تاريخ طويل من قصة الصحافة الرياضية الفرنسية والعالمية بلورته صحيفة «ليكيب» (ترجمتها الفريق) منذ عددها الأول الذي صدر في 28 شباط (فبراير) 1946، مطلقاً رحلة مميزة في عالم الأحداث الرياضية الكبرى وصحافتها. منذ البداية، أراد ناشرو «ليكيب» وفي مقدمهم جاك غوديه أن تشكّل خطاً مختلفاً في الصحافة الرياضية يتخطى محيطها الداخلي، الى آفاق أوروبية مع تبلّور الاحتراف الرياضي بعد الحرب العالمية الثانية، اذ أسهمت الصحيفة في الترويج لإطلاق أحداث رياضية كبرى، في مقدمها كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، الحدث العالمي الأبرز ل «المستديرة» بعد بطولة العالم. وتبنّت دورة فرنسا للدراجات من خلال فكرة «القميص» الأصفر الذي يمنح للمتصدّر انسجاماً مع الورق الأصفر اللون الذي كان يغلّف أعدادها كل أثنين. والى الاهتمام بكرة القدم والرغبي والدراجات، أولت الصحيفة الواسعة الانتشار عناية خاصة أيضاً بالرياضة الميكانيكية، والألعاب الأولمبية وألعاب القوى. وصدر العدد ال20 ألفاً وعلى صفحته الأولى صور 18 نجماً وبطلاً أسهموا في دورة التحرير اليومية وحلقة الإنتاج والطباعة، وعكسوا أيضاً آراءهم وتحليلاتهم على صفحاته ال32 الملونة. كما تضمّن العدد ملحقاً من 8 صفحات خصص للملاعب العصرية وتصاميمها شرحها المهندس المعماري جان نوفيل الحائز على جوائز وتنويهات عالمية عدة، منها جائزة بريتزكر التي تعادل «أوسكار» السينما. وأشار نوفيل الى المفهوم الجديد للملاعب وجمالها الهندسي لتكون متعة للعين ومنسجمة مع محيطها، وتشكّل ملتقى اجتماعياً تفاعلياً. وكتب افتتاحية العدد التاريخي جان كلود كيلي الفائز بثلاث ميداليات ذهبية في الدورة الأولمبية الشتوية «غرونوبل 1968»، وتطرّق الى الرياضة «موثقة الصلة والعلاقات، ومسرح الاحتفال الدائم وتجاوز الذات» فضلاً عن «أهميتها في المجتمع وتفاعل الإعلام الرياضي معها ومواكبته لأحداثها». وتعدى اسم «ليكيب» في العقود الماضية «اليومية» التي تضمّ كوكبة من الصحافيين «المجتهدين»، الى مؤسسة متكاملة ودار نشر تصدر دوريات متخصصة عدة منها مجلة «فرانس فوتبول» الأسبوعية الشهيرة، التي تعتبر المرجع الأول لأخبار كرة القدم، كما تعرف بجائزتها «الكرة الذهبية» التي تمنح سنوياً لأفضل لاعب في الدوريات الأوروبية، ومجلة «ليكيب ماغازين» التي تشكّل كل يوم سبت ملحقاً للصحيفة وتعنى بالتحقيقات والمقابلات المطوّلة والمشوّقة، ومجلة «فيلو» (الدراجة). وباتت ليكيب «منظومة» إعلامية تأقلمت سريعاً مع التطور التكنولوجي الذي شهده عالم الاتصالات، اذ تقدّم خدمات إعلامية على مدار الساعة عبر مواقعها الإلكترونية وتلفزيونها الخاص وباب خدمة الرسائل القصيرة، فضلاً عن تمرّسها في الإصدارات الخاصة والكتب التوثيقية، وخدمات الصور وتنظيم الرحلات المواكبة للفرق الفرنسية في مشاركاتها الخارجية، وعزز موقعها إقبال إعلاني على الافادة من انتشارها. واشتهرت ليكيب بمواكبتها الخاصة للأحداث العالمية الكبرى فاضحت مرجعاً موثوقاً، فمثلاً نقلت جزءاً كبيراً من قدرتها التحريرية والإنتاجية الى بكين، واحتلت مساحة كبيرة في المركز الإعلامي الخاص بالألعاب الأولمبية في آب (أغسطس) الماضي، حيث تولى التغطية والإنتاج أكثر من 50 صحافياً ومصوراً وفنياً، كانوا يرسلون الصفحات منجزة عبر الإنترنت لتُجمع مع باقي أجزاء العدد في باريس. ومؤرخو الصحافة الرياضية يتوقفون دائماً عند «محطة» ليكيب التي حققت فتحاً منذ أعدادها الأولى، بما يسمّى «الأدب الرياضي»، لا سيما أن فريق عملها ضمّ «أقلاماً» نقلت الكتابة الرياضية الى مجالات أرحب، وشجعت على إطلاق مسابقات وجوائز في هذا الإطار، وعززت نشر الكتب المتخصصة وبعضها تناول الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للحركة الرياضية، فضلاً عن كشف خفايا وفضائح. ولم يغب تقليد الاستفتاءات السنوية لأفضل الرياضيين عن العدد التاريخي، وقد عكس رأي «الصحافيين النجوم» الذين اختاروا أسطورة الملاكمة الأميركي محمد علي (67 سنة) في المركز الأول، ومنحوه 36 نقطة. وحلّ نجم كرة السلة الأميركي مايكل جوردان (46سنة) ثانياً ب29 نقطة، والعداء الأميركي كارل لويس (44 سنة) ثالثاً ب27 نقطة. واكتفى إسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه (69 سنة) بالمركز الرابع ب20 نقطة. وطبعاً هذا الاختيار «الفني» قد يخالف في معظمه آراء الجمهور.