خطت الصينواليابان، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا المحيط الهادئ (ابيك) في بكين أمس، خطوة اولى نحو حلحلة التوتر السائد في علاقاتهما منذ سنتين، واتفقنا على إنشاء آلية لحل نزاع السيادة على جزر دياويو (سينكاكو باليابانية) في بحر شرق الصين، والتي تطالب بها بكين لكنها تخضع لادارة طوكيو. كما اتفقت الصين وفيتنام على حل نزاعاتهما الملاحية بالحوار، بعد الخلاف الذي نشب بينهما في الثاني من ايار (مايو) الماضي، اثر انشاء الصين منصة نفط كلفتها بليون دولار في مياه متنازع عليها. ويشارك في القمة التي يندر ان تتناول الخلافات بين الدول، كبار قادة المنطقة بينهم الرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وصرح اوباما بأن الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية في هونغ كونغ «مسألة معقدة»، مشدداً على ضرورة تفادي العنف. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إثر لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ لمدة نصف ساعة، اعتبرت الأولى بينهما: «انتظرت دول عدة ليس في آسيا فقط عقد هذه القمة، واعتقد بأنها خطوة الى الأمام نحو تحسن العلاقات». اما شي فصرح بأن «الصين تأمل بأن تستمر اليابان على طريق التنمية السلمية، وان تتبنى اجراءات عسكرية وأمنية حذرة»، علماً ان آبي طالب بكين بإنشاء آلية للاتصال البحري من اجل تفادي اي حوادث. وكان سلاحا الجو والبحرية لهذين البلدين نفذا تحديات خطرة في الأشهر الماضية قرب جزر دياويو غير المأهولة. ودعا شي اليابان الى «العودة الى التاريخ كمرأة للتطلع نحو المستقبل»، والمشاركين في القمة الى «تحقيق حلم سكان آسيا - المحيط»، ما يستعيد «الحلم الصيني» بالعظمة، علماً انه أمل خلال لقائه الرئيسة الكورية الجنوبية باك جون هاي بأن تظهر كل الأطراف الصدق والمرونة لاستئناف المحادثات السداسية الخاصة بالبرنامج النووي لكوريا الشمالية، تمهيداً لإيجاد حل يقبله الجميع. وبعد إعلان ان الصين وفيتنام اتفقتا على حل خلافاتهما الملاحية عبر الحوار، صرح الرئيس الصيني بأن البلدين الجارين «يجب ان يحترما بعضهما بعضاً، ويركزا على مصالحهما الطويلة الأجل». وزاد «العلاقات الصينية الفيتنامية تتقدم باستمرار منذ ان أقامت الدولتان علاقات ديبلوماسية، رغم بعض الانحرافات والتقلبات». وأكد الرئيس الفيتنامي ترونغ تان سانغ استعداد بلاده ل «التعامل في شكل مناسب مع القضايا الملاحية عبر التشاور الودي، كي لا تؤثر هذه القضايا على العلاقات مع الصين، وكذلك تكثيف الاتصالات الرفيعة المستوى وزيارات الوفود غير الحكومية لتعزيز الروابط». وكان مسؤولو الدفاع في البلدين اتفقوا في محادثات أجروها في بكين الشهر الماضي على استئناف العلاقات العسكرية تدريجاً. الى ذلك، تعهد شي وبوتين اللذان التقيا للمرة العاشرة خلال عامين، على تعزيز التعاون بين بلديهما قبل توقيع اتفاقات احدها في مجال الطاقة بين العملاقين الروسي «روسنفت» والصيني «سي ان بي سي». اوباما وهونغ كونغ وفيما يلتقي الرئيس الأميركي اوباما اليوم نظيره الصيني شي وسط خلافات على مشاريع متنافسة كثيرة تتعلق بالاندماج الاقتصادي في منطقة آسيا - المحيط الهادئ، وأخرى تتناول مسائل حقوق الانسان والقرصنة المعلوماتية والعلاقات التجارية وخلافات الحدود البحرية بين الصين وجيرانها، صرح اوباما بأن رسالة الولاياتالمتحدة في ما يتعلق باحتجاجات هونغ كونغ التي تتمحور حول رفض تدخل الصين في اختيار حاكمها، «هي ضرورة تفادي العنف». لكنه لم يشجب طريقة تعامل الصين مع الأزمة التي تشهد احتجاجات كثيفة منذ 6 اسابيع. وتابع: «لا ننتظر ان تتبع الصين النموذج الأميركي في كل شيء، لكننا سنواصل ابداء قلقنا من انتهاكات حقوق الانسان». وكان تانغ شو هوا، أول حاكم لهونغ كونغ بعد عودتها إلى سيادة الصين عام 1997، حذر نواب المدينة من التصويت على إسقاط خطة بكين للموافقة المسبقة على المرشحين الذين سيخوضون اول انتخابات مباشرة لاختيار الحاكم عام 2017. وقال تانغ خلال افتتاح مركز بحوث: «سترجع هونغ كونغ خطوات إلى الوراء إذا صوّت النواب ضد حزمة إصلاحات بكين السياسية للمدينة». وأول من امس، توجه مئات من المتظاهرين الى مكتب ارتباط الحكومة المركزية الصينيةبهونغ كونغ، وطالبوا بإلغاء قانون اختيار مرشحي انتخابات المدينة، والذي أقره مجلس الشعب الوطني الصيني في 31 آب (أغسطس). وكانت سلطات بكين نشرت 28 ألف عنصر و800 ألف مدني لحراسة موقع اجتماعات «ابيك» لتفادي اي حوادث او هجمات. وخلال لقائه رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت، وصف اوباما اطلاق كوريا الشمالية اميركيين اثنين احتجزتهما هما كينيث باي وماثيو ميلر بأنهما «بادرتان صغيرتان»، وقال: «يجب ان تغير الدولة النووية موقفها من نزع الأسلحة الذرية إذا رغبت في تحسن العلاقات. وحتى الآن لم نرَ اي خطوات جادة من بيونغيانغ للتعامل مع هذه المشكلة»، علماً انه اكد عدم اجراء مسؤول الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر خلال زيارته بيونغيانغ لمناقشة اطلاق المحتجزين، اي محادثات سياسية رفيعة المستوى مع الكوريين الشماليين».