عقب ابعاد الروماني كوزمين اولاريو عن تدريب الهلال في الموسم الماضي ظن أنصار النادي العاصمي أنها الضربة القاصمة لفريقهم الذي لا يقهر، على اعتبار أن هذا المدرب استطاع ترتيب أوراق الهلال كما لم يحدث من قبل، حتى ان البعض اعتقد أن رحيل كوزمين سيدخل «الزرق» في دوامة التراجع، وقبل انطلاق الموسم الحالي تصرف مسؤولو النادي على طريقة «أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام» حين بحثوا بجدية عن مدرب يوازي في قدراته الروماني كوزمين، ولا أعتقد أنهم كانوا ينتظرون من البلجيكي ايريك غيريتس تحقيق نجاح يفوق ما قبله حين تعاقدوا معه لإعادة تأهيل الفريق الذي سقط برحيل مدربه الروماني، غير أن ما حدث كان تأكيداً على أن الهلال معدن لا يصدأ وأن توافر المدرب الجيد يعني بالضرورة أن يبقى الفريق في الواجهة. العجوز غيريتس استطاع منذ وصوله الى الرياض أن يبهر الجميع، وأن ينتزع عبارات الثناء بعدما انتشل الهلال من كبوته واعاده الى القمة مجدداً، ما جعل قرار الاستعانة بخدماته الأهم في عهد الادارة الحالية التي امتصت صدمة الموسم الماضي بمهنية وعملت من أجل ترتيب الأوراق قبل انطلاق المنافسة. وقبل مباراة الهلال ضد الأهلي في نهائي كأس ولي العهد كانت الترشيحات تصب في خانة الهلال على اعتبار أن المنطق يفرض فوز الفريق الأقوى، وكان من شأن تلك التكهنات أن تهدئ من حماسة "الزرق" وتمنحهم من الثقة ما يجعلهم يركضون على أرض الملعب بتثاقل، غير ان غيريتس وكتيبته لم يعتمدوا على تلك الترشيحات، ووضعوا في ذهنهم أن المفاجأة أمر وارد في عالم كرة القدم، حتى وإن لعب الأهلي بعناصر شابة وبغياب لاعبين مهمين، ومن شاهد المباراة أدرك أن الهلال لعب المباراة للفوز على طريقة الأندية المحترفة بعيداً من هوية الخصم أو ظروفه، وظهر الفريق قوياً ومسيطراً طوال المباراة بطريقة توحي للمتابع بأن الهلال لن يخسر اللقاء حتى وان تقدم خصمه بهدف. في الموسم الماضي، قال البعض ان الاتحاد استفاد من ظروف الهلال وانتزع بطولة الدوري، وفي الموسم الحالي قالوا عن الهلال انه استفاد من تراجع الاتحاد، والحقيقة أن الفوز يأتي نتيجة للتفوق بعيداً من حال المنافسين، إذ ان الفريق الأفضل سيربح دائماً حتى لو كان خصمه في قمة جاهزيته، وهو ما حدث في الموسم الحالي لأنني اعتقد أنه من الصعب أن يخسر الهلال بوجود غيريتس. ومع التفوق اللافت ل «الزرق» في الموسم الحالي يبقى أمل أنصاره بتحقيق تفوق مماثل في بطولة دوري ابطال آسيا وطرد النحس الذي يلازم الهلال في هذه البطولة، ولا يختلف اثنان على ان الهلال بهذا المدرب ولاعبيه مرشح للذهاب بعيداً في البطولة الآسيوية بشرط أن تستمر الانضباطية ويتواصل العطاء. [email protected]