كشفت مُدربات، عن إقبال «كبير» على دورات المهارات الشخصية، التي تنظمها المراكز والجمعيات الخيرية ومعاهد متخصصة. حتى إنها باتت تستقطب أكثر مما تستقطبه الدورات التدريبية في المجالات الأخرى، وبخاصة من النساء، والفتيات المقبلات على دخول العش الزوجي تحديداً.وتقول المدربة المُعتمدة في المهارات الشخصية نجلاء أشرف في تصريح ل «الحياة»: «إن مسارات دورات فنون الحياة الزوجية والتعامل معها، أصبحت تفوق الدورات التدريبية الأخرى في الاستقطاب»، معتبرة ذلك «دليل على وعي وتفهم من المجتمع بأهمية اكتساب مهارات شخصية، تساعد على نزع فتيل المشكلات الأسرية، باعتبارها تمهد لكسب الآخرين»، مضيفة أن هذه الدورات «يجب أن لا تقتصر على النساء، فهي موجهة إلى الرجال أيضاً»، مبينة أن «علاقة آدم وحواء تقوم على أساس فنون التعامل الإيجابية، التي تُثمر حياة زوجية واجتماعية، قائمة على أسس منطقية». وتؤكد نجلاء أشرف، أهمية «إبراز فن التعامل بالطرق الايجابية في أجواء العمل في حال وجود صعوبات في فهم الآخرين، تحتاج إلى وجود تدريب لإحداث تغيير يكون ايجابياً»، مضيفة أن هذا «لا يمكن أن يحدث إلا بعد اقتناع الطرف الذي يواجه مشكلة، بالتعامل على أنه على خطأ، ويجب أن يتخذ أسلوبًا ايجابيًا، لكسب الآخرين. وفي بعض الحالات يتم اللجوء إلى جلسات فردية مع الشخص، لتوجيهه وإرشاده». وانتقدت تعامل بعض الموظفات مع الزبائن أو المراجعين، مشيرة إلى أن التعامل «يتفاوت بحسب الشخصية». وقالت: «اللباقة فن لا بد من معرفة قواعده، للتعامل مع الآخرين باحترام وتقدير». ولفن التعامل أساليب عدة، فالبعض يربطه في ملامح الجمال عند المرأة. ولا يقف الأمر عند هذه الحد، فالبعض يربط فنون التعامل بالتخفيف من الضغوط الاجتماعية، سواءً في بيئة العمل، أو المنزل، أو التعامل مع الأوساط كافة. حتى أصبح التركيز على فن التعامل مع الآخرين مقياساً، لأخذ انطباع عن الأشخاص. وهو ما أدى إلى انخراط عدد من الفتيات، في دورات تدريبية حول فن التعامل مع الآخرين. وتؤكد الاختصاصية سهاد البلوشي، إلى أهمية «الارتقاء في فن التعامل، المرتبط في درجات الجمال عند المرأة»، مبينة أن «الكثير من النساء يصرفن وقتاً وجهداً على أدق تفاصيل التجميل، للحصول على نضارة وجه دائمة، وتألق، وليس في التجميل عيباً، إلا أن الكثيرات يغفلن الجانب الأهم وهو فن التعامل، وأصول الحديث، وتناسق العبارات، ونمنمة الكلمات. وكل ذلك يترك انطباعات دائمة، تؤدي إلى حفر تلك الأشخاص في الذاكرة. وهذا ما ينعكس جلياً على قسمات الوجه، ويريح الآخرين. كما يفرز علاقات اجتماعية سليمة، تمتد إلى اللبنة الأساسية، وهي الأسرة، سواء ما قبل الزواج، أو بعده». وتشير البلوشي، إلى القواعد التي تؤدي إلى كسب فن التعامل مع الآخرين، مثل «اختيار الكلمات المناسبة، وحب الآخرين بعيداً عن الاتصاف أو التصنع»، مشيرة إلى كيفية «الإصغاء إلى الآخرين، واختيار أوقات المزاح الذي يجب أن يبتعد عن طرافة الحديث، وتلبية طلباتهم إن أمكن، وتحاشي العصبية والغضب والتكبر، وغيرها من الصفات التي تنفر الأشخاص من بعضهم، ففي حال عدم استساغة تصرف معين، لا بد من التعامل معه بطريقة فنية ذات طابع راق». وعن أهميتها للمقبلين على الزواج، توضح البلوشي، أنها أصبحت «مقياسًا أساسياً في مسألة الموافقة بين الطرفين، فهي تقي من شبح الطلاق، وتقلل من المؤثرات الاجتماعية الأخرى».