قُتل جندي أوكراني وجُرح حوالى مئة أمس، في مواجهات بين الشرطة وقوميين متطرفين خارج مبنى البرلمان في كييف، بعدما صوّت النواب في قراءة أولى، على منح الشرق الانفصالي حكماً ذاتياً أوسع. وقال أنطون غيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف: «توفي جندي من الحرس الوطني، بعد إصابته بعيار ناري في قلبه. إضافة الى استخدامهم عبوات، استخدم المحرّضون أسلحة نارية، وأطلقوا النار سراً». وكان أفاكوف أعلن «جرح حوالى 90 شخصاً أمام البرلمان»، متهماً اعضاء من حزب «سفوبودا» (الحرية) القومي بإلقاء «عبوات ناسفة» على قوات الأمن. واشار الى «توقيف اكثر من 30 شخصاً»، وسأل زعيم «سفوبودا» أوليه تياهنيبوك: «ما الفارق بين سفوبودا والأنذال الذين يطلقون النار على حرسنا الوطني على الجبهة» في مواجهة الانفصاليين الموالين لموسكو شرق أوكرانيا؟ واندلعت الصدامات أمام مبنى البرلمان، بعدما صوّت 265 نائباً من أصل 450، في قراءة اولى، على مشروع قانون ل»اللامركزية» يمنح الشرق الانفصالي حكماً ذاتياً أوسع، على أمل اضعاف تلك النزعة ونزاع أسفر عن مقتل حوالى 6800 شخص. المؤيدون زادوا 39 صوتاً على العدد المطلوب لإقرار مشروع القانون الذي تدعمه الكتلة السياسية للرئيس بيترو بوروشينكو والحكومة. لكن الجلسة كانت صاخبة، اذ اعترض نواب على مشروع القانون، معتبرين انه «معاد لأوكرانيا» و»مؤيد» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما عرقلوا الوصول الى المنصة في البرلمان، هاتفين «العار». ورأى المعارضون، وبينهم ثلاثة أحزاب من الائتلاف الحاكم في البرلمان، أن تعديل الدستور سيؤدي الى تهديد سيادة اوكرانيا واستقلالها، ما أثار تساؤلات عن قدرة بوروشينكو على حشد الأصوات ال300 المطلوبة لإقرار القانون في قراءة ثانية أخيرة هذه السنة. وقالت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التي تتزعم أحد تلك الأحزاب: «هذا ليس طريقاً إلى السلام، ولا إلى اللامركزية. هذه عملية عكسية تماماً، ما سيؤدي إلى فقدان أراضي جديدة» شرق أوكرانيا. لكن رئيس البرلمان فلاديمير غرويسمان نفى مخاوف من أن يؤدي التعديل الدستوري الى خسارة منطقة دونيتسك الانفصالية، قائلاً: «ليس هناك تلميح من الفيديرالية. أوكرانيا كانت وستبقى دولة موحدة». وتُعتبر الموافقة على تشريع بمنح مدينتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليّتين، وضعاً خاصاً، جزءاً اساسياً قي اتفاق السلام المُبرم في مينسك عاصمة بيلاروسيا في شباط (فبراير) الماضي. في موسكو، أعلن المستشار في الكرملين يوري أوشاكوف أن وزراء خارجية روسياوأوكرانيا وألمانيا وفرنسا سيلتقون منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل، لمناقشة النزاع في أوكرانيا. الى ذلك، أعلن الجيش البولندي وصول مقاتلتين أميركيتين من طراز «إف-22» إلى بولندا، في مهمة تدريبية تستمر يوماً، وذلك في إطار جهود واشنطن لطمأنة حلفائها القلقين من التدخل الروسي في أوكرانيا. وانطلقت المقاتلتان من قاعدة «سبانغدالم» الالمانية وهبطتا في قاعدة «لاسك» الجوية وسط بولندا حيث تتمركز مقاتلات من طراز «اف-16» للجيش البولندي. ووصول المقاتلتين هو جزء من أول مهمة تنفذها «إف-22» في أوروبا، حيث ستجري أربع منها تدريبات مع القوات الجوية الحليفة. وقال ناطق باسم الجيش البولندي: «تجري «الولاياتالمتحدة استطلاعاً لقدرات تشغيل هذا النوع من المقاتلات، في مطار دولة حليفة». ونشرت الولاياتالمتحدة هذه المقاتلات في اليابان وكوريا الجنوبية، لكن ليس في أوروبا.