مع عودة الحركة إلى طبيعتها في قلب بيروت أمس، بعد حال الفوضى التي سادت الليل قبل الفائت في مجمّع اللعازارية بعدما احتلت مجموعة من «حملة طلعت ريحتكم» مكاتب وزارة البيئة، عزّزت وزارة الداخلية عناصر قوى الأمن في محيط الوزارة ومدخليها. وتمركزت أمامها فرقة الفهود، بمؤازرة سرية من فوج إطفاء بيروت وعناصر من الدفاع المدني، تحسباً لأي حدث مفاجئ. وقررت حملة «طلعت ريحتكم» اتّباع «عنصر المباغتة والقيام بتكتيكات تربك الدولة ومؤسساتها»، بحسب احد المنظمين الذي قال ل«الحياة»: «أننا سنعتمد هذا الأسلوب بعدما أثبتنا نجاحنا من خلال حجم التظاهرات السابقة». ومن ساحة رياض الصلح، أكّدت نعمت بدرالدين ل «الحياة» في اعتصام نفذته حملة «بدنا نحاسب» تعرّضها للعنف من قبل قوة مكافحة الشغب لإجبارها على الخروج من وزارة البيئة. وجددت المطالب التي على وقعها تتحرك الحملة. مواكب سيارة ل «الوطني الحر» وفيما يتحضّر منظمّو تحرك «29 آب» إلى التظاهر في 9 الجاري في ساحة الشهداء، بالتزامن مع انعقاد طاولة الحوار، لم تحسم حملة «طلعت ريحتكم» أمرها في المشاركة كما أكد مروان معلوف ل «الحياة». واستبق «التيار الوطني الحر» الموعد المحدد غداً لتظاهرته في ساحة الشهداء للمطالبة بتحقيق مطالبه وأهمها انتخابات رئاسية فورية من الشعب وقانون انتخابي عصري، بإطلاق مواكب سيارة من أمام مقره في سن الفيل جابت بعض مناطق بيروت. وتحدّث الناشط المستقل مارك ضو ل«الحياة» عن أن «التحرك في 9 الجاري يهدف إلى تنظيم المشاركة الشعبية بجديّة في إطار جامع للارتقاء بنوعية التنسيق والوصول إلى نتائج ملموسة»، لافتاً إلى «تشكيل لجنة تنسيق بالتعاون مع مجموعات وحملات مشاركة في التظاهرات السابقة لتوحيد المسار العام». وأعلنت «هيئة التنسيق النقابية» المشاركة في التظاهرة في 9 الجاري ل«مطالبة المتحاروين الذين سيشاركون بالدعوة التي أطلقها الرئيس نبيه بري، بانتظام عمل المؤسسات الدستورية وإدراج القضايا الحياتية والاقتصادية وفي مقدمها سلسلة الرتب والرواتب». ودعا «الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين» العمال في القطاعين العام والخاص إلى المشاركة في التحرك. وأطلع وزير البيئة محمد المشنوق رئيس الحكومة تمام سلام على ما حصل في الوزارة، لافتاً إلى أن سلام «شد على أيدي جميع العاملين في الوزارة ازاء ما تعرضوا إليه». وكرر المشنوق أن مطالبته بالاستقالة «استهدفت الشخص الغلط». وواصل وزير الزراعة أكرم شهيب المكلف من سلام ترؤّس لجنة من الخبراء وأصحاب الاختصاص للنظر في ملف النفايات واقتراح مخارج وحلول فورية، اجتماعاته مع لجنة خبراء بيئيين و«حزب الخضر» و«الحركة البيئية اللبنانية» بهدف عرض إستراتيجية الإدارة السليمة بيئياً للنفايات المنزلية. وفي تعليقه على حركة شهيب قال مروان معلوف (طلعت ريحتكم) ل«الحياة» أن «الوزير شهيب ليس مؤهلاً لإدارة ملف النفايات». والتقى وزير الاتصالات بطرس حرب وفداً من رؤساء اتحادات بلديات عكار برئاسة أحمد المير الذي أوضح «جئنا بعدما سمعنا عن أموال الصندوق البلدي المستقل العائدة لنا من الخليوي، ووضعنا الوزير في صورة الحديث عن تحميل عكار عبء النفايات». وأكد أن «كل بلديات عكار وفاعلياتها لا يقبلون بهذا الأمر إلا إذا وصلتهم حقوقهم من أموال الخليوي والصندوق البلدي المستقل»، موضحاً أن حرب «أبدى التجاوب الكلي معنا وأتصل وظهرت الأرقام بشفافية وعرفنا حصتنا». وسجلت مواقف سياسية محذرة من استغلال الحراك الشعبي، فأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن «من يستقرىء في مسار التحركات، يرى أن هناك أمراً ليس بريئاً». أما وزير الإعلام رمزي جريج فطالب المعتصمين ب «ألا تبلغ هتافاتهم حد شتم أي شخصية ولا الحكومة». وطالب ب «إجراء التحقيق حول ما جرى في وزارة البيئة». ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية أنطوان زهرا أن «احتلال مرفق عام لا يمكن القبول به ومن واجب السلطات منع الدخول إلى مرفق عام غير مصرح به». وقال: «المعتصمون يغامرون بأهداف جميلة وراقية عند التحدث عن العصيان المدني».