تملك كل واحدة من نساء برنامج «مدرسة تعليم قيادة اسلامية» الذي يعرض على قناة «بي بي سي الثانية» قصتها المعبرة الخاصة، والتي توجّه الاضواء الى ظاهرة اجتماعية معروفة في المجتمع البريطاني. فالبرنامج الذي يرافق مجموعة من النساء المسلمات في تدربهن للحصول على اجازات السوق، يذهب ابعد من هذه «المرافقة»، ليقدم بعضاً من تاريخ هؤلاء النسوة وهواجسهن وأحلامهن، والتي ستسهل اجازة السوق تحقيق بعضها! وإذا كانت غالبية نساء البرنامج آتيات من اصول آسيوية مسلمة، الا ان البرنامج يفرد مساحة كبيرة ايضاً، للمسلمات البريطانيات اللواتي اعتنقن الاسلام في السنوات الماضية، ويعرض ايضاً بعضاً من مشاكل هؤلاء الغائبة عن الإعلام الشعبي. وعلى رغم ان النساء المسلمات اخترن التدرب على ايدي مدربين ومدربات من اصول اسلامية، الا ان الدين، لا يحضر كثيراً اثناء التدريبات التي يسجلها البرنامج البريطاني. فالحوارات التي تكشف واقع حياة هؤلاء النساء، تجرى في شكل منفصل مع فريق البرنامج. ومن القصص التي عرضها البرنامج، قصة الفتاة ذات الاصول الآسيوية التي ذهبت مع اهلها الى باكستان، لتجد انهم اعدوا لها زواجاً من احد اقربائها. لكنها عندما عادت الى بريطانيا، رأت ان الزواج المرتب لا يصلح لها، فقررت رفضه والاتجاه الى سوق العمل. وإذا كانت اجازة السوق تعني لهذه الشابة وسواها مزيداً من الحرية، او زيادة لفرص الحصول على عمل، الا انها تمثّل لبعضهم ايضاً بخاصة المنقبات، طريقه للابتعاد من اعين ركاب النقل العام الذين لم يعتادوا تماماً على الزي الاسلامي المتشدد، وغير الشائع في عدد من الدول الاسلامية نفسها. وفي سياق متصل يذهب برنامج «باسم الله»، وهو برنامج اسلامي آخر يقدم في اوروبا كالسابق، ولكن تعرضه هذه المرة شاشة القناة البلجيكية الاولى. فحلقته الاولى، مثلاً، سلطت الضوء على المسلمات البلجيكيات اللواتي دخلن الاسلام حديثاً. وبحسب هذا البرنامج، تتحول ثلاث بلجيكيات يومياً الى الاسلام. لذا يرافق البرنامج إحداهن بعدما تزوجت من احد المسلمين الذين يعيشون في هذا البلد الاوروبي. وتذهب هذه الحلقة التلفزيونية البلجيكية، ابعد قليلاً من البرنامج البريطاني، فهي تجتهد في عرض كل التعقيدات التي ترافق قراراً شخصياً بالتحول الى دين آخر. من هنا تذهب مقدمة البرنامج مع الفتاة المسلمة الى عائلتها البلجيكية التي تواجه صعوبة كبيرة في تقبل الانقلاب الكبير في حياة ابنتها ولباسها وخياراتها الجديدة. وتحاول الحلقة ايضاً، ان تدخل الى عالم زواج المسلمات الجديدات من عرب او مسلمين، فتسلط الضوء على تأثير علاقتهن بهؤلاء الشبان في تحولهن الى الاسلام. فمثلاً الضيفة الرئيسة في الحلقة أغرمت بالشاب المسلم بعد التعرف اليه من طريق الانترنت. وقد اصبحت هذه الطريقة في التعارف رائجة في صفوف الفتيات الاوروبيات اللواتي يقترنّ بالشباب المهاجر. ولكن ذات لحظة يبدو ان سياق الحلقة يصطدم (من دون نية مسبقة على الارجح) مع الجهة الممولة للجمعية النسائية البلجيكية التي تقدم الدعم المعنوي للمسلمات الجديدات. فالمقابلة مع المرأة الآتية من الشرق الاوسط، والتي تمثل الجهة الداعمة، تتوقف عند تلك اللحظة، إذ تفطن المرأة العربية الى ان الحديث مع جهة اعلامية اوروبية امر غير مستحب، ولهذا لا يسعها ان تكمل. الواقع ان هذا الموقف الذي من شأنه ان يحيط عمل الجمعية بارتياب، كان يمكن تجبنه بشفافية، من دون ذلك التوقف المباغت، إذ نعرف ان هذا النوع من الشفافية بات مطلوباً وسط مناخ يحاول ان ينظر بكل ارتياب الى اي شيء قد يخرج عن المألوف، بما في ذلك توقف فتاة فجأة عن مواصلة حديثها. أياً يكن الامر، وعلى رغم ان مثل هذه البرامج، تقدم احياناً بعضاً من الصور النمطية التي تحيط بالمسلمين في اوروبا، إلا ان الأثر العام الذي تتركه، يستحق الاشادة. فهي تقدم غالباً قصصاً انسانية عن مسلمين يجتهدون للحصول على حياة هادئة منتجة في اوطانهم الجديدة.