اعتبر رئيس الوزراء حيدر العبادي المؤتمر الذي عقد في الدوحة «يمس السيادة العراقية» لأنه جاء من دون تنسيق مع الحكومة، فيما دافع رئيس البرلمان سليم الجبوري وهو من «الحزب الإسلامي» (الإخوان) عن زيارة قطر بالتزامن مع انعقاد المؤتمر. وأعلن نواب البدء في جمع تواقيع لإقالته بسبب الزيارة. وكانت «الحياة» كشفت الأسبوع الماضي عن أن قوى دينية وسياسية سنية معارضة ومشاركة في العملية السياسية ستعقد مؤتمراً في الدوحة لتوحيد الصف، ما أثار ردود فعل غاضبة ضد المؤتمرين. وقال العبادي في بيان أمس، إن «المؤتمر المنعقد في قطر جاء من دون التنسيق المسبق مع العراق، وهذا الأمر يعتبر شأناً عراقياً يمس السيادة، وقد دعونا الأطراف السياسية الى تجسيد وحدة الموقف الوطني». وأضاف أن العراق «حريص على بناء علاقات إيجابية منفتحة مع دول الإقليم ولكننا نرفض التدخل في الشؤون الداخلية لبلدنا، ونؤكد ضرورة احترام سيادة العراق ودستوره ومراعاة السياقات الرسمية في التعامل معه». وأضاف: «في الوقت الذي يثمن العراق مساعدة الدول العربية والإقليمية والدولية في حربنا ضد داعش، نؤكد عزمنا على المضي قدماً في المصالحة الوطنية لكل العراقيين بكل مكوناتهم، والتعاون لبناء عراق قوي قادر على تخطي المرحلة الى مستقبل أفضل يليق بالعراقيين وإرثهم الحضاري». وأعلن فصيلا «الجيش الإسلامي» و «المجلس العسكري العام لثوار العراق» عدم مشاركتهما في مؤتمر الدوحة لأنه «يبعثر الصف السني». وأصدر الجبوري بياناً توضيحياً حول زيارته الدوحة التي تزامنت مع انعقاد المؤتمر، وقال إن «الزيارة التي استمرت ثماني ساعات جاءت بناء على دعوة رسمية لتعزيز العلاقات الثنائية، خصوصاً أنها تمر في مرحلة نضوج ديبلوماسي وتبادل سفراء، وتوقيت الزيارة في هذه المرحلة داعم وفاعل لتطوير هذه العلاقة وتمتينها لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين»، وأكد عدم لقائه أي شخصية عراقية من داخل أو خارج العملية السياسية. وزاد أن «الزيارة تمت بعد تحاور مسبق مع قيادات في الدولة العراقية وهي ليست سرية ولا تحمل طابعاً شخصياً»، ولفت الى أن «الإطار العام الذي تمحورت حوله النقاشات هو دعم العملية السياسية والمصالحة الوطنية واحترام سيادة العراق والتأكيد أن أي مشروع مصالحة ينبغي أن يكون على أراضيه وضمن إطار احترام الدستور وقد أكد المسؤولون القطريون حرصهم ودعمهم هذا المبدأ ودعمهم». وتابع: «على رغم تأكيدنا دقة هذا الأمر فإننا نقول إن الاتصال أو اللقاء بأي طرف من المعارضة السياسية هو من صميم واجب رئيس البرلمان بوصفه رئيس السلطة التشريعية في البلاد ومعني بدرجة كبرى بدعم مشروع المصالحة الوطنية. وقد تمخضت الزيارة عن مخرجات مهمة منها وعد قطري بدعم العملية السياسية والمصالحة الوطنية وحضورها مؤتمر مكافحة الإرهاب في العراق، وتأكيد زيارة رئيس الوزراء القطريبغداد تلبية لدعوة». ومن المقرر أن يزور الجبوري طهران بعد الدوحة، وقالت النائب عن «اتحاد القوى الوطنية» إن توجهه إلى إيران يأتي «لتوطيد العلاقة بين البلدين»، واستبعدت لجوء نواب إلى «جمع تواقيع لمحاسبة أو إقالة الجبوري»، مشيرة الى أن العراق «يحتاج الى توطيد العلاقات مع دول الجوار». لكن نواباً من كتلة «دولة القانون» أعلنوا جمع أكثر من 100 توقيع لمحاسبة وإقالة الجبوري بسبب زيارته قطر، واتهموه بالمشاركة في مؤتمر معارض للعملية السياسية.