جدد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري دعوته الحكومة اللبنانية الى عدم المشاركة في القمة العربية التي ستعقد في «كنف النظام الليبي» على خلفية اتهام زعيمها معمر القذافي بتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، معتبراً أن المشاركة تمكن القذافي «من غسل يديه من جرائمه وإخفاء بصماته عن كل ارهابه». وأشار بري خلال رعايته افتتاح المؤتمر الدولي الثاني ل «مستشفى الزهراء الجامعي» في بيروت، الى أن السيد الصدر «غادر مع رفيقيه الى ليبيا تلبية لدعوة رسمية من رئيس نظامها فاستقبلوه في الزنازين»، مذكراً القادة العرب بأن «الإمام الصدر غيّب في ليبيا وهو يسعى الى عقد قمة عربية». وقال: «أطالب لبنان بالامتناع عن المشاركة في قمة الإحباط العربي في بنغازي، اطالب القادة العرب بإيجاد الوسيلة المناسبة التي تجعلهم خارج المسؤولية عن أفعال نظام التجزئة، النظام الذي اغتال مفهوم الوحدة والتضامن على مساحة الوطن العربي وأفريقيا وأشعل النار في ثوب النظام العربي من تشاد الى الصومال فدارفور». ورد في كلمته على التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة ضدّ لبنان، مؤكداً ان «تفكير اسرائيل بالهرب الى الأمام على حساب لبنان لن يكون نزهة كما لم تكن كذلك في تموز (يوليو) 2006، وستكون غلطة شاطر او مغرور، ومعروف ان اسرائيل ستسبب كالعادة بالكثير من المجازر والدمار لكن النتيجة الوحيدة ستكون الهزيمة والفشل الاستراتيجي، ولن تستطيع تفكيك الجبهة الداخلية وإيجاد شرح بين المقاومة والجيش والمقاومة والوطن على رغم ما يثار من حين الى آخر حول سلاح المقاومة». وأضاف: «اسرائيل لا يمكن ان تكسب رهانها على الجبهة الشمالية وستفشل في مشروعها البعيد المدى لتهويد الدولة والقدس وإجبار الفلسطينيين على ترانسفير جديد وتحويل غزة الى مخيم كبير واقتلاع الفلسطينيين من الضفة الغربية»، مناشداً الفلسطينيين من كل الفئات والفصائل انهاء خلافاتهم، قائلاً لهم: «من كانت اسرائيل عدوه فهو كاف. كفى، وصلنا الى حدود الكفر». وفي الشأن الداخلي، اكد بري «الاستمرار في نضالنا الديموقراطي وصولاً الى لبنان العدالة والمشاركة، ونقول لإخواننا في الوطن: لا أحد يعتقد أننا نريد هيمنة طائفة على أخرى أو هيمنة طوائف على اخرى انما نريد هيمنة ال 18 طائفة»، معتبراً أن «فساد الحكم في لبنان ناتج من نظام الطائفية السياسية وهي علة العلل». وجدد بري اثارته موضوع النفط في البحر، موضحاً أن «دراسات المسح الأخيرة أكدت أن حجم الكميات لدينا يساوي 3 اضعاف النفط أمام ساحل فلسطين الذي بدأت اسرائيل بإنتاجه الآن، وهي 308 بلايين برميل نفط و220 تريليون قدم مكعب غاز»، موضحاً أنه بحث الأمر مع رئيس الحكومة سعد الحريري «للإسراع في جعل لبنان أحد أكبر الدول في انتائج النفط». وقال: «هذا واقع ويجب ان نخطو الخطوة الأولى وهو مجالنا لسداد الدين». وأضاف: «اننا مع اخواننا في الوطن الذين احتشدوا في الرابع عشر من شباط (فبراير)، نريد العبور إلى الدولة ولكن شرط ان يكون معنى ذلك الاعتراف بأن الدولة التي كانت تحكمنا قد سقطت من دون رجعة»، معتبراً أن «العبور الى الدولة يحتاج الى الإيمان بأننا نريد لبنان واحداً أرضاً وشعباً ومؤسسات، وأن نكون مشاركين متساوين مهما حصل في الماضي القريب والبعيد وأن يكون لبنان عصرياً لا يملك فيه أحد حق الفيتو». وقال: «أنا أعلم الواقع وقد نصل الى إلغاء الطائفية بعد 40 سنة، لكننا نريد لبنان لاطائفياً ووطناً لا يقبل الاعتداءات عليه، وجيشاً مزوداً بمنظومات وأسلحة متطورة للدفاع في مستوى الأخطار التي تهدد الوطن ولا يعتبر المقاومة تهمة». واعتبر أن «مسيرة الألف ميل نحو لبنان الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعيية والأمنية تبدأ بتجسيد قناعة أن الطائفية السياسية علة العلل ولا بد من تشكيل الهيئة العليا لإلغائها ليس باعتبارها واجباً دستورياً فحسب بل وطنياً». وأوضح أن الهيئة ستضم كل الفئات وستكون على غرار هيئة الحوار الوطني وتتخذ قراراتها بالإجماع، مؤكداً أن «كل غايتنا ان نحافظ على الطوائف والابتعاد عن الاتجار بالطائفية». ورأى أن «الاهتزاز الذي يتعرض له لبنان ليس فقط من اسرائيل بل من مواقف سياسية تريد اعادته الى الوراء 60 عاماً»، مشدداً على أن «لا أحد في لبنان يملك حق النقض على القرارات الوطنية». واعتبر أن «على الجميع تسهيل الانتقال السلمي»، مؤكداً أن «لا التهديدات الإسرائيلية ولا الاهتزازات السياسية المفتعلة ستعيق حركة لبنان الى الأمام». وقال: «كما كان نموذجاً للمقاومة، بدأ يتحول الى نموذج نقدي ومالي على خلفية نجاحه في عبور الأزمة العالمية دون اضرار مباشرة، وإنه لولا البيروقراطية والفساد لكان لبنان الصورة الأنصع لنظام منطقته المالي، وهذا يستدعي تصحيح الواقع وشطب لبنان عن جدول مؤشر الدين الخارجي لا ان يحتل المرتبة 41 عالمياً وال 14 بين الدولة النامية». وتطرق بري الى مسألة الطائرة الأثيوبية المنكوبة و «بقاء جناح لبنان المغترب معلقاً بين الأرض والفضاء»، داعياً الى «انشاء هيئة ادارة الكوارث المقترحة منذ اعوام ومن دون اي تأخير، وإنشاء الهيئة العامة للطيران المدني التي صدر قانونها منذ سنوات». وأشاد بدور الجيش اللبناني وجهوده، شاكراً لكل من بذل وحاول وعاون من أي جنسية كانت «مساهمته في عملية الإنقاذ وهي في حد ذاتها منتهى الألم والوجع».