سيطرت المخاوف على طالبات مدرسة ابتدائية في محافظة الخرج خلال الأيام الماضية، إثر انتشار خبر إصابة والد طالبتين تدرسان في المدرسة ذاتها بفايروس كورونا، إضافة إلى وفاة جدتهما، إثر إصابتها بالمرض ذاته. وسط أنباء عن استقبال مستشفيات المحافظة حالات اشتباه بالمرض. وقررت طالبات الامتناع عن الحضور إلى المدرسة، بموافقة ذويهن. وطاولت المخاوف المعلمات أيضاً. وقالت وكيلة ابتدائية السهباء نادية الدليمي ل«الحياة»: «منذ لحظة إدراك إدارة المدرسة إصابة والد طالبتين تدرسان في الصفوف الدنيا، بمرض «كورونا» ووجوده في قسم العناية المركزة، ووفاة جدتهما بالمرض ذاته، عمدنا إلى التواصل مع الوحدة الصحية، وقسم الصحة المدرسية، والمشرفة الإدارية في مكتب الإشراف، وتفعيل الإجراءات اللازمة إزاء ذلك». وأضافت: «نعيش منذ الأسبوع الماضي حال استنفار، بسبب إصابة والد الطالبتين. وسعينا للتأكد من خلو الطالبتين من الإصابة». وطالبت وكيلة المدرسة وأولياء الأمور المؤسسات الطبية بمنح الطالبات والطلاب في مختلف المدارس المُشتبه في إصابتهم ب«كورونا»، إجازة لا تقل عن 10 أيام، حتى يتم التأكد من سلامتهم، وكذلك من يعانون من أمراض «العنقز» و«الجدري»، لخطورة هذه الأمراض. من جهتها، أوضحت مديرة المدرسة خيرية المطيري أنه «منذ سماعي خبر إصابة والد الطالبتين ب«كورونا»، ووفاة جدتهما الأسبوع الماضي، بادرت إلى التواصل مع والدة الطالبتين، اللتين تدرسان في الصفين الأول والثاني الابتدائي. وطلبت منها عدم حضور بنتيها إلى المدرسة، حتى يصدر تقرير طبي، يؤكد خلوهما من المرض، وعدم حملهما الفايروس». وأشارت مديرة المدرسة إلى تواصلها مع قسم الصحة المدرسية والوحدة الصحية، التي قامت بتحويل الطالبتين إلى مستشفى الملك خالد، الذي أصدر تقريراً أكد خلوهما من المرض، وذلك بعد فحوصات أجريت على الطالبتين. وأضافت: «تواصلنا مع المركز الصحي، لإلقاء محاضرة عن «كورونا»، وعقمنا المدرسة، ووضعنا البخور في مختلف مرافقها». إلى ذلك، شهد كل من مستشفى الملك خالد، ومستشفى الأمير سلمان بن محمد في الدلم، حالات اشتباه متعددة ب«كورونا»، انتهت حصيلتها إلى حالتي إصابة، ووفاة واحدة منهما. وقال مصدر في مستشفى الدلم: «تعاملنا مع أربع حالات اشتباه بفايروس كورونا خلال الأيام الماضية، وقمنا بسحب العينات منها، وإرسالها إلى وزارة الصحة في الرياض». وأضاف: «أظهرت نتائج الفحوصات سلامة أصحابها، في الوقت الذي أكدت فيه التحاليل إصابة سيدتين بمرض كورونا، قبل أكثر من أسبوعين. وتم تحويلهما إلى الرياض»، موضحاً أن «الحالة الأولى لسيدة «سبعينية»، وأخرى لزوجة أصيبت بالمرض، إثر مخالطتها زوجها المصاب». وأكد المصدر أن «إدارة مستشفى الدلم اتخذت مجمل الإجراءات والاحتياطات اللازمة، ورفعت الجاهزية لاستقبال الحالات المُشتبه فيها والمصابة ب«كورونا»، من خلال تدريب الطاقم الطبي، ومختلف العاملين على طريقة التعامل الصحي مع الحالة، والاهتمام بالتعقيم ونظافة المكان». وأشار إلى قيامهم بجولات تفتيشية، «للتأكد من مدى استعداد الكادر والعاملين لاستقبال الحالات وقدرتهم على حماية أنفسهم أيضاً من الإصابة بالمرض، وأضاف: «عمدت إدارة المستشفى إلى توعية مختلف الفئات بطبيعة «كورونا» وأعراضه وطرق الوقاية منه، من خلال إقامة المحاضرات في مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية». من جهة أخرى، قالت لجنة من الخبراء في منظمة الصحة العالمية أول من أمس (الخميس)، إن الحكومات لا تتعاون على الوجه الأكمل لمكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فايروس كورونا). وأكدت اللجنة أن الفايروس «لايزال في حال انتشار، بسبب غياب الوعي في شأن مخاطره، وعدم مجابهة المرض، وأيضاً عدم بذل مساع كافية لاحتوائه في المستشفيات». «الصحة العالمية»: التعاون الحكومي «ضعيف» أوضحت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة، التي تجتمع بشكل دوري للبحث في حشد رد دولي لمكافحة المرض، في بيان أصدرته، أن «الحكومات لا تلتزم بصورة كاملة بنصائحها، فيما لا تقوم بعض الدول بواجبها، في ما يتعلق بإبلاغ المنظمة بظهور حالات جديدة». وأشارت اللجنة إلى أن الحالات التي لا تظهر فيها الأعراض، والتي تأكدت إصابتها بالمرض، «لا يتم الإبلاغ عنها عادة وفقاً للمعايير». ولفتت إلى أنه «لا يجري إشراك مراكز البحث العلمي ومواقع الترصد الفايروسي في الوقت المناسب». وأضافت: «لم يتحقق تقدم ملائم فيما يتعلق - على سبيل المثال - بفهم كيفية انتقال الفايروس من الحيوان إلى الإنسان، وبين البشر في عدد من الحالات». وتشعر اللجنة بخيبة الأمل ل«عدم توافر معلومات من قطاع الثروة الحيوانية». وذكرت أنها تسعى إلى «تنبيه سلطات الصحة العامة، ووكالات صحة الحيوان، والهيئات الزراعية إلى المخاطر الجمة على الصحة العامة، التي يشكلها المرض». ودعت هذه الهيئات إلى التعاون والتنسيق فيما بينها على الصعيد الدولي. وظهرت أول حالة إصابة بشرية بالمرض في منطقة الشرق الأوسط عام 2012، وهو ينجم عن فايروس ينتمي إلى نفس السلالة التي تسببت في تفش فتاك لالتهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) في الصين عام 2003. ولا يوجد علاج ولا لقاح مضاد لفايروس كورونا. وتم إبلاغ المنظمة الدولية ب1493 حالة مؤكدة معملياً، منها 527 حالة وفاة على الأقل منذ أيلول (سبتمبر) من عام 2012. وتركزت معظم حالات الإصابة في السعودية، إذ أصيب أكثر من 1200 شخص.