اختارت «فاشرون كونستانتين» إحياء أروع اللحظات في مسيرتها نحو التقنية الفائقة الرقة، بما أن الدار السويسرية المنشأ لطالما ارتبطت في شكل وثيق بالمعالم الفنية الملحمية لهذا الشكل من الخبرة، كما حصل في خمسينات القرن الماضي وستيناته، عندما طرحت الدار ساعات اليد الأهم في العالم. وتعود «فاشرون كونستانتين» اليوم الى العمل على إغناء مجموعتها Historiques مع ابتكارين جديدين استوحتهما مباشرة من إرثها، بحيث يضفي كلّ منهما لمسة جديدة مميزة ذات طابع حديث على الحركتين الأسطورتين: Historique Ultra-fine 1955، وهي حالياً الساعة اليدوية الآلية الأهم في العالم، إذ لا تتعدّى سماكتها 4.10 ميلليمتر. Historique Ultra-fine 1968، الساعة المجهّزة بحركة 1120 الآلية الذاتية التعبئة والفائقة الرقة، والتي تتميز بميزان تأرجحي جديد مزيّن ويحمل دمغة جنيف، علامة المصوغات السويسرية. تأسست دار «فاشرون كونستانتين» عام 1755، ما يخوّلها المطالبة بحقّها كأقدم دار للساعات في العالم لا تزال تمارس نشاطها في شكل متواصل الى اليوم، مع ما يفوق ال250 سنة من الخبرة المتواصلة والإنتاج المستمرّ، ليشكّل ذلك وضعاً فريداً من نوعه فعلاً في عالم صناعة الساعات. تؤكّد على هذا الإرث الزاخر بالإنجازات على امتداد ربع الألفية الساعات والحركات التي خلّفت كلّ واحدة منها بصمة خاصة يتعذّر محوها. وببلاغة لافتة، يشهد هذا الإرث الساحر والقيّم في شكل لا يُثمّن، الذي من خلاله ارتبط تاريخ الماركة بصناعة الساعات ارتباطاً وثيقاً، على ابداعية الدار الثابتة إن من الناحية التقنية او الجمالية. لا تعتبر الرقة الفائقة من الناحية التقليدية تعقيداً في حقل صناعة الساعات، باعتبارها لا تساهم بحدّ ذاتها في إضافة وظيفة جديدة الى الساعة مثل وظيفة تحديد التاريخ او الكرونوغراف. ومع ذلك، يجوز شرعاً وصفها على هذا النحو، ويُعزى ذلك الى طبيعتها المعقدة جداً التي غالباً ما تدفع بحدود الميكانيكية المجهرية الى الحدّ الأقصى. وعلى رغم المحاولات الكثيرة في هذا الحقل، قليلون هم الصنّاع الذين ينجحون في ذلك. ومع أن اولى الحركات الفائقة الرقة التي ابتكرتها «فاشرون كونستانتين» بدأت في القرن التاسع عشر، لم يصبح الصانع أكثر انتاجاً في هذا الاختصاص الا في القرن العشرين، «العصر الذهبي» للرقة الفائقة. في الواقع، لم تبدأ ساعات اليد باكتساب شعبيتها حتى أضحى الوزن والسماكة عاملين اساسيين في تأمين الراحة لمستخدم هذه الساعات. اختارت «فاشرون كونستانتين» عام 2010 لتكريم هذا المعيار الأسطوري عبر دمجه في ترجمة جديدة لإحدى هذه الساعات.