نظّم «المنتدى المصري لأمراض الكبد» مؤتمراً في القاهرة أخيراً، ناقش بحوثاً في علاج تليّف الكبد، في حضور خبراء من جامعات مصرية عدة. وتحدث الدكتور عبدالحميد أباظة مساعد وزير الصحة المصري، في المؤتمر، مؤكداً أن الفترة المقبلة ستشهد تحسناً كبيراً في الحال الصحية لمرضى الكبد المصريين، وذلك من خلال برنامج علاج فيروسات الكبد الذي نجح في خفض الإصابة بالفيروسيات من نوع «سي» C بنسبة 20 في المئة. وحاضرت الدكتورة سوسن عبدالمنعم نائبة رئيس المؤتمر، عن الجديد في علاج فيروس الكبد من النوع «بي» B، مشيرة إلى أن السنة الماضية شهدت دخول عدد من الأدوية التي تستخدم في السيطرة على هذا الفيروس، بعدما أجازها «مكتب الأغذية والأدوية» الأميركي. وأوضحت أن هذه الأدوية تهدف إلى تقليل نسبة الفيروس في الدم. وأشارت إلى دراسة ظهرت أخيراً في تايوان، شملت 3600 مريض بفيروس «بي» جرت متابعتهم ل 11 عاماً. وأظهرت هذه الدراسة وجود علاقة بين نسبة الفيروس في الدم وبين حدوث تليّف في الكبد ومن ثم إصابته بالسرطان. وألقى الدكتور محمد عبدالغني أستاذ أمراض القلب في جامعة القاهرة محاضرة عن العلاقة بين أمراض القلب والكبد، مؤكّداً أن هناك علاقة تبادلية بين هذين العضوين. وقال: «القلب يتأثر في حال وجود تليّف في الكبد، فتحدث فيه بعض التغيرات مثل انخفاض ضغط الدم وارتفاع النبض وحدوث خلل في دوائره الكهربائية... لا تظهر هذه الأمور إلا بعد التعامل مع الكبد جراحياً، فيصبح المريض بالكبد مريضاً بالقلب أيضاً، ولكن البحوث أكدت أن تحسن وظائف الكبد يحسن من حالة القلب المعتل». وأضاف أن العلماء لاحظوا قديماً ندرة وجود تصلب في شرايين القلب التاجية لمرضى الفشل الكبدي، وحديثاً اكتشفوا أنه عند حدوث فشل الكبد وارتفاع نسبة الصفراء في الدم تعمل هذه المادة الصفراوية على وقاية القلب من تصلب الشرايين والأزمات القلبية. وقدم الدكتور محمد محيي الدين عوض أستاذ الجهاز الهضمي والكبد في جامعة قناة السويس، بحثاً عن الاعتلال الدماغي البسيط، مُشيراً إلى ان البحوث أثبتت أنه يصيب 80 في المئة من مرضى تليّف الكبد، وموضحاً أن ذلك الاعتلال يساهم في حوادث السير في بلد مثل مصر، لأنه يؤثر سلباً في الأداء الذهني للمريض. وقال: «لا توجد تحاليل طبية تكشف وجود هذا الاعتلال، لكن يمكن تشخيصه ببعض الاختبارات النفسية». ونصح محيي الدين بإجراء أشعة بالموجات فوق الصوتية لكل من يتقدم لاستخراج رخصة قيادة للكشف عن وجود تليّف في الكبد. وألقى الدكتور أسامة أبو الفتوح أستاذ الكبد والجهاز الهضمي في كلية الطب في جامعة عين شمس، محاضرة عن ال «انترفيرون المديد المفعول» Long Acting Interferon معتبراً إياه من أبرز المستجدات في علاج تليّف الكبد. وأضاف أن هناك ارتفاعاً في معدل الإصابة بالفيروس (سي) في بعض المناطق، ومنها الشرق الأوسط، نتيجة قلة الوعي بطرق انتقاله، في حين أن المعدل نفسه ثابت في أميركا أو يتجه إلى الانخفاض. وأشار أبو الفتوح إلى طريقة جديدة لعلاج تليّف الكبد الناتج من الإصابة بفيروس «سي» تتمثل في استخدام مادة «سيليمارين»، وهي مادة طبيعية يتناولها المريض كي تساعد على نمو خلايا الكبد وتحميها من التليّف، وينصح بها كبديل للانترفيرون من طريق الحقن. وتناول الدكتور أسامة حتة أستاذ الأشعة التداخلية في كلية الطب في جامعة عين شمس الطرق الحديثة لعلاج أورام الكبد الخبيثة من طريق حقن وريد الكبد بحبيبات دقيقة بعد خلطها بالعلاج الكيميائي، مبيّناً أن هذه الطريقة حققت نتائج إيجابية. وتحدث الدكتور هشام الغزالي أستاذ علاج الأورام في كلية الطب في جامعة عين شمس عن علاج أورام الكبد والعلاج الإشعاعي الثلاثي الأبعاد.