طهران، باريس، واشنطن، جنيف - أ ب، رويترز، أ ف ب - وصف مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي المعارضة في إيران بأنها «عدوة للثورة»، داعياً إياها إلى انتهاز فرصة مشاركة «عشرات ملايين» الأشخاص في مسيرات إحياء الذكرى الحادية والثلاثين للثورة الخميس الماضي، ل «العودة إلى رشدها». وحض الغرب على إدراك فشل «مساعيه للسيطرة على إيران». وإذ شدد الغرب على أن إقناع الصين يشكل سبيلاً الى فرض عقوبات إضافية على إيران بسبب برنامجها النووي، اعتبر الرئيس محمود أحمدي نجاد ان بلاده تشكّل خط الدفاع الثاني بعد روسيا في مواجهة «حلف شمال الأطلسي» الساعي إلى التمدد شرقاً. وسخرت طهران من تشكيك واشنطن وباريس في قدرتها على تخصيب اليورانيوم بنسب مرتفعة، تقترب من المستوى اللازم لإنتاج أسلحة نووية، معلنة استعدادها للتخصيب بنسبة 100 في المئة، وإنتاج قضبان وقود لتشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. في غضون ذلك، قدم أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي مشروعي قرارين يستهدفان معاقبة مسؤولين إيرانيين متورطين في «قمع» المعارضة، والترويج لتغيير النظام في طهران. وقدم السناتوران الجمهوري جون ماكين والمستقل جو ليبرمان «قانون عقوبات حقوق الإنسان في إيران» الذي سيحدد منتهكي تلك الحقوق ويفرض عليهم عقوبات مالية، وقيوداً على سفرهم. أما السناتوران الجمهوريان سام براونباك وجون كورنين فقدما «قانون المرحلة الانتقالية الديموقراطية في إيران» الذي يدعو الإدارة الأميركية إلى دعم جهود إسقاط القيادة الإيرانية، من خلال تقديم مساعدة غير عسكرية لمجموعات معارِضة. في باريس، قال وزير الخارجية برنار كوشنير ان «الأميركيين لا يصدقون ان إيران قادرة الآن على تخصيب اليورانيوم بنسبة 80 في المئة»، مشيراً الى ان فرنسا تعمل لإقناع الصين والبرازيل ودول أخرى أعضاء في مجلس الأمن، بتأييد فرض عقوبات جديدة على إيران. جاء ذلك بعد ساعات على قول الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس ان تصريحات نجاد عن رفع طهران تخصيب اليورانيوم الى نسبة 20 في المئة، «تستند الى السياسة وليس الى العلم، ولا نعتقد بأن لديهم القدرة على التخصيب الى الدرجة التي يقولون إنهم وصلوا إليها». لكن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي قال: «لا حدود للتخصيب. يمكننا ان نصل حتى 100 في المئة». ودعا كوشنير الى «الانتظار 4 أو 5 شهور» كي يشهد إنتاج قضبان وقود تُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. وتمحورت تصريحات مسؤولين غربيين، حول ضرورة إقناع الصين بفرض عقوبات على إيران. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن العقوبات ممكنة «في نهاية الشهر أو مطلع آذار، إذا وافقت الصين، وكل شيء يعتمد على قدرتنا على إقناع الصين التي تبقى الشريك الأكثر تردداً» في هذا الشأن. مسؤول أميركي بارز ذكر ان الصينيين «لا يريدون ان تصبح إيران مسلحة نووياً، لكن حماستهم لفرض عقوبات قوية أقل، كما يبدو، من حماسة الأعضاء الآخرين» في مجلس الأمن. في السياق ذاته، أكد المندوب الفرنسي لدى الأممالمتحدة جيرار آرود ان التعاون مع الصين «ضروري جداً، ولو اقتضى الانتظار بعض الشيء». أما نجاد فشدد على ان إيران «لا تريد خوض حرب مع أحد، ولكن يجب ان ندافع عن أنفسنا». وقال لنشرة «ويب برمير» الروسية ان «روسيا هي هدف حلف الأطلسي من التمدد شرقاً، وإيران أدركت جيداً دورها في هذا الخصوص، وأنها تدافع مثل حاجز صلب عن الجناح الجنوبي». وأضاف في إشارة الى موسكو: «بإمكاننا التعامل على الصعيدين الإقليمي والدولي». في الدوحة، قال اسفنديار رحيم مشائي نائب الرئيس الإيراني ان المسؤولين القطريين نفوا معلومات عن نية الولاياتالمتحدة نشر أنظمة مضادة للصواريخ في قطر والإمارات والبحرين والكويت، تحسباً لأي مواجهة مع إيران. وزاد: «رئيس مجلس الوزراء (القطري وزير الخارجية الشيخ) حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أعلمنا ان لا درع صاروخية جديدة أُقيمت أو منصات صاروخية نُصبت أخيراً في هذه الدولة». وأوضح ان محدثه أبلغه بأن «قطر لن تسمح بمثل هذا العمل وان مسؤوليها غير قلقين من البرنامج النووي الإيراني ولا يشكون في طابعه السلمي». وزاد ان دول الخليج «غير قلقة» من رفع إيران نسبة تخصيب اليورانيوم الى 20 في المئة.