تسبب نقص المناهج في إرباك العملية التعليمية في مدارس البنين والبنات كافة، ما جعل إدارات التعليم في المناطق والمحافظات تطالب مديري المدارس بنسخ بعض الروابط الإلكترونية وتحميلها وتوزيعها على الطلاب والطالبات، وأضحى النقص هاجساً يؤرق أولياء الأمور. وأوضحت وزارة التعليم أن النقص في المناهج الدراسية يكمن في مادتي الرياضيات والعلوم للصف الثالث الابتدائي، ومادتي العلوم والرياضيات للمستوى الثالث - النظام الفصلي - والتعليم الثانوي العام، وأيضاً الصف الثاني الثانوي - المستوى الثالث للنظام الفصلي. واعترف المشرف العام على وكالة المناهج والبرامج التربوية في وزارة التعليم، في تعميم (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، وجهه إلى جميع مديري التعليم في المناطق ومحافظات المملكة، بتأخر النسخ الورقية من كتب الرياضيات والعلوم للصفين الثالث الابتدائي والثاني الثانوي للنظام الفصلي، والعلوم والرياضيات للمستوى الثالث للنظام الفصلي للتعليم الثانوي، مطالباً إياهم بتخصيص روابط إلكترونية ونسخها وتحميلها وتوزيعها على الطلاب والطالبات إلى حين وصول الكتب الورقية. وغرد وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل بتطبيق «حقيبتين» للكتب المدرسية على الأجهزة اللوحية، وجعلها كتباً تفاعلية تخضع للتحديث المستمر من وزارته، وأنها تعتبر من البدائل التعليمية التي أشاد بها في كلمته عن بداية الدراسة، إلا أن ردود الفعل لم تكن في معظمها إيجابية، فيما تذمر أولياء أمور من عدم الاستفادة من حضور أبنائهم إلى المدارس، إذ اتضح لهم عدم جاهزيتها لاستقبال أبنائهم، إضافة إلى أعباء النقل المدرسي ومحدوديته، وجاءت بعض الردود المتعلقة بالتطبيق الجديد موضحة عدداً من العيوب الفنية في التطبيق ذاته، وأشار بعضهم إلى صعوبة في طريقة إيجاده أو الحصول عليه في المتجرين «آبل وأندرويد»، ولم تحمل تغريدة الوزير روابط تحميل التطبيق، مكتفية باسمه فحسب. وقالت معلمة المرحلة الابتدائية نوف العصاي، إن المناهج الدراسية لم تكتمل، وهناك نقص في مادتي العلوم والرياضيات للصف الثالث الابتدائي، ما حدا بهم إلى القيام بتصويرها وتسليمها للطالبات، لصعوبة توافرها. وأكدت في حديث إلى «الحياة» أن المعلمات يجتهدن لتوضيح بعض النقاط الغامضة في المناهج الصعبة، وطالبت بأن يكون هناك تواصل مباشر بين مسؤولي إدارة التعليم والمدارس، مبينة أن وسائل التواصل بين المدارس والمراكز الإشرافية النسائية معدومة ولا تستطيع المعلمة التوصل للإدارة. بدوره، أكد المعلم عايض محمد ل«الحياة» أن هناك نقصاً في المناهج الدراسية، مثل الرياضيات والعلوم للصف الثالث، واللغة الإنكليزية، وقال إنهم: «يقومون بتصويرها وتوزيعها على الطلاب»، وأضاف أنهم يعملون على جرد المناهج الدراسية الناقصة، ثم يرفعونها في بيان متسلسل إلى إدارة التعليم لإبلاغهم، ولكن - على حد قوله - ننتظر فترات طويلة حتى تصل الكتب إلى المدرسة. وعلمت «الحياة» أن إدارة تعليم الرياض أرسلت رسائل نصية إلى مديري ومديرات مدارس المنطقة للبنين والبنات كافة، تطالبهم بطباعة المناهج الدراسية على نفقة موازنة المدرسة وتوزيعها على الطلاب والطالبات. وأوضحت إدارة تعليم الرياض ل«الحياة» أنه سيتم خلال الأسبوع الجاري توزيع الكتب الناقصة على المرحلة الابتدائية في الرياض، فيما سيتم مطلع الأسبوع المقبل استكمال توزيع مقررات المرحلة الثانوية بشكل كامل. يذكر أن «الحياة» تواصلت مع المدير العام للتعليم في منطقة الرياض محمد عبدالله المرشد للتعليق على أسباب نقص المناهج في مدارس منطقة الرياض التعليمية، إلا أنها لم تتلق رداً.