أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أهمية العلاقات السعودية - الأميركية، وخلال لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض أمس، أشار الملك سلمان، إلى أن المملكة «تعتزم التعاون مع أميركا لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط»، مشيداً باستمرار العلاقات التاريخية بين الرياضوواشنطن منذ ثمانية عقود. وقال الملك سلمان: «يهمنا تحقيق الاستقرار لمصلحة شعوب الشرق الأوسط، والتعاون في كل الأعمال وتعزيز المصالح المشتركة والتعاون السياسي»، مؤكداً: «سنستمر في علاقاتنا لما يفيد السلم العالمي، ويهمنا الاستقرار في المنطقة». من جهته، رحب الرئيس أوباما بزيارة الملك سلمان لواشنطن، وأكد أن أميركا والسعودية «يمكنهما بحث التحول السياسي لحل الأزمة السورية، وسنبحث مع الملك سلمان التصدي لأنشطة إيران، التي تزعزع استقرار المنطقة، ونشاطر السعودية القلق تجاه الوضع في سورية». ولفت أوباما إلى أنه سيواصل، مع خادم الحرمين، «التعاون لمواجهة الإرهاب في العالم»، معتبراً أن بلاده تشارك السعودية القلق لما يحصل في اليمن. ولفت أوباما إلى أن زيارة الملك سلمان لأميركا «مؤشر للصداقة بين البلدين». إلى ذلك، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن الرئيس الأميركي اعترف، خلال لقائه خادم الحرمين الشريفين أمس، للسعودية بالدور الريادي الذي تقوم به. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي عقده بعد القمة السعودية الأميركية، أن أوباما أكد لخادم الحرمين الشريفين أن العقوبات يمكن أن تفرض على إيران من جديد في حال لم تلتزم بالاتفاق النووي بينها وبين الغرب، مؤكداً أن الاتفاق سيمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. ولفت الجبير إلى أن القمة بحثت تسليم السعودية أنظمة دفاعية متطورة، والتعاون العسكري بشكل عام، إضافة إلى بحث التعاون في مكافحة الإرهاب. وناقش الزعيمان - بحسب وزير الخارجية - سبل حل الأزمة اليمنية سلمياً وفقاً لقرار مجلس الأمن الذي يدعم الشرعية. وفي الشأن السوري قال الجبير إن الملك سلمان بن عبدالعزيز جدد للرئيس الأميركي تأكيد مسؤولية بشار الأسد عن ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية والعراق، إضافة إلى مسؤوليته عن قتل أكثر من 300 ألف، بينهم أطفال ونساء. ولفت الجبير إلى أن الدعم العسكري الروسي للأسد، إن صح، سيشكل تهديداً خطراً. مشدداً على أن موقف المملكة بالنسبة لسورية لم يتغير والحل يشمل رحيل الأسد، وذلك وفقاً لبيان «جنيف1». وعن زيارة الملك سلمان إلى مصر، قال وزير الخارجية: «لا علم لدي بزيارة لخادم الحرمين الشريفين إلى مصر، هناك دعوة من الرئيس المصري، لكن هناك تنسيق يجري مع مصر بخصوص الزيارة». مشيراً في الوقت نفسه إلى أن السعودية لاتزال تبحث مع الدول العربية تشكيل قوة مشتركة تحت مظلة «الجامعة العربية». وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بدأ زيارة رسمية إلى واشنطن أول من أمس، والتقى في مقر إقامته بعد وصوله وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وجرى خلال اللقاء - بحسب وكالة الأنباء السعودية - استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. ويأتي انعقاد القمة السعودية - الأميركية، سعياً لمزيد من الدعم في مواجهة إيران فيما تهدف الإدارة الأميركية إلى استغلال الزيارة التاريخية في تعزيز العلاقات مع المملكة بعد فترة من التوتر. وقال أنتوني كوردسمان وهو محلل في شؤون الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: «الدولتان شريكتان استراتيجيتان وثيقتان رغم اختلافاتهما، وتحتاجان إلى بعضهما البعض». لكنه قال: «إن إدارة أوباما في حاجة إلى طمأنة حلفائها وتعزيز التزامها بهذه الشراكة»، خصوصاً في ضوء مخاوف السعودية بشأن الاتفاق النووي مع إيران». وذكر البيت الأبيض في تصريح أمس، أن أوباما سيناقش مع الملك سلمان أسواق الطاقة العالمية أثناء الزيارة.