عائض العقيلي، عيسى الخلف، ومحمد وصالح وخالد وعبدالله وتركي، وأتوقع أن معهم كل الأسماء التي تعرفون في قاموسنا المحلي أرسلوا لي مجتمعين ومنفردين رسائل عن معاناتهم كخريجين للكليات الصحية التابعة لوزارة الصحة لم يتم توظيفهم حتى الآن. في رسائلهم يعتقدون انهم لم يعملوا «بسبب الإهمال والتهميش لطلاب وطالبات الكليات والمعاهد الصحية»، ثم يضيفون: «في ظل التناقض الذي تعيشه وزارة الصحة بعد تصريح وزير الصحة الأخير بأن القوى العاملة الوطنية شحيحة ونادرة مع أننا موجودون في كومبيوتر الوزارة وعددنا لا يقل عن 2500 طالب وطالبة من جميع التخصصات الصحية منذ أكثر من سنة». شخصياً لم اطلع على تصريح وزير الصحة، لكني أحسبه يتحدث عن الاستشاريين والأطباء فلا يمكن تعميم قوله على جميع التخصصات، لكن ذلك لا يعفي الوزارة من أحد أمرين، الأول تعيينهم في تخصصاتهم، وفي أماكن يمارسون بالفعل فيها ما تعلموه إن كانت الوزارة واثقة من التعليم الذي وضعت مقرراته النظرية والعملية وأشرفت على تنفيذه، أو وهذا أقل ما يجب أن تلحقهم بالأماكن المتوقع أن تستوعبهم مستقبلاً ليجلسوا بجوار الإخوة والأصدقاء المتعاقدين ويتعلمون منهم ويكتسبون الخبرات ميدانياً حتى لو من دون أجور، إذا كان هناك نية صادقة للإحلال والسعودة. الشباب تابعوا الصحافة العالمية فأحدهم يقول: «أخي القهر أنني أرى وترى أنت أيضاً كم لدينا من عجز هائل في الكوادر السعودية والوزارة للأسف تتجاهلنا وأيضاً تضع إعلانات كبيرة وكثيرة في مصر والفلبين وكندا ووووو لكونها تحتاج إلى كوادر صحية!» انتهى كلامه، ولا أظن الوزارة تعلن مباشرة لكن ربما مكاتب التوظيف تقوم مقامها، والشاهد أن الاستقدام ربما يكون ملحاً في تخصصات ومستويات تأهيل معينة، لكن هذه المستويات لن يصل إليها أبناؤنا إذا استمرت معاملتهم على أنهم رقم وظيفي ينتظر الشاغر من دون تحديد وتقنين مهمة العمل والتخصص. ويبقى تساؤل أو تخمين حول رأي الوزارة في هذه الكليات والمعاهد، الحكومية بالدرجة الأولى ثم الخاصة، هل هي مقتنعة بالمستوى العلمي والعملي لخريجيها؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فالحق على «الطليان»، وإذا كانت بلا فالحق أيضاً على «الطليان». أخيراً المس في رسائل الشباب رسوخ فكرة التوظيف من أجل الراتب والمعيشة، أو من أجل الوظيفة بذاتها، وهذا مشروع ومفهوم، لكني تمنيت أن أجد بينهم من يبحث عن العمل في مهنته وتخصصه لشغف عنده، أو حب لتخصصه، او رغبة حقيقية في أن يكون رقماً تنموياً بشرياً يضيف إلى علومنا وخبراتنا، وليس فقط رقماً وظيفياً نحمله على الرواتب، وعلى المستشفيات، ونظل وإياه ووطننا ومواطنينا ندور في الساقي من دون أن نرتوي يوماً ما. [email protected]