بدأت الأندية الرياضية أو فلنقل الأندية «الكروقدمية»، لأن معظمها لا يمارس أو يهتم إلا بهذه الرياضة، بدأت تخضع إلى قوانين السوق، وعالم الشركات حتى قبل أن يبدأ تخصيصها الذي ينافس الأخ المعيدي في السماع عنه وعدم رؤيته. كيف ذلك؟ الإجابة أنه بات واضحاً أن الأندية التي لا تدار بمهنية إدارية ومالية عالية تتعثر بسرعة، ولم يعد كافياً أن يكون لديها زخم جماهيري، أو تاريخ عريق، أو حتى صحافيين يدينون بالولاء لها، ويكرسون أقلامهم لخدمتها. في الشركات يجب أن تخطط استراتيجياً للمستقبل، وأجبرت الأندية الناجحة نفسها على ذلك، ويجب أن يكون هناك دوماً صف ثان من التنفيذيين، ويقابلهم في الأندية اللاعبون، ويجب أن تكون هناك تحالفات استراتيجية في السوق، والأندية الذكية تفعل ذلك. في عالم المال والأعمال لا تربح إلا بعد أن تنفق، بمعنى أنه يجب أن تستثمر مالاً ووقتاً، وأن تستقطب الكفاءات المتخصصة، وأعتقد أن بعض الأندية، أو بصراحة أكثر من أربعة أو خمسة منها تفعل ذلك، وليسوا جميعاً من المصنفين كأندية كبيرة، والبقية لا يزالون يعيشون المرحلة العاطفية التي لم تعد كافية لسير عجلة الإنجاز المتمثل هنا في البطولات. عاماً بعد عام تصبح عوائد الفوز مجزية، وأصبح في الإمكان استرداد ما أنفق عبر قيمة الجوائز التي تصرف من الحكومة، أو من الشركات الراعية، وعبر تنظيم وضمان استمرارية دعم أعضاء مجلس الإدارة أو أعضاء الشرف أو أياً كان مسماهم الوظيفي على سلم كبار المنتمين للنادي. انظر إلى الأندية الناجحة ستجد على سدتها رجال أعمال أو أشخاص يتمتعون بعقليات إدارية فذة، فلا يخضعون لضغط نجم أوحد، ولا يمكن لأحد أن يساومهم أو يبتزهم إن صحت العبارة، والأهم أنهم نادراً ما يتعرضون للمفاجآت. يقول خبير مالي من الطراز الرفيع «قطاع الرياضة من الناحية الاقتصادية قطاع بِكْر، يمكنه أن يبدأ في اتجاهات عدة تحقق بلايين الريالات للأندية، وتخلق مئات فرص العمل، وعشرات الفرص لإنشاء شركات أو أعمال صغيرة ومتوسطة يستفيد من الاقتصاد الوطني»، وهو يعتقد أن الوضع الحالي للرياضة والأندية الرياضية لا يمكن أن يستمر على نظام «الفزعات» أو الداعمين الذين يشترون الشهرة والنفوذ بأموال لا يدفعونها كلها حقيقة على أرض الواقع أو يمارسون طريقة «أصير رئيساً والا بخرب». أرى في كلامه ما يثير التفاؤل بمستقبل مالي مستقر وزاهر للأندية، وربما فتح المجال لإبداعات أخرى تؤثر اجتماعياً وثقافياً في المواطن والمقيم، وربما هذبت من بعض الممارسات من الجمهور الرياضي، والبعض ممن يعتقدون أنهم يمارسون الإعلام الرياضي. [email protected]