أعلنت كوبا أمس، أنها والولاياتالمتحدة اتفقتا للمرة الأولى على جدول لمسائل شائكة تجب مناقشتها، من أجل التوصل الى علاقات ديبلوماسية كاملة. واستأنفت الدولتان علاقاتهما الديبلوماسية في تموز (يوليو) الماضي، بعد قطيعة دامت 54 سنة، وأعادتا فتح سفارتيهما، لكن ما زال عليهما تسوية مواضيع مثل حقوق الانسان وتعويضات لمطالبات عمرها عشرات السنين. وللمرة الأولى منذ استئناف العلاقات الديبلوماسية، التقى مسؤولون من البلدين في هافانا، كما اتفق الجانبان على اللقاء مجدداً في واشنطن في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، علماً أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يحاول تحقيق تقدّم في تطبيع العلاقات، قبل انتهاء ولايته الثانية الأخيرة في كانون الثاني (يناير) 2017. وقالت خوسيفينا فيدال، رئيسة دائرة الولاياتالمتحدة في الخارجية الكوبية مسؤولة وفد التفاوض الكوبي: «حددنا أجندة للأمور التي يمكن للبلدين أن يبدآ العمل فيها فوراً، بفكرة تقديم نتائج. هذه أول مرة نفعل فيها ذلك بين كوباوالولاياتالمتحدة، (أي) وضع برنامج جدي لتطبيع العلاقات». وأعلن الوفد الكوبي أن جدول الأعمال الذي توصل اليه المفاوضون، يطاول مسائل مثل حقوق الانسان و»التعويض عن الأضرار الاقتصادية والبشرية التي لحقت بالشعب الكوبي» بسبب الحظر التجاري الاميركي، و»الممتلكات الأميركية التي أُمِّمت في كوبا» بعد الثورة عام 1959. وأضاف أن رفع الحظر التجاري الاميركي «أساسي لتطبيع العلاقات الثنائية»، علماً أن كوبا تطالب الولاياتالمتحدة بتعويضات اقتصادية تزيد عن 300 بليون دولار. ويؤيد أوباما إنهاء العقوبات الاقتصادية على كوبا، لكن إلغاءها في شكل كامل ليس ممكناً سوى في الكونغرس. وأحبطت القيادة الجمهورية للكونغرس، القانون اللازم لإنجاز ذلك. وأشار مسؤولون كوبيون الى أن الجانبين أعطيا أولوية لحماية البيئة والتعامل مع الكوارث الطبيعية والصحة والطيران المدني، وقضايا إنفاذ القانون، مثل تهريب المخدرات. وذكرت هافانا أن الحوار سيتطرّق بعد ذلك الى مسائل أكثر صعوبة، تطاول حقوق الانسان وتهريب البشر وتغيير المناخ والأوبئة. وتعترض كوبا أيضاً على البثّ الإذاعي والتلفزيوني المناهض للشيوعيين المُوجّه لأراضيها، واحتلال الولاياتالمتحدة خليج غوانتانامو حيث قاعدة عسكرية أميركية تضمّ معسكر اعتقال لمتهمين بالإرهاب، بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. لكن هافانا لم تحاول وضع هذه القضايا على جدول الأعمال، اذ أنها تدابير فرضتها الولاياتالمتحدة في شكل أحادي. وأيّدت إدارة أوباما البثّ التلفزيوني والاذاعي الموجّه لكوبا، وأعلنت مراراً أن قضية غوانتانامو ليست مطروحة للنقاش مع الكوبيين. وأعلنت الخارجية الأميركية ان المحادثات «كانت شاملة وصريحة ومفصلة، وجرت في جوّ من اللباقة والاحترام». وأشارت الى «أن المجتمعين ناقشوا جدولاً زمنياً أولياً للبحث في مسائل تتضمن حقوق الانسان ومكافحة تهريب البشر والمطالبات والهجرة والمخدرات، ومواضيع تنظيمية والتعاون في مجال البيئة، والطيران المدني والاتصالات والإنترنت والبريد المباشر». في هايتي، زار السفير الكوبي ريكاردو غارسيا وخمسة أطباء متعاونين كوبيين سفينة مستشفى ضخمة تابعة للجيش الاميركي راسية في بور أو برنس في مهمة انسانية، ما أتاح لقاءً يُعتبر سابقة مع نظيرته الاميركية باميلا وايت. وقال غارسيا إنه «تلقّى الدعوة بسرور»، معتبراً انها «زيارة تاريخية في سياق استئناف العلاقات الديبلوماسية بين كوباوالولاياتالمتحدة». وأبدت وايت «سعادة شديدة»، وزادت: «لم أعتقد إطلاقاً بأنني سأرى يوماً يمكنني فيه التباحث مع السفير الكوبي في حدث رسمي».