اطلق البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارة راعوية تستمر ثلاثة أيام لمنطقة عاليه، سلسلة مواقف، ركز فيها على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع ما يمكن». بدأ الراعي جولته امس بزيارة جمعية الرسالة الاجتماعية يرافقه راعي أبرشية بيروت وتوابعها للموارنة المطران بولس مطر، واستقبله وزير الزراعة أكرم شهيب، النواب فادي الهبر، هنري الحلو وفؤاد السعد، وفاعليات. وقال شهيب: «بهذه الزيارة تضيفون مدماكاً جديداً الى بناء المصالحة والثقة والمحبة المتبادلة التي أرستها في العام 2001 الزيارة التاريخية للمختارة والجبل والتي وضعت أسس المصالحة، زيارة البطريرك نصر الله صفير الطيب الذكر، والتي اعادت الجبل الى الجبل». وقال: «نحن مؤمنون معكم بأن مفتاح حل أزمتنا هو انتخاب رئيس للبلاد، وتعزيز المؤسسات وتأمين مصالح الناس، ونطمئنكم الى اننا في هذا الجبل سنبقى الصورة السليمة للوحدة الوطنية، ونسعى لكي تكون كما الجبل صورة الوطن. الخوف يا صاحب الغبطة اننا أصبحنا في زمن كثر من المسؤولين لا يريدون أن يسمعوا أو يقرأوا أو يفهموا إلا التعطيل، في وقت ما أحوجنا الى التعاون والمنطق». وأثنى الراعي على جهود شهيب لحمل «كرة النار بين يديه، وهي خريطة للمشكلة التي يعاني منها لبنان اليوم، ونرجو من المسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم». وأضاف: «نتطلع الى التعاون الوثيق بين أبناء الجبل، وأوجه تحية الى أخي البطريرك صفير لأنه حمل هدفاً أساسياً هو المصالحة التي بدأها في الجبل ووليد بك جنبلاط، ونحن نواصل هذا الخط». وقال: «لبنان يمر بحال مرض ولكنه لن يموت، وهو سيشفى بالارادة الوطنية الطيبة. ويؤسفنا اننا نعيش فراغاً في السقف. مشكلة النفايات اولية لأنها تتعلق بصحة شعب، وهناك باب واحد لحل كل مشاكل لبنان هو انتخاب رئيس، فمن هنا ينتظم كل شيء ويعود المجلس الى عمله وتجرى الانتخابات النيابية». وانتقل الراعي الى كنيسة مار انطونيوس، وأمل بأن تكون «خطة الوزير شهيب مدخلاً الى اللامركزية». وقال: «نحيي الشباب الذين يتظاهرون كباراً وصغاراً ونحيي المضربين عن الطعام، ونشكرهم لأنهم يطالبون بوضع حدّ للفساد وبأن تستعيد الدولة مسؤولياتها، يقولون اننا لا نقبل ان يعود لبنان الى الوراء، واما انا فأقول لهم ان يصوّبوا المطالب نحو مطلب اساسي لكل الامور وهو انتخاب رئيس في اسرع ما يمكن». وتوجه الراعي الى حسينية كيفون، وكان في استقباله محمود قماطي ممثلاً «حزب الله» ومحمد داغر ممثلاً «حركة امل» وفاعليات. وقال: «اللقاء في هذا المكان جعلنا نجدد ايماننا المشترك بأن الهوية اللبنانية تكونت من المسلمين والمسيحيين، وعلى رغم كل الازمات والاصطفافات، لم نسمع الا هذا «اللبنان الذي يجب ان نعيش فيه معاً مسلمين ومسيحيين، ولا يجوز ان تنال الاختيارات السياسية منه». كفى فراغاً ينال من موقع بلدنا وفي بيصور تقدمت موكب الراعي فرقة من الخيالة ترفع الاعلام اللبنانية، واستقبله الى جانب المشايخ والفاعليات النائب غازي العريضي. وقال: «تبنون مدماكاً فوق مدماك للمصالحة الوطنية فبوحدة الجبل اللبناني وحدة كل لبنان». وقال: «كفى فراغاً في الرئاسة لانه ينال من كرامتنا الوطنية ومن موقع لبنان بين الدول. ومن هنا نعلن ايماننا بلبنان التنوع المنفتح الرسالة والجسر بين الشرق والغرب». وتوجه البطريرك الى كنيسة مار جرجس للروم الارثوذكس في سوق الغرب، ولفت إلى أن «العالم يعيش التنوع بدءاً من العالم العربي الذي يعيش حرباً ضروساً، ولكن لبنان، مع كل مشاكله، لا يزال يحمل الرسالة التي قالها البابا يوحنا في الشرق والغرب، لبنان هو نموذج للتعددية، وكلنا يجب ان يعمل ليحافظ على اطار هذه الرسالة ألا وهي الدولة اللبنانية». وفي مجدليا قال الراعي: «حرام ان يكون لبنان العنفوان مطموراً بالنفايات، واعتبر خريطة شهيب «طريقاً للتخلص من وصمة العار على جبين اللبنانيين». ثم انتقل الى بلدة دفون، ومنها الى دارة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن في البنيه حيث كان في استقباله قضاة المذهب الدرزي، وحشد من الاهالي. وقال الشيخ حسن: «نقدر عالياً اختتام جرح الشحار الغربي عموماً وكفرمتى خصوصاً بجهد مشترك جمع سلفك البطريرك صفير ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط». وحث على «اداء الواجب والتزام المسؤولية من قبل نواب الامة في انتخاب رئيس جمهوريتنا». ورد الراعي بكلمة دعا فيها السياسيين الى أن «يتمثلوا بأبناء الجبل، ويطووا الصفحة ويتصالحوا وينتخبوا رئيساً»، وأشار الى ان «احداً لم يُغلق باب المجلس النيابي، لكن المجلس لا يستطيع ان يلتقي وان يُشرّع، ما يعني ان بغياب الرئيس تتعطّل المؤسسات». وشدد على انه «لسنا من مستوى النفايات، فنحن شعب فيه قيم وتاريخ وحضارة وثقافة، لذلك نأمل بأن يتحمل المسؤولون المسؤولية تجاه ازمة النفايات». وبعد لقائه رئيس «الحزب الديموقراطي» النائب طلال ارسلان في كفرمتى، شدد على «أن تبنى حياة الشعوب على العقل والدين». اما ارسلان فلفت الى ان «هذا اللقاء التاريخي يأتي تتويجاً كريماً لسلسلة المصالحات الوطنية والانسانية في الجبل». وأكد «انه والنائب جنبلاط يتفقان عل التوجه الوطني في الجبل «ونعقد العزم سوية على مواكبته وإنجاحه».