يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما، نظيره الصيني شي جينبينغ، في البيت الأبيض في 25 الشهر الجاري، في ذروة توتّر بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين. وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست، أن أوباما وزوجته ميشال سيستقبلان الرئيس شي وزوجته بينغ ليوان، نجمة الغناء المعروفة في بلدها، «على عشاء دولة رسمي». ويأتي هذا الاستقبال الحار بعد زيارة مماثلة قام بها الرئيس الأميركي الى الصين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014. ويعدّ شي أحد أقوى القادة الصينيين منذ عقود، لكن رؤيته لتحقيق «حلم صيني» وإعادة بلاده الى مصاف الدول العظمى، تواجه صعوبات اقتصادية. وقال إرنست أن هذه الزيارة ستشكّل فرصة «لتعزيز التعاون الصيني - الأميركي، والبحث في نقاط الخلاف بطريقة بناءة»، في إشارة الى سلسلة من القضايا، من الهجمات المعلوماتية الى مطالب بكين بجزر في بحر الصين. وقبل هذه الزيارة، حذّر الرئيس الأميركي من أن مستوى الهجمات المعلوماتية من الصين «غير مقبول»، فيما تحدث مسؤولون عن إمكان فرض عقوبات على بكين. وقال أوباما أنه يمكن الصين أن «تختار أن يتحوّل ذلك الى مجال لمنافسة، أؤكد لكم أننا سننتصر إذا اضطررنا لخوضها». وكانت واشنطن اتّهمت بكين باختراق ملفات حكومية أميركية لملايين الموظفين، بعضهم على مستوى عال جداً. وعبّر البيت الأبيض أيضاً، عن قلقه العميق من التحركات الصينية في إطار مطالبة بكين بأراض في بحر الصين الجنوبي والشرقي. وتطالب الصين بتسعين في المئة من بحر الصين الجنوبي، مثيرة بذلك غضب فيتنام والفيليبين وتايوان وماليزيا وغيرها. وقامت بتحركات لتحقيق هذه المطالب. وتفيد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بأن بكين تمكّنت من كسب 1200 هكتار من الأراضي الصناعية في بحر الصين الجنوبي، بفضل أشغال هائلة للردم وبناء جزر اصطناعية. ويُفترض أن يبحث شي أيضاً، قضية تثير توتراً كبيراً هي تحكّم الصين بعملتها، ما يؤدي في رأي واشنطن، الى خلل كبير في الميزان التجاري لمصلحة الصادرات الصينية. في المقابل، أعلنت بكين أن الرئيس الصيني سيثير قضية تايوان الحساسة خلال محادثاته مع أوباما الأسبوع المقبل، وذلك عشية انتخابات رئاسية حاسمة في الجزيرة، حيث يتوقع أن يسحق الحزب التقدمي الديموقراطي المعارض الذي يميل إلى الاستقلال، القوميين الذين تربطهم علاقات ودية بالصين في انتخابات الرئاسة التايوانية المقررة في كانون الثاني (يناير) المقبل. على صعيد آخر، أعلن البيت الأبيض والكرملين أن الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين، قد يعقدان لقاء في نهاية الشهر الجاري، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن «الرئيس بوتين منفتح دائماً على الحوار، خصوصاً مع زميله الرئيس أوباما». وأضاف أن «هناك إرادة للحوار لدى روسيا، وهذه الإرادة قائمة». كذلك، أكد جوش إرنست، الناطق باسم أوباما، أن «ثمة إمكانية بأن يلتقي الرئيسان لأنهما سيكونان موجودين في وقت واحد». وأوضح أن برنامج الرئيس الأميركي لم يحدَّد بعد، مشيراً الى أن «لديه التزامات كثيرة أخرى في نيويورك». ويعود آخر لقاء بين بوتين وأوباما الى تشرين الثاني 2014، في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا المحيط الهادئ في بكين. لكنهما أجريا اتصالات هاتفية عدة في الأشهر الأخيرة. وسيتوجّه بوتين في 28 الجاري الى نيويورك ليتحدث على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، الى جانب رؤساء الدول والحكومات. وتشهد العلاقات الروسية - الأميركية توتراً، خصوصاً بسبب الأزمة الأوكرانية. كما تشكّل سورية مصدر توتر متزايد، خصوصاً مع تعزيز موسكو وجودها العسكري في هذا البلد.