أعلن الجيش المصري أمس إطلاق «عملية عسكرية شاملة» على مدن الشيخ زويد ورفح والعريش في شمال سيناء، بهدف «القضاء على العناصر المسلحة» التي تتمركز هناك، مشيراً إلى أن اليوم الأول للعملية أسفر عن قتل 29 وتدمير مقراتهم، فيما قُتل ضابط وجندي بانفجار عبوة ناسفة. وبدا من البيان الذي أصدره الجيش مساء أول من أمس وحمل توقيع القيادة العامة للقوات المسلحة، أن الجيش قرر تطوير عملياته لمطاردة جماعة «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، إذ حرص البيان على تأكيد أن العملية التي أطلق عليها اسم «حق الشهيد» ستكون «شاملة» على مدن الشيخ زويد ورفح والعريش. ويعني هذا أن العملية ستعتمد تكثيف المداهمات في المدن الثلاث ومحيطها، بعدما كانت العمليات العسكرية التي استمرت أكثر من عامين «نوعية» وتعتمد على المعلومات الاستخباراتية. وبدا من البيان أن العملية ستعتمد على القوات البرية، إذ أشار إلى أن عناصر من الجيش الثاني الميداني مدعومة بعناصر من قوتي الصاعقة والتدخل السريع، وبمعاونة من قوات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة، بدأت في تنفيذ العملية. ولم يشر إلى مشاركة سلاح الطيران الذي يشارك عادة بمروحيات «أباتشي» القتالية. وحدد هدف العملية ب «اقتلاع جذور الإرهاب» من سيناء. وأفاد بأن «تكثيفاً جرى للمكامن في المناطق الحيوية» لمنع تسلل مسلحين، وقال إن «قوات الجيش كثفت إجراءات تأمين الأهداف الحيوية والمرافق والممتلكات العامة والخاصة في شمال سيناء والطرق المؤدية إليها». وأوضح البيان أن قوات الجيش نفذت عملية «دهم للبؤر الإرهابية والقضاء على العناصر التكفيرية التي تتحصن بها»، مشيراً إلى أن «النتائج الأولية للحملة أسفرت عن قتل 29 عنصراً إرهابياً وتدمير المناطق التي يتمركزون فيها، إضافة إلى عدد من السيارات والأدوات التي تستخدم في عملياتهم الإجرامية». ولفت إلى أن قوات الجيش «قامت بتطهير المواقع والمنشآت والطرق الرئيسة من العبوات الناسفة التي قامت العناصر الإرهابية بنشرها في تلك المناطق». ولفت إلى أنه «خلال مداهمة إحدى البؤر الإرهابية انفجرت عبوة ناسفة استهدفت إحدى مركبات الجيش»، ما أسفر عن مقتل ضابط وجندي وإصابة 4 آخرين. وتعهد «مواصلة عمليات تدمير وملاحقة العناصر الإرهابية والإجرامية بإصرار لا يلين لتحقيق أمن الوطن وتأمين شعب مصر من شرور الإرهابيين». وقالت وزارة الداخلية إن قوات قسم شرطة مدينة نخل في شمال سيناء تمكنت من ضبط مطلوب محكوم عليه في قضيتين (24 سنة) خلال قيادته سيارة نقل من دون لوحات معدنية، وعثر في حوزته على بندقية آلية و8 طلقات. وفي بيان آخر، أعلنت الوزارة أنها تمكنت من «ضبط 19 من القيادات الوسطى لتنظيم الإخوان والموالين لهم، في إطار المتابعات الأمنية المكثفة وتوجيه الضربات الأمنية الاستباقية، كما أسفرت الجهود الأمنية لإجهاض تحركات أعضاء لجان العمليات النوعية في الإخوان التي تستهدف قوات الجيش والشرطة والمنشآت المهمة عن ضبط 11 من أعضاء تلك اللجان». إلى ذلك، وصلت إلى الجانب المصري من معبر رفح البري أمس دفعة من ألفي حاج من قطاع غزة في طريقهم إلى السعودية لأداء فريضة الحج هذا العام. وقال مسؤولون في المعبر إن السلطات المصرية قررت تشغيله لمدة ثلاثة أيام بدأت أول من أمس لمغادرة الحجاج الفلسطينيين غزة في طريقهم إلى الأراضي المقدسة عبر ميناء رفح البري ومطار القاهرة. ولفت مسؤول إلى أن «الفوج الأول وصل إلى الأراضي المصرية من غزة ويبلغ قوامه نحو 800 حاج وحاجة سيتم إنهاء إجراءات وصولهم ومغادرتهم للأراضي المصرية وتوجههم بحافلات سياحية من المعبر الحدودي إلى مطار القاهرة في توقيت متزامن لمغادرة الرحلات الجوية التي ستقلهم للسعودية عبر مطار القاهرة لتوفير الوقت وتجنب الإرهاق من الانتظار لساعات إلى حين اقلاع الرحلات الخاصة بهم».