فيما احتدمت المعارك بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة الإسلامية في الغوطة الشرقية لدمشق وفي الزبداني قرب الحدود اللبنانية، ووقع تفجيران انتحاريان أوقعا عشرات القتلى والجرحى في مدينة الحسكة شمال شرقي سورية، كشف مسؤولون أميركيون أمس معلومات جديدة عن طبيعة الدعم العسكري الذي تقدمه موسكو لنظام الرئيس بشار الأسد، قائلين إنهم يسعون على ما يبدو إلى إقامة «قاعدة عمليات جوية». وأكد المسؤولون وصول دبابات حديثة من طراز تي - 90 إلى معقل النظام على الساحل السوري، إضافة إلى ما لا يقل عن سبع طائرات شحن عملاقة حطت خلال أسبوع واحد في مطار يقع إلى الجنوب من مدينة اللاذقية. (للمزيد) وأكد مسؤول أميركي ل «الحياة»، أمس، أن واشنطن «ترصد عن كثب التحركات الروسية» في سورية، بعد يوم من إعلان موسكو تمسكها بمواصلة دعم نظام الأسد على رغم الانتقادات الغربية. وقال المسؤول إن إدارة الرئيس باراك أوباما «شجعت الحلفاء والشركاء على طرح أسئلة صعبة (على موسكو) حول الانتشار العسكري الروسي المتزايد في سورية»، في إشارة إلى ما تردد عن طلب واشنطن من دول محيطة بسورية منع مرور طائرات روسية فوق أجوائها إذا كانت تحمل مساعدات عسكرية لنظام الأسد. كما قال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي تعليقاً على تصعيد موسكو«إنروسيا ليست عضواً في التحالف ضد داعش، ودعمهم لنظام الأسد ساعد في نمو داعش داخل سورية وفاقم الوضع». وأضاف: «إذا أرادوا المساعدة ضد داعش فالوسيلة للقيام بذلك هي في وقف تسليح بشار الأسد ودعمه». وفي هذا الإطار، قال مسؤولان أميركيان لوكالة «رويترز» إن سبع دبابات روسية من نوع تي-90 شوهدت في مطار قريب من اللاذقية وإن روسيا نشرت أيضاً قطعاً مدفعية هناك ولكن في طريقة دفاعية، في إشارة إلى أن هذا الانتشار مخصص للدفاع عن قوات روسية يتردد أنها تصل إلى المطار لبناء مقرات تستوعب قرابة 1500 جندي روسي. ووفق «رويترز» وصل حتى الآن قرابة 200 من القوات البحرية الروسية إلى الساحل السوري. وتقع القاعدة التي يرسل الروس تعزيزاتهم إليها في حميميم جنوب اللاذقية (بجوار مدينة جبلة) حيث يقع مطار باسل الأسد الدولي. وأمس قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الكابتن جيف دافيز: «نشهد تحركات لأشخاص وأشياء تشير إلى أنهم (الروس) يخططون لاستخدام تلك القاعدة الواقعة هناك جنوب اللاذقية كقاعدة أمامية للعمليات الجوية». وجاء ذلك في وقت أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» معلومات عن استعداد روسيا لنقل «منازل جاهزة لحوالى 1500 شخص ومحطة تحكم جوي إلى المطار» الذي تسعى إلى بنائه جنوب اللاذقية. وأضافت أن ليس هناك ما يشير إلى نقل الروس طائرات حربية متطورة إلى سورية مثل طائرات سوخوي أس يو - 25 وميغ -31، لكنها نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن ذلك يمكن أن يأتي في المرحلة اللاحقة من التعزيزات. وأشارت الصحيفة نقلاً عن مسؤول أميركي إلى أن روسيا نقلت عبر ما لا يقل عن 7 طائرات كوندور العملاقة المزيد من التجيهزات من قاعدة في جنوبروسيا وعبر إيرانوالعراق إلى اللاذقية. وقال مسؤول أميركي إن واشنطن طلبت من العراق منع عبور الطائرات الروسية لكن بغداد لم تأت بجواب بعد. وفي موسكو، نقلت وكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية عن سفير سورية لدى موسكو رياض حداد قوله إن الحديث عن وجود قوات روسية على الأرض في سورية «أكذوبة»، لكنه أكد تلقي «اسحلة وعتاد». وفي القاهرة («الحياة»)، اتفق الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والمبعوث الأممي الخاص بسورية ستيفان دي ميستورا على أن الفرصة الوحيدة الآن للتوصل إلى حل سياسي في سورية تكمن في تنفيذ «بيان جنيف 1» الصادر في العام 2012 والداعي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة بالتوافق بين النظام والمعارضة. وأقرّ دي ميستورا، من جهته، بأن «عسكرة الصراع في سورية باتت الاتجاه السائد حالياً» على رغم تمسكه بالحل السياسي.