أصيب شخص واحد على الأقل بجروح في انفجار سيارة مفخخة في وسط العاصمة الليبية اليوم (الإثنين) قرب مكاتب شركة «مليتة» للنفط والغاز التي تملك مجموعة «إيني» الإيطالية حصة فيها، ما تسبب بأضرار في الأبنية المحيطة بموقع التفجير. وقال مسؤول أمني في طرابلس، الخاضعة لسلطة حكومة غير معترف بها دولياً، إن «شخصاً واحداً أصيب على الاقل بجروح في انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة في منطقة الظهرة وسط العاصمة». وانفجرت السيارة على بعد أمتار من مكاتب شركة «مليتة» للنفط والغاز، وهي شركة مختلطة تملكها بالتساوي «مؤسسة النفط الليبية» الحكومية ومجموعة «إيني» الإيطالية للطاقة. ويقع في الشارع نفسه فرع لمصرف «الجمهورية» الحكومي، وفرع لمكتب بريد ليبيا، وتضم المنطقة عدة سفارات عربية وأجنبية، بينها السفارتان السعودية والهولندية. وأدى انفجار السيارة إلى أضرار في مبنى شركة «مليتة» وفي مبنى مصرف «الجمهورية» والأبنية المحيطة، وتناثر الزجاج على أرض الشارع وتحطمت نوافذ وأبواب هذه الأبنية. واكتظ موقع التفجير بعناصر الأمن الذين عمد بعضهم إلى تغطية وجوههم، فيما كانت سيارة إطفاء أخمدت حرائق اندلعت بعيد التفجير ما تزال في موقعها. ولم تتبن أي جهة حتى الآن هذا التفجير. وتعيش ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 على وقع فوضى أمنية ونزاع على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل عام بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دولياً في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة مجموعات مسلحة بعضها إسلامية تحت مسمى «فجر ليبيا». وتخوض القوات الموالية للطرفين معارك يومية في مناطق عدة من ليبيا قتل فيها المئات منذ تموز (يوليو) من العام 2014. ووفرت الفوضى الأمنية الناتجة من هذا النزاع موطئ قدم لجماعات متشددة في ليبيا بينها الفرع الليبي لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) الذي يسيطر على مدينة سرت (450 كيلومتر شرق طرابلس) ومطارها. وتبنى هذا التنظيم تفجيرات عدة في العاصمة الليبية على مدى الأشهر الماضية، استهدفت في معظمها سفارات أجنبية وعربية، علماً بأن هذه السفارات أغلقت أبوابها منذ اندلاع النزاع على السلطة قبل عام. وبعيد تفجير السيارة المفخخة، دعت الحكومة في طرابلس في بيان نشرته على موقعها «جميع المواطنين بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وكتائب الثوار، والتبليغ عن كل حالة يشتبه فيها»، وتعهدت «بملاحقة الأيدي الخبيثة التي تستهدف أمن المواطنين»، مشددة على أن «العاصمة طرابلس خط أحمر». من جهتها، رأت الحكومة المعترف بها دولياً والتي تعمل من مدينة البيضاء في شرق ليبيا، أن التفجير يمثل «عملاً إرهابياً يهدف إلى ترويع ساكني المدينة» التي رأت أنها «مختطفة من قبل العصابات».