي أعلن رئيس حكومتها زوران ميلانوفيتش أن بلاده ستسمح بمرورهم إلى أوروبا الغربية بلا صعوبات. وذكر صحافيون أن معظم الذين عبروا إلى كرواتيا سوريون وأفغان وأجبروا على التوجه إلى معبر توفارنيك لتسجيل أسمائهم والحصول على مساعدات في حال الحاجة. وأبدى رئيس الوزراء الكرواتي استعداده لاستقبال المهاجرين «أياً تكن ديانتهم أو لون بشرتهم، ونقلهم إلى الوجهات التي يرغبون في الذهاب إليها سواء كانت ألمانيا أو الدول الإسكندينافية». ودعت رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش مجلس الأمن القومي إلى الانعقاد للبحث في إدارة أزمة المهاجرين. في الوقت ذاته، بدأت الشرطة النمسوية أولى عمليات مراقبة الحدود خصوصاً على المعبر النمسوي الهنغاري الرئيسي في نيكلسدورف من دون أن يؤثر ذلك في حركة النقل البري. وشددت النمسا أمس، القيود على الحدود فيما تحاول التخلص من تكدس عشرات الآلاف من المهاجرين الذين ما زالوا على أراضيها بسبب إجراءات مشددة مماثلة اتخذتها ألمانيا. وعلى الحدود الصربية، باتت الحافلات التي كانت تنقل المهاجرين من مركز الاستقبال في بريشيفو إلى هنغاريا، ترفع منذ مساء الثلثاء لوحات تشير إلى وجهة جديدة هي مدينة شيد شمال غربي صربيا على بعد بضعة كيلومترات عن كرواتيا. ويدفع كل منهم 35 يورو للرحلة من بريشيفو إلى شيد. وفي تركيا، ظل حوالى ألف مهاجر معظمهم من السوريين متجمعين تحت إشراف قوات الأمن في مدينة أدرنة شمال غربي تركيا، بانتظار انتقالهم إلى اليونان. وقال حاكم المحافظة الحدودية مع اليونان وبلغاريا دورسون علي شاهين لشبكة «أن تي في» الإخبارية: «لا يمكنهم البقاء هنا. يمكنهم البقاء ربما ليوم أو يومين لكن بعد ذلك يجب أن يرحلوا» من أدرنة التي وصلها في الأيام الماضية مئات المهاجرين الراغبين في الانتقال براً إلى اليونان بعد نصائح على مواقع التواصل الاجتماعي بتجنب الرحلات البحرية. ولتجنب تدفق للمهاجرين، قررت السلطات التركية إبقاءهم في محطة الباصات في إسطنبول التي تبعد نحو 250 كلم ويحاصر فيها مئات الأشخاص الباصات للصعود إليها. لكن بعضهم تمكنوا من الوصول إلى أدرنة بسيارات خاصة وحتى سيراً على الأقدام. وتم تجميعهم في محطة الباصات ومسجد في المدينة تحت رقابة صارمة من الدرك لمنعهم من الاقتراب من الحدود. ووزعت عليهم كميات من الغذاء والماء والأغطية والخيم. وقال حاكم أد رنة: «استقبلنا العام الماضي خمسين ألف لاجئ فيما لم يكن البرنامج ينص على أكثر من 25 ألفاً». وأضاف أنه تم تجاوز هذا العدد خلال العام الحالي. إلى ذلك، أعلنت منظمات غير حكومية أن الولاياتالمتحدة يمكنها استقبال لاجئين سوريين أكثر بعشر مرات من الآلاف العشرة الذين ستسمح لهم بالاستقرار على أراضيها بحلول نهاية 2016، معتبرة أن هذه الاستجابة ضئيلة جداً ويمكن أن تؤثر في حصيلة أداء الرئيس الأميركي باراك أوباما. وتفيد أرقام رسمية أميركية بأن الولاياتالمتحدة استقبلت منذ بدء النزاع في سورية ربيع 2011 حوالى 1800 سوري. ويتوقع أن يزيد العدد ليراوح بين خمسة آلاف وثمانية آلاف لاجئ.