تبددت تباشير صرف «أمانة جدة» مرتبي شهري محرم وصفر إلى موظفيها في برنامج «حمى الضنك»، أمس، إلى «نذر» تطيّر منها الموظفون، خصوصاً بعد أن فوجئوا بطلب مسؤولي «الأمانة» منهم التوقيع على عقود جديدة، جهّزت لهم خصوصاً بعد أن هالهم خفض «الأمانة» مرتباتهم الشهرية بنسبة وصلت إلى 50 في المئة، مع «اشتراطها» تنازل كل موظف عن سنوات خدمته السابقة، ما دفع «جلّ» الموظفين إلى رفض التوقيع على العقود الجديدة، التي حوت بنداً لصرف بدل خطر للموظفين، لم يتجاوز ال 200 ريال، كما خلت من بند «التأمين» الذي وعدت «أمانة جدة» بتنفيذه في بيان صحافي صدر عنها، (تعهّدت بتوقيع عقود رسمية ونظامية). وداخل مقر «الأمانة»، احتج موظفو برنامج «حمى الضنك» على القرارات الخاصة بعقودهم، وطالبوا بتدخل «جهات عليا» لحل مشكلاتهم مع «أمانة جدة»، التي انتهت إلى خفض رواتبهم إلى النصف، الأمر الذي عصف بأحلامهم التي بنوها على وعود «مسؤولي الأمانة» بتحسين أوضاعهم، بعد إبرام عقود نظامية معهم. وقال الموظف (ع م) ل «الحياة»: إنه فوجئ (كبقية زملائه) بقرار الأمانة خفض الرواتب إلى النصف تقريباً، مشيراً إلى خفض راتبه من 4000 ريال إلى 2810 ريالات، وكشف رفضه توقيع العقد الجديد، «بسبب غياب الحقوق الوظيفية التي وعد بها المسؤولون في الأمانة». وأضاف أنه أُبلغ بأن مدة العقد لا تتجاوز ثلاثة أشهر، في حين تسقط سنوات الخدمة التي عملها في برنامج مكافحة حمى الضنك، مشيراً إلى أن الشروط الجديدة لا تتناسب مع طبيعة العمل وما قدمه الموظفون من جهد كبير خلال السنوات الماضية. موضحاً أنه بدأ العمل في وظيفة فني مكافحة حمى الضنك، قبل أن يتدرج حتى صار مشرفاً ميدانياً، إضافة إلى عمله كمدرب للموظفين الجدد، «وبعد كل هذا، كوفئت بخفض مرتبي الشهري، وعرض إبرام عقد تطوعي معي أُمنح من خلاله بدل خطر لا يتعدى 200 ريال، من دون أن أحصل على تأمين، أو غيره من الأمور التي وُعدنا بتنفيذها سابقاً». ويوافقه الرأي الموظف (س أ) إذ طالب بتدخل «جهات عليا» لحل مشكلتهم، خصوصاً أن رد المسؤولين في أمانة محافظة جدة على استياء عدد من موظفي حملة «حمى الضنك»، كان «غير مقبول»، واتهم لغة مسؤولي الأمانة في التعاطي مع القضية ب «المتحدية، إذ صادرت جهدنا طوال سنوات عملنا». وقال ل «الحياة»: «كنا نتوقع أن تصدق وعود مسؤولي الأمانة لكنهم فاجأونا بتغيير كبير سواء في مسمى العقود أو في مدتها أو من خلال خفض الرواتب إلى النصف تقريباً، الأمر الذي سيؤدي إلى توقف الكثير من الموظفين عن العمل». وتساءل عن مصير بعض الموظفين الذين يعتمدون على مرتباتهم لرعاية أسرهم، وكيفية تيسير أمورهم بتلك المرتبات الزهيدة. ولفت إلى تحديد صلاحية العقود التي عرضت عليهم بمدة ثلاثة أشهر وستة أشهر على أن تجدد تلقائياً، ما لم يحدث الموظف مشكلة، مشيراً إلى أنها مخالفة للنظام، خصوصاً أنهم سعوديون، منوهاً إلى فقدان مصداقية «الأمانة» في أوساط الموظفين الذين باتت مرتباتهم لا تتجاوز ال 2800 ريال. من جهته، أكد الموظف (ر أ) أن الموظفين يعتزمون مقاضاة «أمانة جدة» نظير عدم التزامها بالأنظمة التي وعدت بتطبيقها في عقودهم، في حال أصرت «الأخيرة» على العقود الجديدة، ولفت إلى أن الوضع أصبح مختلفاً كلياً في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن عقودهم غير مجزية في ظل الأعمال التي يقومون بها، إضافة إلى أن مشكلاتهم مع الأمانة لن يتم حلها سوى من طريق الجهات العليا. وطالب بتدخل المسؤولين وحل هذه المشكلة سواء من جهة توقيع عقودهم أو من جهة خفض رواتبهم. في المقابل، رفض عدد من موظفي البرنامج أمس توقيع العقود الجديدة بحجة أنها لم تكن حسب تصريحات ووعود المسؤولين في الأمانة، إذ رفض «جلّهم» فيما وقع «بعضهم» على العقود الجديدة. وسبق أن وصف عدد من موظفي «برنامج حمى الضنك»، وعود الأمانة ب «المتناقضة»، وأكدوا أن «أمانة جدة» تناقض نفسها من خلال بيانين (حصلت «الحياة» على نسختين منهما) أصدرتهما بشأن معالجة أوضاعهم العملية. وأكدوا أن البيان الأول تضمن وعوداً بإبرام عقود وظيفية رسمية معهم بدءأً من السبت الماضي، فيما جاء البيان الثاني الذي أصدرته أول من أمس الأحد، وعوداً بإحلالهم في وظائف بعقود رسمية خلال الفترات المقبلة، مشيراً إلى أن ذلك الإجراء سيستغرق بعض الوقت. وكانت أمانة جدة أكدت في البيان الثاني الذي بعثت بنسخة منه إلى «الحياة» أول من أمس، أنها لم تخلف وعودها بتصحيح أوضاع موظفيها العاملين في برنامج حمى الضنك، حيث أكدت «الامانة» أن موظفي «حمى الضنك» هم أبناء الأمانة وقدموا الكثير من الخدمات والجهود الجليلة في برنامج مكافحة الضنك وهو ما تقدره الأمانة جيداً. وكان العشرات من موظفي أمانة محافظة جدة تجمعوا في بحر الأسبوع الماضي، داخل أحد أحياء المحافظة الساحلية، وهددوا بالتوقف عن العمل، في حال لم تلب طلباتهم التي لا تزال «معلّقة»، إذ طالب الموظفون المتوقفون عن العمل بعد «ركن» سيارات «الأمانة» بتدخل المسؤولين، ووقف تصرفات رؤسائهم غير السعوديين، التي انتهت بعدم تسليمهم رواتبهم منذ شهر محرم الماضي، مشيرين إلى أن المسؤولين رفضوا تنفيذ الكثير من مطالبهم. و حمّل الموظفون أمانة جدة ما يحدث لهم من أضرار بسبب مهنتهم التي تحتم عليهم القيام باستخدام مواد سامة، إضافة إلى أن الأجهزة التي تستخدم تعاني من أعطال كثيرة، وتتسبب في تسرب المبيدات إليهم.